المنهج المقترح في دراسة: (النحو) و (الصرف) و (كتب الألفاظ) و (الأدب)
|
للشيخ/ فيصل المنصور
|
بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. الإخوة الكرام/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فهذه مشاركة من الأخ "زكرياء الجزائري" جمع فيها كتابات الشيخ/ فيصل المنصور - مدرس العربية في جامعة أم القرى والمشرف على ملتقى أهل اللغة - عن المنهج المقترح لدراسة: النحو, والصرف, وكتب الألفاظ, باب المعاني, كتب تقوي طرق الاحتجاج, كتب تقوي الملكة والأسلوب, أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ, أسلوبَ القصص وسياقة الأخبار.. إلخ فأحببت أن أنقلها لفائدتها.
ـــــ,,,ـــــ
المنهج المقترح في دراسة: ( النحو ) و ( الصرف ) و ( كتب الألفاظ ) و ( الأدب ) وغيرها للأستاذ/ فيصل المنصور
بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ
بسم الله الرحمن الرحيم
1- النحوُ:
أ- (التحفة السنيَّة شرح المقدِّمة الآجرُّميَّة) لمحمد محيي الدين عبد الحميد. ب- (شرح قطرِ الندى وبل الصدى) أو (شرح شذور الذهب) لابن هشامٍ الأنصاري بحواشي: محمد محيي الدين عبد الحميد. ج- حفظ (ألفية ابن مالك في النحو والصرف) مع دراسة شروحها: كالشرح الميسر لألفية ابن مالك للدكتور عبد العزيز الحربي، ثمَّ شرح الأشموني مع حاشية الصباني، ثمَّ شرح ابن عقيل مع حاشية الخُضري، ثمَّ الشرح المُوسع لأبي إسحاق الشاطبي. د- (شرح المفصَّل) لابن يعيش. هـ- (مغني اللبيب) لابن هشام الأنصاري. ** تراجم النحاة: مراتب النحويين لأبي الطيب، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي. ** الأصول، والعلل: الخصائص لابن جني، الاقتراح للسيوطي، أسرار العربية لأبي البركات الأنباري، الإيضاح في علل النحو للزجاجي، علل النحو للوراق، اللباب في علل البناء والإعراب للعكبري. ** الخلاف: الإنصاف لأبي البركات الأنباري. ** الإعراب: المورد النحوي الكبير لفخر الدين قباوة، ثم شيئًا من كتب أعاريب القرآن المتأخرة، ثم تنظر في الدر المصون للسمين الحلبي، وكتاب إعراب الحديث النبوي للعكبَري، أو كتاب السيوطي عقود الزبرجد. 2- الصرفُ: أ- (تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. ب- (التبيان في تصريف الأسماء) لأحمد كحيل. ج- شذا العرف في فن الصرف للحملاوي. د- شرح الشافية للرضي، أو اليزدي. 3- كتب الألفاظ: ** كتبُ غريب الحديث: كتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ أو كتاب ابن قتيبة، أو الخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير. وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه، واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ، والكسائيِّ. ** معجمات العربية المصنَّفة على الحروف: ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهريِّ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُ جمَّةٌ. ** معجماتِ العربيَّة المُدارةِ على المعاني: وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثم يذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ في جمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأول من الكتب: فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّصِ) لابن سيده، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولقد قدَّمتُ كتبَ غريبِ الحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ، وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني: فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَ اليازجيِّ. فإذا أنت أطلتَ النظرَ، وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍ مسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ من هذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذي بعدَه. 3- بابُ المعاني: وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك، وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك، ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ، والأشباه والنظائر للخالديَّين، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني، والمنصف لابن وكيع، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري. فإذا لبثتَ زمانًا من دهرك تتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيها آراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه، وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. 4- كتب تقوي طرق الاحتجاج: ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِ الصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه، ورسالة الشافعيِّ، وحيَوان الجاحظِ، ورسائله، وتفسير الطبريِّ، وخصائص ابن جنِّي، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ. ومن الكتب الحديثة كتاب على السفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيل وأسمار. 5- كتب تقوي الملكة والأسلوب: فأمَّا الكتبُ التي ترتاض بها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِ البيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي رضي الله عنه ، والقصائد السبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ، وأشعار الستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ، وديوان الحماسة بأيِّ شرح شئتَ، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرِّد، والأمالي لأبي عليٍّ القالي مع اللآلي لأبي عبيدٍ البكريِّ بتسميطِ الميمنيِّ، وزهر الآداب للحُصْريِّ، ومقامات الحريريِّ. 6- أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ: كالأدب الكبير، والصغير لابن المقفَّع، وديوان أبي تمَّام، وديوان المتنبي، وسقط الزّند، واللزوميات لأبي العَلاء. 7- أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار: ككليلة ودمنة لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخ الطبريِّ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ. ومن كتب المُحْدَثين: عبَرات المنفلوطيِّ، والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. 8- أسلوبَ المقالة: كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ، ووحي الرسالة للزيَّات. * طريقة الدراسة: أمَّا العملُ في كتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةً قراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ من قضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها في كلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها، فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِك لها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَن يحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). 9- [ما يُحفظ]: ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِق الكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارن بين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها، ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و(بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أن تسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليه رائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ. 10- [كتب جامعة]: وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُها إلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة مع شرحِه الاقتضابِ للبطليوسيِّ، والعمدة لابن رشيق، والمثل السائر لابن الأثير، والوسيلة الأدبية للمرصفيِّ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ إهـ. إضافة: (ونسيتُ أن أقولَ: إن في (إصلاح المنطق) خيرًا كثيرًا، وإن لم يكن شامِلاً عامَّة موادِّ اللغة. وقد رتَّبَه أبو البقاء العُكبَري على حروف المعجَم في كتابه (المَشُوْف المُعْلَم). وأنا أنصح للمبتدئ الذي يبتغي عِلْمَ اللغةِ أن يقرأ أولاً (مختارَ الصحاح)، ثمَّ ينتقل إلى (إصلاح المنطق)، ثمَّ إلى (فقه اللغة) للثعالبي. وليَدع الفصيح، والكفاية). وهذا المنهج مستلٌ من موضوعٍ: 1- كتبه الأستاذ فيصل منصور؛ مشرفٌ في ملتقى أهل اللُّغة. 2- والمنهج الذي خطَّته أنامله في النحو والصَّرف ؛ مع تصرفٍ فيه، للحاجة الى الزيادة أو الحذف.
والله أعلى وأعلم وأحكم وهو يهدي السبيل.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق