مزايا متن (دليل الطالب)
ونصيحة باعتماد (الزاد) و (الروض) للحفظ والدراسة
ونصيحة باعتماد (الزاد) و (الروض) للحفظ والدراسة
كتب أحد المشتغلين بالفقه الحنبلي ما يلي عن متن (دليل الطالب) و (زاد المستقنع)، ثم ختم بنصيحة في اختيار واعتماد المتن الفقهي الأهم والأعمد للحفظ والدراسة:
متن دليل الطالب للشيخ مرعي من المتون المهمة المعتمدة في المذهب.
وقد اكتسب أهميته من كونه مختصرا من المنتهى عمدة المذهب عند المتأخرين.
وقد حافظ الشيخ مرعي رحمه الله على عبارات المنتهى وترتيبه مع اختصار بديع وتقاسيم نافعة وطرق في تقاسيم المسائل لم يسبق لبعضها، ولذا قلت مخالفاته لمعتمد المذهب، فهي بضعة مسائل معدودة في المتن كله.
وهي أيضا من مميزات المتن.
كما أن تقاسيمه ترتب عقل الطالب وتضبطه.
ولكن المتن فيه توسع في بعض الأبواب، وإخلال بمهمات المسائل في أبواب أخرى، بل ترك الشيخ مرعي بعض الأبواب فلم يذكرها رأسا.
ومما يستغرب على المتن أيضا أنه ذكر بعض علل المسائل، مع أنه لا يذكر أدلة أثرية كالموفق في العمدة، وهي طريقة مستغربة في صنعة المتون.
وامتاز متن الدليل بعدة شروح له وحواش، أهمها شرح العوفي الصالحي، ولكنه لم يتم، وشرح الشيخ عبد الله المقدسي، وحاشية ابن عوض.
وهذه الأخيرة لا يغني عنها غيرها مما كتب على المتن، وقد أكثر ابن عوض النقل عن الصالحي وغيره وذكر جملة كبيرة من تقريرات والده، وهي حاشية محررة نفيسة، لكنه ترك بعض مسائل المتن وعددا من عباراته فلم يتكلم عليها، ولذا فهي ليست كافية وحدها، ثم هي صعبة على المبتدئ.
ومع كثرة شروح الدليل وحواشيه= فليس فيها ما يغني عن الروض المربع ولا ما يساويه متانة وجلالة، ولا ما يساوي هداية الراغب في ذلك.
ونفس متن الدليل لا يقارن بالزاد متانة وجلالة وتنمية للملكة، بل غايته أن يكون مدخلا للزاد، وليس يغني عنه البتة.
بل لو استغنى حنبلي عن الدليل وشروحه جملة، ودرس عمدة البهوتي وهداية الراغب، بله الزاد والروض= ما ضره ذلك، وما فاته كبير شيء.
وميزة الدليل الكبرى هي في التقسيم وترتيب الذهن، وهذا قد يحصل بالموقِّف، ويحصل بمطالعته مع أخذ فوائده.
ومدرسة البهوتي وتلميذه الخلوتي وتلميذه عثمان هي التي ينبغي أن يكون عليها التعويل وبها العناية التامة في كتبها وتقريراتها، وهي التي يتأهل بها الطالب لشروح المذهب المعتمدة الكبرى، شروح المنتهى والإقناع للبهوتي رحمه الله
والروض هو المدخل الحقيقي لذلك.
ولذلك كان الزاد هو المتن الأهم، وشرحه الروض هو الشرح الأعمد، ولا يستقيم لحنبلي أن يتجاوزهما، وغاية المتون الأخرى كالأخصر والدليل وبداية العابد، وكافي المبتدي، وغيرها، وشروحها= أن تكون مدخلا للزاد فالروض، لا أن تحاذيهما أو تغني عنهما، اللهم إلا متن العمدة للبهوتي وشرحه هداية الراغب لعثمان، ومع ذلك فما العمدة إلا اختصار للزاد حذو القذة بالقذة مع تعديل جل مخالفاته لمعتمد المذهب، وهداية الراغب نحو ذلك مع الروض، مع بعض الزيادات والتحريرات المهمة خصوصا في العبادات، ولكنها بعد العبادات دون ذلك، بخلاف الروض.. فهو نمط واحد في القوة والمتانة والجلالة، ولذا لم يغن عنه غيره، واعتمده العلماء الكبار في التدريس في كبرى المدارس العلمية كالأزهر وجامعات المملكة، وكذا كثير من العلماء الكبار في دروسهم.
فالنصيحة للطالب أن يتوفر على الزاد والروض حفظا ودراسة واعتمادا.. وما يسبق الزاد من متون هي مراحل ووسائل، قد يختصر الشيخ له بعضها بحسب نظره.
والله الموفق ونسأله أن يرحم علماءنا وينفعنا بعلومهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق