بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذه نقاط مفيدة في الحفظ والتكرار أفاد بها عالمٌ قرأ على مئات من المقرئين، وهو مشتغل بالقراءة والإقراء سنوات طويلة وفي بلدان كثيرة من العالم، وعَايَشَ وخالط عشرات من شعوب المسلمين ومئات من الطلاب، وخرج من كل ذلك بما يلي:
"أفاد الشيخ د. عبدالله العبيد -حفظه الله وتولاه- أن التكرار الكثير دواء لأي ضعف في الحفظ.
والمقصود بالتكرار هنا: التكرار -غيبًا- بصوت مسموع للنصوص المراد حفظها سواء كانت من القرآن أو المتون المنثورة أو المنظومة.
وأفاد أن أقصى عدد للتكرار هو (100 كرة) ولا يحتاج أن يتجاوزها الطالب غالبًا؛ لأنها تكفي تمامًا لأي مستوى، حتى أبلد الناس ينتفع بهذا الحد من الكرَّات ويضبط، والزيادة عليها لا حاجة إليه.
وأفاد أن الطريقة المتقنة في الحفظ:
هي أن يحفظ الطالب الوجه حفظا أوليًا، ويربطه ببعضه -ويفضل نصف وجه- ويسمعه لنفسه مرات معدودة -غيبًا- حتى يتأكد أنه غيبه جيدًا.
ثم بعد ذلك يقرأه نظرا وبصوت مسموع: (10 مرات) بتركيز.
ثم بعد ذلك يكرره التكرار الأساسي -غيبًا- من الـ 20 إلى الـ 100 مرة بحسب احتياجه، وكلما زاد وقارب المئة كان هذا أتقن وأجود.
وفي المراجعة بعد الختم كان الشيخ يقول، إما:
- أن يختم كل سبع (غيبًا) = فيضبط ويتقن في سنتين
- أو يختم كل ثلاث (غيبًا) = فيضبط ويتقن في سنة
وكان يقول -جزاه الله خيرا- لابد على الحافظ أن يصطحب معه الاستغاثة بالله طوال الطريق فهذا القرآن أعظم مطلوب، ولا يناسبه إلا كثرة الاستغاثة والاستعانة بالله تعالى.
وكلُ ما تقدم بحسب قوة حفظ الطالب وضعفه والناس فيه على ثلاث مراتب:
(قوي ومتوسط وضعيف)
- فالقوي لا يحتاج عادة إلا إلى "ثلاثين مرة" للتكرار غيبًا.
- والمتوسط يحتاج إلى نحو "خمسين".
- والضعيف يحتاج إلى ما "فوق السبعين".
وكل من هؤلاء يزيد في المراجعة بحسب قوته.
وإذا خلصت النية وعلت الهمة كسر الله لأهله وخاصته قواعد الحفظ بتوفيقه ومعيته".اهـ
هذا ما دونته من كلامه حفظه الله، وهي خلاصة من عالم مقرئ رحل في قراءة القرآن على العلماء (30 سنة) ولقي أزيد من (1000 شيخ) في كتاب الله، وأقرأ من الطلاب ما الله به عليم، وقد خَبُرَ الحفظ وأهله ودرجاته وتجارب الناس فيه.
سائلاً الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء وأن يبارك فيه وفي آثاره وأن ينفع به.
ينظر:
ماذا قال بعد كل هذا ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق