.
جامع الأجوبة والفوائد اللغوية للشيخ/
فيصل المنصور
على الأسئلة التي وجهت إليه في حسابه بموقع "آسك"
[أكثر من 250 سؤال وجواب]
(في اللغة، ونحوها، وصرفها، وأدبها، وما يتعلق بها من علومها وكتبها)
جمع
أبو زارع المدني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فهذا جمع للأجوبة والفوائد اللغوية للشيخ الكريم/ فيصل المنصور - مدرس العربية في جامعة أم القرى والمشرف سابقا على ملتقى أهل اللغة على شبكة الإنترنت - على الأسئلة التي وجهت إليه في حسابه بموقع "آسك" على الشبكة.
جمعتها ونسقتها ورتبتها في مكان واحد لينتفع بها من يطلب اللغة العربية.
وعدة هذه الأسئلة والأجوبة [254] سؤال وجواب، نقلتها كما هي دون تصنيف، ابتداء من أول جواب إلى أخره.
وجاري تحديثها إن استجدت أجوبة - بحول الله - ما أمكن .. راجيا من الله أن ينفعني بها وينفع بها طلبة العلم.
1. هل يصح قول لا إله إلا غيره
الجواب/ لا يجوز ذلك لأنه يقلب المعنى.
ـــــــــ،،،ـــــــــ
الجواب/ لا يجوز ذلك لأنه يقلب المعنى.
2. هل لكلمة "قيم" و"قيمة" أصل في اللغة أم أنها من الكلمات المولدة؟
الجواب/ (قيمة) الشيء: ثمنُه. وجمعُها (قِيَم). وهي صحيحة فصيحة.
أما (قيَّمَ الشيءَ) بمعنى حدّد قيمته فلا تصح سماعًا ولا قياسًا.
وقد فصّلت فيها في هذه المقالة:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=7444
3. هل يعتبر كتاب همع الهوامع للسيوطي من أوعب كتب النحو والصرف ؟
الجواب/ نعم، يُعدّ من أجمعها للمسائل والخلاف مع الإيجاز في العرض.
4. من صاحب كتاب نوادر الأعراب الذي ينقل عنه الأزهري في تهذيب اللغة؟
الجواب/ هو أبو الوازع محمد بن عبد الخالق. وقد أثبت ذلك الأزهري في مقدمة كتابه.
5. أستاذنا لديك علم بكتب صرف أُلفت قديمًا؟
الجواب/ من أقدم كتب الصرف المطبوعة (التصريف) للمازني (ت 247هـ) طُبِع مع شرحه (المنصف) لابن جنّي، و(دقائق التصريف) لابن المؤدب (ت نحو 350هـ)، و(التكملة) لأبي علي الفارسي (ت 377هـ)، و(التصريف الملوكي) لابن جني (ت392هـ)، و(شرح التصريف الملوكي) للثمانيني (ت 442هـ)، و(رسالة الملائكة) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، و(شرح التكملة) و(العمد في التصريف) و(المفتاح في الصرف) لعبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، و(نزهة الطرف في علم الصرف) للميداني (ت 518هـ).
6. أحسن الله إليكم يا شيخ فيصل ما هو تشكيل ما بين المعقوفتين: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو [الحي القيوم] وأتوب إليه".
الجواب/ يجوز في (الحيّ) الرفع والنصب.
أما الرفع فعلى أن يكون عطف بيان من (هو)، أو نعتًا مقطوعًا للفظ الجلالة (الله).
وأما النصب فعلى أن يكون صفة للفظ الجلالة.
و(القيوم) يتبع في إعرابه (الحيّ).
7. ما الأهم برأيك.. النحو أم الصرف؟
الجواب/ أقول كما قالت فاطمة بنت الخرشب حين سئلت أيّ بنيها أفضل؟ ثكِلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل!
أو كما قال الحماسيّ حين قتل أخوه ابنًا له:
أو كما قال الآخر:
فهما علمان يُكمّل بعضهما بعضًا، ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما.
8. ماهي همزة المضارعة؟ وما قاعدتها؟
الجواب/ همزة المضارعة هي التي تلحَق أول الفعل المضارع دالّة على المتكلّم. وتكون مفتوحةً نحو (أَذهبُ وأَنطلقُ وأَستغفرُ) إلا إذا كان الماضي رباعيًّا فتُضمّ نحو (أُكرِمُ وأُدحرجُ وأُقاتلُ وأُعلّمُ) لأنهن من أكرمَ ودحرجَ وقاتلَ وعلّمَ.
9. شيخنا انتشرت في مؤلفات الأدباء المعاصرين أساليب لم نألفها منها كتابة "هاهاها" أو "هههه" للتعبير عن الضحك؟ هل يجوز ذلك؟
الجواب/ لا أرى مانعًا من استعمالها.
10. أستاذنا، ما الأصح: لا داعي للـ... على أساس أنّ "لا" هنا عاملة عمل إنّ، أم لا داعٍ ... فتكون "لا" عاملة عمل ليس؟ أم كلاهما خطأ؟ وما أفضل طبعة لتجريد الأغاني؟ نتمنى الرد. زادك الله من واسع فضله!
الجواب/ الوجه (لا داعيَ) من غير تنوين لأنه مبنيّ على الفتح. والأصل (داعيًا) فحُذف التنوين من أجل البناء. ولا يصح (داعٍ) لأن الياء إنما تُحذف إذا كانت ساكنة بسبب التقاء الساكنين الياء والتنوين، ولا تسكن إلا إذا كانت في محل رفع أو جرّ، وهي هنا مفتوحة في محل نصب.
أما (لا داعٍ) فجائزة عند من يرى إعمالها عملَ ليس أو عند مَن يرى لَحاقها مهمَلة غيرَ مكرّرة. والأصل فيها حين إذ (لا داعيٌ = داعيُنْ) ثم أُعلّت إعلال (قاضٍ) فصارت (داعيْنْ)، فالتقى ساكنان، فحُذفت الياء فآلت إلى (داعنْ = داعٍ).
11. هل هناك من صنّف مٌترجمًا لأبي عمرو بن العلاء ـ من حيث جهوده اللغوية ـ ونفس الشيء بالنسبة للأصمعي وأبي عبيدة ؟
الجواب/ من الكتب المؤلفة عن الأصمعي (الأصمعي اللغوي) لعبد الحميد الشلقاني، وعن أبي عبيدة (أبو عبيدة معمر بن المثنى) لنهاد الموسى. وأما أبو عَمْر فلا يحضرني الآن أسماء الكتب المؤلفة في تَرجمته.
12. ما هو الخلق لغة واصطلاحا، مع العلم أني أعلم أن الخلق بمعنى التقدير لغة وفي القرآن أتت بمعنى التقدير في أكثر من موضع
الجواب/ راجع بيان هذا في "مقاييس اللغة" لابن فارس، و"مفردات" الراغب الأصفهاني، و"عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي.
13. أيهما أصح الإجارات أو الإيجارات؟
الجواب/ الصواب (الإيْجارات) لأن المسموع (آجر فلانٌ الرجلَ الدارَ يُؤجِره إيجارًا) على زنة (أفعلَ) كأكرمَ إكرامًا. واسم المرّة (إيجارة). وتُجمع على (إيجارات).
وقد سُمع أيضًا (آجرَ فلانٌ الرجلَ الدارَ يُؤاجرُه مؤاجرةً) على زنة (فاعلَ) كقاتلَ مقاتلةً. وهذا الوزن قد يجيء مصدرُه أيضًا على (فِعال) كـ(قِتال)، ولكنه لا يبلغ الاطّراد. ولذا قالوا: (جالس مجالسة) ولم يقولوا: (جِلاسًا)، فلا يصِحّ إذن أن يقال: (إِجار) كـ(قِتال).
هذا مع أنّه لو سُمع أو أساغ القياس (إجارًا) لم يجُز أن يُجمع جمع مؤنث سالًما، فيقال: (إجارات) لأن الصحيح أن المصدر إذا جُمع جمعَ مؤنث سالمًا فإنما ذلك على تقدير جعلِه اسمَ مرّة، و(فِعال) لا يصح صوغ اسم المرّة منه، فيقال: (إجارة) كما لا يقال: (قِتالة) لأنه إذا كان للفعل أكثرُ من مصدر فإنما يُصاغ اسم المرة من أقيسِهما، والأقيسُ هو (المفاعلة) لا (الفِعال).
14. مرحباً، مساء الخير دكتور فيصل.. هل كلمة أشاوس صحيحة؟ وإن كانت كذلك ما مفردها.. و كلمة خَلل، ما جمعها؟ شكراً.
الجواب/ نعم، (أشاوس) مسموعة صحيحة. وهي جمع (أشوس) صفة مشبهة مؤنثها (شوساء). وقياسها أن تُجمع على (شُوس) كما قال الحماسي:
تعدو ببِيضٍ في الكريهةِ شُوْسِ
و(الخلَل) يجوز جمعُه قياسًا على (أخلال) و(خِلال).
15. هل يوجد في اللغة كلمة مقابلة لكلمة استراتيجية يعني يقولون التخطيط الاستراتيجي اي التخطيط بعيد المدى فهل يوجد كلمة استطيع استخدامها بدل كلمة بعيد المدى
الجواب/ قد يصلح أن يقال فيه: (التخطيط المستشرِف) أو (المُجلِّي) من (جلّى الصقر ببصره) إذا نظر إلى صيده من بعيد لحدّة نظره.
16. فاسعوا إلى ذكر الله، فعل الأمر مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو واو الجماعة طيب أين حرف العلة في آخر الكلمة سعا يسعون
الجواب/ حرف العلة في آخر (اسعوا) حُذف لعلة صرفية. وذلك أن أصله (اسعَيُوا)، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفًا، فقيل: (اسعَاْوْا)، فالتقى ساكنان فحُذفت الألف.
17. يذهبان الزيدان ما التوجيه في التقاء الساكنين الف الإثنين ونون التوكيد؟
الجواب/ يُحتمل التقاء الساكنين في (يذهباْنِّ) لأنه على حدّه كالضاْلّين وتُمُوْدّ الثوب ودُويْبَّة. والذي سهّل هذا عليهم في هذا الموضع أنهم لو حذفوا لقالوا: (يذهبَنّ) فيلتبس بالمسند إلى الواحد.
18. شيخنا المبارك هل ثم فرق بين عندي ولدي فقد بلغي أن لدي لا تستعمل إلا في الحسيات فقط
الجواب/ الصواب أنه لا فرق بينهما خلافًا لأبي هلال العسكري.
19. شيخنا.. لماذا لا نعرب اسم كان وأخواتها: فاعلا، وخبرها: مفعولا به! مثلا.. كان: فعل. محمد: فاعل. مجتهدا: مفعول به ؟!.
الجواب/ لأن المفعول هو الذي يقع عليه فعل الفاعلِ، فإذا قلت: (ضربَ محمدٌ زيدًا) فإن الفعل وهو الضرب وقع من محمدٍ على زيدٍ، وهذا لا يسوغ في (كان) وأخواتها لأنك إذا قلت: (كان محمدٌ كريمًا) فالفعلُ وهو الكون لم يُوقعه محمدٌ بـ(كريم) لأن الكون فعلٌ لازمٌ لا يتعدّى، والكريم هو محمدٌ نفسُه. ويزعم بعض النحاة أنه لا يدلّ على حدثٍ، وإنما يدُلّ على مجرّد الزمانِ لأنك تقول: (محمدٌ كريمٌ)، فإذا أدخلت عليه (كان) فإنك لا تعدو أن تكون نقلتَ زمان الجملةِ الاسميّة من الاستمرار إلى المضيِّ.
20. هل يصح قول إحترت في آمري وهل الصواب حرت أو تحيرت
الجواب/ كلهنّ صواب. ولي مقالة في إثبات صحة (احترت).
21. أفضل تحقيق لكتاب معلقات الزوزني ؟
الجواب/ ذُكر أن لمحمد علي حمد الله طبعة جيدة لهذا الشرح لم أطّلع عليها لنفادها قِدمًا. وأما ما عداها فلا أعرف فيها طبعة فاضلة.
22. في الاستثناء المنفي التام هل الأفصح الإتباع أم النصب؟
الجواب/ الأفصح الإتباع نحو (ما جاءني القومُ إلا زيدٌ). والنصب جائز نحو (ما جاءني القومُ إلا زيدًا).
23. هل يقال حلَقات إذاعية أو حلْقات؟ بسكون اللام أو فتحها؟
الجواب/ لا يجيز النحاة إلا (حلَقات) بالفتح ولا يكادون يذكرون خلافًا في هذا، غير أني وجدت قطربًا (ت بعد ٢١٠) وأبا بكر الأنباري (ت٣٢٨) وابن المؤدب (ت نحو ٣٥٠) يجيزون الإسكان (حلْقات) ويجعلونه لغة لا ضرورة.
24. سلام عليك، أصلح الله الأستاذ! إن لك رأيًا في الإملاء تخالف به كثيرًا مما شاع، فهل قد جمعت هذه الآراء في رسالة واحتججت لها؟! وإن كنت لم تفعل فهلا فعلت، فينظر الناس، فيأخذوا منك، أو يدعوا. نفع الله بك!
الجواب/ وعليك السلام.
هي عندي مسوَّدةً مصنّفةً. وفي النيّة أن أعجّل بإخراجها موجَزةً قريبًا جدّا إن شاء الله.
25. هل "ها" حرف؟ وكيف يكون استعماله؟ قرأت لأحد الكتاب: " بأي لغة أستطيع تقديم الجمال؟ وها الكلمات كسيرة حسيرة"، فهل يصح هذا الاستعمال؟ وما هو معناه؟
الجواب/ (ها) حرف تنبيه. ويكثر وقوعها قبل أسماء الإشارة نحو (هذا). وربما وقعت مُفردةً كما قال النابغة:
وقال العجّاج؛
وإعراب (الكلمات كسيرة) في المثال المذكور مبتدأ وخبر مرفوعان.
26. هل الصحيح: أسوأهم أو أسوءهم في حال الرفع؟
الجواب/ تكتب (أسوَءُهم) في أجود الأوجه لأن الهمزة مضمومة وقبلها فتحة، والضمة أقوى، فكُتبت (أسوؤهم)، فالتقى مثلان أحدهما صورة للهمزة، فحُذف.
وبعضهم لا يبالي اجتماعهما، فيكتبها (أسوؤهم).
وآخرون لا يعتدّون بما اتصل بالكلمة في آخرها، فيجعلونها في حكم المتطرفة، فيكتبونها (أسوأُهم).
27. هل لم الجازمة تجزم جميع الأفعال المضارعة ؟
الجواب/ نعم.
28. هل عدم حذف حرف العلة من الفعل المجزوم أو فعل الأمر مذهب صحيح عند أهل العلم؟ (كأن يقال للمذكر: صلّي/ادعو)
الجواب/ أجاز ذلك الفراء في "معاني القرآن". وفيه نظر لأنه لم يقطع بسماعه عن العرب في كلامهم المنثور، وإنما ساق لذلك شواهد من الشعر.
29. سيدي، دلني على منهج لدراسة النحو؟ أو أعطيني رابطا لمنهج تراه جيدا ولك كل الشكر
الجواب/
لعل هذا الحديث يفيدك: http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=8466
30. لماذا لا يقاس على خط المصحف في الإملاء؟
الجواب/ لأنه ليس مطّردًا مستتبّ القوانين، فأحيانًا ترسم الكلمة الواحدة على أكثر من صورة. هذا مع أنهم راعَو فيه الجمع بين القراءات.
31. في النحو : السكون المد، أو السكون المدي ؟، ونقول : السبب الرئيس أو الرئيسي
الجواب/ تقول: (السكون المدّي) و(السبب الرئيس).
32. متى يحسن تقديم الفاعل على الفعل؟
الجواب/ إذا كان أهمّ عند المتكلم من الفعل. وذلك كقولك في مسافر لم يرج إيابه: (محمد قدِم). ويكون حين إذ مبتدءًا.
33. كثير من المُقرِئين في بعض المواضع من القرآن يقومون بما يسمّى بالنّبر، ليميزوا بين الكلمة وكلمة الأخرى قد تلتبس بها إذا سمعت، فمثلا في قوله تعالى: ((وقالا الحمد الله)) يدفعون عند اللام حتى لا يظن أنها "قال"، وكذا عند قوله: ((حاضري المسجد الحرام)) حتى لا يظن أنها "حاضر"، فهل هذا صحيح وتفعله العرب؟
الجواب/ لم يثبت في ما أعلم أن العرب تعرف النبر. والمحدَثون مع ذلك لا يضعونه مواضعَه.
34. ألا ترى، يا شيخنا، أن في الضمير (هو) حشوا؛ كقولنا: من هو المتكلم؟! أم أنه لا يكون كذلك عند مَن عدّه توكيدا؟
الجواب/ أنا لا أستحسن هذا الأسلوب، ولكني لا أخطئه.
35. هل إطلاق بعض العلماء على الحديث المُعلّ أنه "معلول" خطأ؟
الجواب/ ذكر بعضهم أن قطربًا حكاه في كتابه "فعلت وأفعلت".
36. كيف نعرف الحرف الذي يتعدى به الفعل؟
الجواب/ حرف جر لا محل له من الإعراب.
37. الدجات العلا، أو الدرجات العلى؟ وهل يجوز أن يكونا معا في كتاب واحد أو مقال واحد؛ من باب التنويع، أو يكون خطأ؟
الجواب/ (العلا) على مذهب البصريين. و(العلى) على مذهب الكوفيين. والتنويع جائز على قبح.
38. هل تسمية البنت برنا جيد وما معنى رنا
الجواب/ (رنا) بمعنى أدام النظر. ومنه قول الشاعر:
وهو اسم لا بأس به.
39. يذكر بعضهم غلبة النقل على تآليف السيوطي أكثر من التحليل والاستنتاج والترجيح.. فهل ترى هذا الوصف صحيحا؟ وهل تراه حاضرا في مصنفاته النحوية كالهمع والأشباه والنظائر؟
الجواب/ هذا صحيح، ولكن ليس معنى هذا أنه ينقل من غير فهم، بل له في كثير من مؤلفاته آراء ونظرات تفرّد بها.
40. هل إضافة ضمير بعد الاستفهام يعدّ خطأً كما يقال "ما هو..."؟
الجواب/ خطّأ ذلك عدد من المعاصرين. وأراه جائزًا على أن يكون ما بعد (هو) مبتدءًا، و(هو) وما قبلها خبرًا مقدّمًا، فإذا قلت: (من هو القادم؟) فحدّ الكلام (القادم مَن هو؟).
41. ما إعراب اسم "الله" في قوله تعالى: ((لو كان فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسدتا...))؟
الجواب/ راجع في هذا كتب إعراب القرآن.
42. ما الموقع الاعرابي لشبه الجملة من الجار والمجرور في جاء الحاكم (في موكب). ؟
الجواب/ (في موكب) متعلق بالفعل (جاء).
43. أيّهما أصح ؛ فَهْمٌ، أم فِهْمٌ ؟ وإن كان كليهما صحيح فهل تختلف في المعنى ؟
الجواب/ الصواب الفَهْم.
44. مِن المُسلّم به ان الدين يدعو إلى التعاون.. .. ما هو الموقع الإعرابي للمصدر المؤول '' أن الدين يدعو '' ؟ وشكرا جزيلا
الجواب/ مبتدأ مؤخر. والكوفيون والأخفش يجيزون إعرابه فاعلًا للجار والمجرور قبله سدّ مسدّ للخبر.
45. السلام عليكم، هل يصح قول: اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله بهذه الصيغة؟
الجواب/ وعليك السلام. لا يصح أيضًا.
46. السلام عليك .. هل يصح لغةً ومعنى قول الشخص لصاحبه : (اللهم افتح على قلبك) .
الجواب/ وعليك السلام. لا أراها تصح لأن كاف الخطاب في (قلبك) إنما تنصرف إلى المنادى، وهو الله تعالى. وهذا معنى باطل.
47. ما معنى بله؟ وكيف وأين تستخدم ؟ مع الأمثلة من فضلكم
الجواب/ راجع في هذا كتب الأدوات النحوية.
48. السلام عليك، كيف تكتب الأمر من: نأى؟
الجواب/ وعليك السلام. (انْء) على الراجح لتطرف الهمزة وما قبلها ساكن. وبعضهم يراعي الأصل، وهو كونها متوسطة قبل الحذف، فيكتبها (انْأ). وهو ضعيف.
49. معجم تنصح بتكرار النظر فيه ؟
الجواب/ إصلاح المنطق لابن السكيت. وإن شئت مطوّلًا فلسان العرب لابن منظور.
50. هل من ترتيب لقراءة كتب الجاحظ ؟
الجواب/ ابدأ بالبخلاء، واختم بالحيوان. وأنت في ما بينهما بالخيار.
51. هل تفدية الغير بالأمور الرخيصة أو الحقيرة ونحو ذلك أسلوب صحيح؟ كأن يقول: "يفديك كل جبان" ونحوها مما يراد به التعظيم
الجواب/ التفدية إنما تكون بالغالي كقولهم: (فداك أبي وأمي) وكقول أبي الغول الطهوي:
وكقول الأعشى:
ولكن قد تكون في ما يُظنّ أو يَظنّ نفسَه غاليًا وهو رخيص كقول غازي:
وقد يكون منه قول حسان:
52. الكسرة، الفتحة، السكون ؟ رتبهم من فضلك حسب القوه
الجواب/ الكسرة فالضمة فالفتحة فالسكون مجموعة بقولك: (لِعُمَر).
53. جزاك الله خيرا، ولكن قصدت أنهم يتركون الشدة ويضعون الحركة من غيرها؛ مثلا: الشَمس، بفتح الشين دون وضع شدة تحت الفتحة، فهل هي أيضا من الباب نفسه: أن الضبط ليس بواجب؟ ألا يكون هذا خطأ؟ وهل يجوز لنا نحن؟
الجواب/ العُرف أن وضع الحركة على الحرف المشدد دون شدّة نحو (جلَ) في (جلَّ) خطأ. ولا أعلم أللعلماء نصّ في ذلك أم لا.
54. جزأين ام جزئين؟
الجواب/ الصواب (جزأين).
55. حبيبنا أفدنا أفادك الله وزادك إذا التقى ساكنان فما الضابط لتحريك أحدهما بالضمة أو الفتحة أو الكسرة ؟
الجواب/ في هذا تفصيل، فراجع باب التقاء الساكنين في كتب الصرف وفقك الله.
56. سلام عليك يا أبا قُصي، أصلحك الله، هل أكتب (لمبتدإ) أم (لمبتدأ)؟ وإن أنت اخترت الأولى، فأين أضع تنوين الجر؟
الجواب/ وعليكم السلام. الصواب (لمبتدأ) لأن الهمزة المتطرفة لا يُنظر إلى حركتها، بل تُعدّ كالساكنة. وفي وضع الهمزة تحت الألف مراعاة لحركتها.
57. هل إطلاق الناس -اليوم- الشيخ على العالم له أصل في اللغة ؟
الجواب/ نعم، من باب الاستعارة تشبيهًا للعالم وإن كان شابًّا بالكبير في السنّ بجامع وجوب التوقير والاحترام في كلٍّ.
58. ما إعراب الدهر في قول الشاعر: ولا تذكر الدهر في مجلس ** حديثاً إذا أنت لم تحصه.
الجواب/ ظرف زمان منصوب.
59. هل يصح النسبة إلى (جدة) بقول: (جداوي) أم هي (جدي) كمكي؟
الجواب/ لا يصح، بل الصواب (جُدّيّ).
60. يا فيصل، ما رأيك في عمل البكاء في كتاب سيبويه ثم ما مقدار جودة تحقيقه للنص؟ رعاك الله ورحمك
الجواب/ عمله في تبويب الكتاب وتفقيره عمل عظيم، فقد كشف عن عبقرية مؤلفه، ولاءم بين أوصاله، وأسقط منه شطر وعورته، وجعل درْسه وقراءته أحلَى من (جنَى النحل في ألبان عُوذٍ مطافلِ).
وأما تحقيقه فدون ذلك، وليس بالدُّون.
61. لماذا لا تكتب كلمة "هذا" إلى أصلها "هاذا" وغيرها من الكلمات التي حذفت منها أحرف للاختصار؟
الجواب/ ليت الناس يقبلون مثل هذا.
62. شيخنا هلا ذكرتم أراجيز مفيدة متينة تستحق الحفظ ؟
الجواب/ أحيلك في هذا إلى الأستاذ صالح العَمري: https://twitter.com/saalamri12
63. ما صحة ما ذكر السهيلي -كما نقل عنه ابن القيم في البدائع- أن الصلاة ترجع إلى معنى الحنو والعطف؟
الجواب/ قوله في هذا إلى الجودة ما هو.
64. ما الفرق بين (أو) و (أم) ومتى يستخدم كل منهما ؟
وما الفرق بين هل الاستفهامية، وهمزة الاستفهام (في السؤال) ؟
الجواب/ راجع في هذا كتب الأدوات.
65. " وقالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم " ذكر الله سبحانه كلمة وقالت ولم يقل وقال ما لسبب ؟!
الجواب/ جمع التكسير يجوز في فعله التذكير والتأنيث.
66. لماذا كلمة "أشياء" ممنوعة من الصرف؟
الجواب/ في هذا خلاف تجده مبسوطًا في كتب الصرف. ولي ردّ على رأي لبعض المحدثين في ذلك نشرته في ملتقى أهل اللغة.
67. ما الفرق في المعنى بين لكن الناصبة و لكن العاطفة؟
الجواب/ تجد تفصيل هذا في كتب الأدوات كمغني اللبيب.
68. رأيت في بعض المطبوعات القديمة من المعاجم وغيرها أنهم يتركون وضع شدة الحرف الشمسي، فهل لهذا وجه في الضبط؟
الجواب/ نعم، فالضبط بالشكل ليس بواجب.
69. مرحبًا أبا قصي.. (إذن) أو (إذًا)، ولماذا؟
الجواب/ في هذا مذهبان مشهوران للعلماء. وهما قائمان على اختلافِهم في الوقفِ عليها، فمَن يقِف عليها بالنونِ يكتبها بالنون (إذن). وهو مذهب المازنيّ وتلميذِه المبرَّد. وقال المبرَّد: (أشتهي أن أكوي يدَ من يكتبها بالألف لأنها حرفٌ مثل أن ولن). وعلى ذلك كثيرٌ من المعاصرين. واختارَه مجمع اللغة بالقاهرة. ومَن يقِف عليها بالألف يعتدّها تنوينًا لأن التنوين هو الذي يُبدل في الوقف ألفًا إذا كان نصبًا، فيرسمها (إذًا). وهو مذهب القرّاء. وشايعَهم عليه جماعة من النّحاة. وذلك لأنَّ الرسمَ مبنيّ على مراعاة حال الابتداء والوقفِ.
وحجّة من يقف عليها بالنون أنّها حرفٌ، والحروف لا يلحَقها التنوين لأنه من خصائصِ الأسماء.
وحجّة من يقِف عليها بالألف متابعةُ رسمِ المصحف لأنَّها رُسِمت فيه بالألفِ. ووقوفُ القرّاء عليها بالألف اتباعٌ للرسمِ.
وأرجّح كتابتها بالنونِ للحجّة التي بيّنتُ. فأمّا رسمُها بالمصحف ألفًا فلا يُحتجّ به لأن في رسم المصحف أشياءَ كثيرةً خارجةً عن حدِّ القياسِ لا علةَ لها لائحةً. وقد يجوز أن يكونو رسموها فيه ألفًا لأن نطقَ النون والتنوين في الوصلِ سواءٌ. هذا مع شِدّة التشابه بين (إذا) الشرطية و(إذًا) الحرفية الناصبة للفعلِ حتّى زعم بعضهم أن الناصبة اسمٌ، ولم يُعمِلو الأصلَ الإملائيَّ الذي يجعلُ الاعتداد برسم الكلمةِ في حال الابتداء والوقفِ. وأنا أذكر أمثلةً من رسم المصحفِ تشهَد لذلك، منها رسمهم ((أيُّهَ المؤمنون)) بحذف ألف (أيّها) رعاية لحال الوصل. ولم يعبئو بحال الوقف. ولو فعلو ذلك لأثبتوها إذْ كانت الألف تُنطق في الوقف، وإنما حُذفت في الوصل لالتقاء الساكنين. ومنها رسمهم ((ويدعُ الإنسان)) بحذف الواو، و((وسوف يؤتِ الله المؤمنين)) بحذف الياء لهذه العِلّة.
علَى أن من يرسمها نونًا وهو مُقِرّ بأنها تُبدلُ ألفًا في الوقف كالتنوينِ له أن يحتجّ بأنّ ذلك مُشبّه بالتنوين، وليس تنوينًا حقيقةً، لأن التنوين لا يَلحق الحروف. ومتى كان ذلك حسُن أن يُفصَل بينه وبينَ الاسم حتى لا يُتوهّم أنه تنوينٌ، فيُرسمَ نونًا. وكذلك يقال في نون التوكيد الخفيفة في نحو ((لنَسفعنْ بالناصيةِ)).
وللفرّاء مذهب ثالثٌ، وهو التفرقة بين أن تُعمل، فتكتب نونًا، وبين أن تُهمَل، فتكتب ألفًا.
70. ما معنى النجد في اللغة ؟
الجواب/ لعلك تراجع المعجم في هذا.
71. هل تنصحون ان نقرأ مجموعة كتب متتابعة لمؤلف معين مثل كتب علي الطنطاوي ولاسيما أني احببتها ام تفضلون التنوع بين المؤلفين فأنا لدي مجموعة كتب لمؤلفين مختلفين ومن ضمنهم كتب علي الطنطاوي
الجواب/ التنويع أنفع.
72. استبدال أهل جنوب المملكة لـ"هذه" بـ"ته" في الإشارة الى المؤنث .. صحيح أم خاطئ؟
الجواب/ صحيح، فهي لغة من لغات اسم الإشارة للمؤنث.
73. هل يراعى التخفيف عند كتابة الهمزة؟
الجواب/ نعم، يراعَى مذهب التخفيف في كتابة الهمزة، فتُكتب بحسب ما تئول إليه إذا خُفّفت.
74. كيف ترى كتاب التيجان في ملوك حمير؟ قرأت أخبارا منكرة في ذكر أبناء أبي ذؤيب؟
الجواب/ هذا الكتاب مشحون بالأخبار المكذوبة والأشعار المصنوعة.
75. متى نستخدم هذه العلامة أثناء الكتابة (=) ؟ مع التمثيل بعد إذنك :)
الجواب/ لا أرى أن تُستعمل.
76. شيخنا الفاضل ما رأيك بكتاب ياقوتة الصراط لغلام ثعلب ؟ وما طبع من كتب غلام ثعلب؟
الجواب/ المطبوع من كتبه فائت الفصيح، والعشرات في غريب اللغة، وياقوتة الصراط، والمُداخَل، والمقصور والممدود، ويوم وليلة، والفرق بين الظاء والضاد.
أما الشق الأول من السؤال فمُبهَم مجمَل.
77. كثيرًا ما نرى العلماء يقولون "الكل" و"البعض" بلام التعريف؟ أيجوز هذا في فصيح الكلام؟
الجواب/ أجاز ذلك كثير من النحاة. ومنعه آخرون.
والبتّ في مثل هذه المسائل العويصة التي طال اشتجار العلماء فيها محوِجٌ إلى تحقيق دقيق تستوفَى فيه جميع أدلّة السماع وتناقَش، وتُنفَض فيه عامّة وجوه القياس المحتمَلة وتحرَّر.
78. هل يجوز إدخال "أل" على غير؟
الجواب/ جمهور النحاة يمنعون ذلك. ولسيبويه نصّ واضح في المنع. وأجازه قِلّة منهم.
وهي مسألة تحتاج إلى تحقيق أصوليّ موسّع.
79. السلام عليكم, قال عنترة: فسينبيكِ أنَّ في حدِّ سيفي = ملكَ الموتِ حاضرٌ لا يغيبُ ما إعراب "حاضر" و هل يجوز نصبها حالا؟
الجواب/ وعليكم السلام.
في هذا البيت أربعة أوجه:
1-(أنّ في حدّ سيفي ملكُ الموتِ حاضرٌ) برفع (ملك) مبتدءًا و(حاضر) خبرًا. وتكون الجملة في محل رفع خبرًا لـ(أنّ). و(في حد سيفي) متعلّقان بالخبر. واسمها ضمير الشأن محذوف. وهذا جائز في ضرورة الشّعر.
2-(أن في حدّ سيفي ملكَ الموتِ حاضرًا) بنصب (ملك) اسمًا لـ(أنّ) و(حاضرًا) حالًا من خبرِ أنّ المتقدّم (في حدّ سيفي).
3-(أنّ في حدّ سيفي ملكُ الموتِ حاضرًا) برفع (ملك) على أن يكون مبتدءًا خبرُه الجار والمجرور (في حدّ سيفي). و(حاضرًا) حالٌ من الخبر. والجملة في محل رفع خبر أنّ. واسمها ضمير الشأن محذوف. وهذا خاصّ بالشّعر.
4-(أنّ في حدّ سيفي ملكَ الموت حاضرٌ) بنصب (ملك) اسمَ أنّ ورفع (حاضر) خبرًا لها. و(في حد سيفي) متعلّق بالخبر (حاضر). وتقدّم معمول الخبر على الاسم والخبر جائز عند سيبويه. ومنعه الأخفش.
وأجودُ هذه الأوجه الوجه الثاني لاتفاقهم على جوازِه ولرُجحانِ نصب (حاضرًا) على الحالية دون الخبرية لأنك لو وقفتَ على (ملك الموت) لتمّ الكلام.
هذا مع التنبيه على أن هذا البيت مصنوعٌ على عنترة.
80. هل كان الفاضل أبو تراب زميلكم في الدراسة ؟
الجواب/ لا، لم يكن زميلًا لنا، فهو أسنّ منّا.
غير أنه من الأصدقاء الأوِدّاء البرَرة. وهو أستاذ لنا في صدق المحبّة للعلم والجدّ فيه وحفظ الوقت من المُلهيات. وقلّ من يقاربه في سعة اطلاعه على كثير من الفنون، بل ربّما قرأ في الفنّ الواحد ما لم يقرأه كثير من المتخصصين فيه.
81. فضلا هل يصح تعرَّف على الشيء أم الصواب تعدية الفعل بنفسه أو بإلى ؟
الجواب/ يقال في هذا المعنى (عرفَه) و(تعرَّفه) و(تعرّف إليه). وبينهنّ فروقٌ.
أما (عرفَه) فمعناه أوقع المعرفة عليه، فصار عنده معروفًا بعد إذْ كان مجهولًا.
وأمّا (تعرّفه) فمتعدّ إلى واحدٍ كـ(عرفَه)، بيدَ أنه مطاوع (عرّفه كذا) المتعدي إلى اثنين، ومنه قوله تعالى ((عرّف بعضَه وأعرضَ عن بعضٍ)) وحذف المفعول الأول، فإذا قلتَ (تعرّفت الرجلَ) فكأن شيئًا ألقَى في رُوعِك طلبَ معرِفته، فتطلّبتَها شيئًا فشيئًا حتى أدركتَها. وهي بهذا تفارق معنى (عرفه) لدلالة بناء (تفعَّلَ) على قَبول التكثيرِ. وعلى هذا جاء قول طَريف العنبري:
وتقول (عرفتُ المسألة) إذا فقِهتَها بسهولةٍ، و(تعرَّفتُ المسألة) إذا تكلّفتَ ذلك وحاولتَه حتى عرفتَها وأسمحَتْ لك.
أما (تعرَّف إليه) فهو مطاوع (عرَّفتُ الشيءَ) إذا جعلتَه معروفًا كقولك (عرّفتُ فلانًا فتعرَّف)، فإذا قلتَ (تعرّفتُ) فمعناه (صرتُ معروفًا) فإذا وصلتَه بـ(إلى) فقلتَ (تعرّفتُ إلى فلان) فمعناه صِرت معروفًا عنده. ومن المعلوم أن (إلى) تدُلّ في أصلِ وضعها على الغايةِ. وهي في هذا المثالِ لا تفيد هذا المعنى لأن الغائيّة إنما تصِحّ في الحدث الذي يقع على مكانٍ ممتدٍّ من الأرضِ يبدأ فيه من موضعٍ، وينتهي عند موضعٍ آخر منه كـ(مشَى)، فإن المشيء لا يتحقّق معناه حتّى يجري في رُقعة من الأرضِ. ولا يمكن أن يمشي الإنسان وهو ثابتٌ في مكانِه إلا في عصرنا هذا العجيبِ.
فمن هنا جاز أن تقول (مشيتُ إلى المسجدِ) مثلًا.
والتعرُّف أي كونُ المرء معروفًا لا يصدُق عليه ما يصدُق على المشي ونحوِه، وإنما يُراد بـ(إلى) فيه الاتّجاهُ. وذلك من قِبَل أن الغايةَ تستلزِم هذا المعنَى لأن كلّ من قصدَ إلى شيءٍ وجعلَه غايتَه فلا بدّ أن يكون وجهُه إليه. وإذن فقولك (سأتعرَّف إلى فلان) معناه سأكون معروفًا عند فلانٍ لا غيرِه، فأفادت (إلى) النسبة إليه. وهي في هذا نظير قولهم (وقف إلى فلان، وجلس إليه)، فإن الوقوف والجلوس يقعان في مكان واحدٍ خلافًا للمشي، فـ(إلى) فيهما خارجةٌ عن معنى الغائية إلى الدلالة على القصد والاتجاه والنظر لأن هذه المعاني من لوازم الغائية كما بيّنتُ. وفي الحديث (تعرّف إلى اللهِ في الرّخاء يَعرِفك في الشدّة) أي اطلبْ أن تكون معروفًا عنده في الرخاء باتّباع أوامره واجتناب نواهيه ليعرفَك في الشدّة. وليس المعنى اعرِفِ الله في الرّخاء.
وإذن فقولك: (تعرّفت فلانًا) معناه عرَفته بعد التماس، فالتعريف واقع عليه. و(تعرّفت إلى فلانٍ) بمعنى صرتُ معروفًا بالنسبة إليه، أو التمستُ أن أكون كذلك بتقديم نفسي إليه.
وقولهم (تعرّفت عليه) كما يشيع عند المعاصرين خطأ لا يُسنده سماعٌ ولا قياسٌ.
82. شيخنا المفضال - جزيت الجنة -، هل قرأت الكتب المشكولة - بصوت مرتفع -لوحدي تكفي لأن تجعل كلامي لا لحن فيه ؟
الجواب/ تقوّي الملكة، ولكن لا تكفي لغلبة اللحن في كلام الناس اليوم. وهو من ما يُخلّ بها، وينقضها، فلا بدّ من إتقان قواعد النحو مع كثرة التمرّن وتعويد اللسان نطقَ الكلام الفصيح المعرَب.
83. الشيخ الفاضل، فضلا لو انتخبت لي قاموسا للعربية لغرض المطالعة اليومية والقراءة فيه باستمرار.
الجواب/ إن أردت شاملًا مختصرًا فمختار الصحاح للرازي.
وإن لم يكن من شرطك ذلك فإصلاح المنطق لابن السكيت.
84. هل نقول سلمت على (أبا الحكم أم أبي الحكم) إذا كان (أبا الحكم) علما وليس كنية ؟
الجواب/ الكنية علم.
وأيًّا ما يكن فالوجه أن تقول (سلمت على أبي الحكم). ولو قلت (على أبا الحكم) لجاز على لغة لبعض العرب.
85. هلَّا أدليت برأيك في الكاف الاستعمارية\الدخيلة؟ جزاك الله خيرًا
الجواب/ هي كما قلتَ كاف استعمارية دخيلة لا يصحّ استعمالها.
86. أيهما أفصح : إهداء لفلان أو إهداء إلى فلان؟
الجواب/ الأصل في الفعل (أهدى) أن يتعدّى بـ(إلى)، فتقول: (أهديتُ إلى فلان هديّةً) كما قال النابغة:
وذلك أن معنَى الإهداء يقتضي أن يكون له غايةٌ مكانيّة ينتهي إليها، وهي المُهدَى إليه، لا يتحقّق هذا المعنى إلا بذلك لأن الهديّة تبدأ من المهدِي، وتُجاوزُه حتّى تتّصِل بالمهدى إليه.
ولكن يجوز لك أن تقول (أهديتُ له) باللامِ على تأويلينِ:
1-أن تريد باللام المِلْك لأنّ هذه الهديّة قد صارتْ بتناولِه لها مِلكًا له.
2-أن تكون دالّةً على الغايةِ كـ(إلى)، فتخرج بذلك عن أصلِ وضعِها لعلّةٍ مليحةٍ. وذلك أن اللامَ تجيء في أصلِ وضعها بمعنى التعليلِ، وغايةُ الشيءِ المكانيّة تستلزِم أن تكونَ أيضًا عِلّةً له، ألا ترى أنك إذا قلتَ: (سافرتُ إلى مكةَ) فـ(إلى) هنا غائيةٌ لأن معنى السفَر ينقطعُ إليها من جهةِ المكانِ، وهي أيضًا باللزومِ عِلّة للسفَر لأنّك لم تسافر ووجهُك إليها إلا من أجلِ أن تصلَ إليها، فكما أنها غايةٌ فهي أيضًا عِلّة وسببٌ، فلو قلتَ (سافرت من أجل مكّة) لصحّ الكلام لأن قصدَها هو الذي بعثَك على إنشاء السفّر.
فلما كانَت الغائية تستلزِمُ التعليلَ جاز أن تَخرج اللامُ عن أصلِ وضعها، وتطّرِدَ إفادتُها للغائيّة كما تفيدُها (إلى)، فيتعاورَا في الدلالة على هذا المعنى، فتقول (سرت إليه وله، ومشيت إليه وله وذهبت إليه وله، وهَديته إلى الطريق وله). وقسْ على هذا.
وبينهما أيضًا وجوهٌ أخَرُ من التشابَه لا يتّسع هذا الموضع لبسطها.
وهذه سبيلُ كلّ حرفٍ استُعمِل في غير معناه الأوَّل، فإنك لا بدّ أن تجِد له مخرجًا حسنًا سائغًا إن لمَستَه. ومعاذ اللهِ أن تكونَ الحروف قد تتناوَبُ اعتباطًا لغيرِ سرٍّ ولا مَغزًى كما يزعم الكوفيّون.
وإذن تقول (إهداء إلى فلان) و(إهداء لفلان).
87. قلتم لا يصح قولي أتساءل طيب لو قلت: يتساءل طه حسين .. ما هو الصواب؟ بلفظها؟
الجواب/ الصواب (يسأل) أو (يُسائل) كما قال الشاعر:
88. ما أفضل طبعات لسان العرب؟
الجواب/ أفضلها طبعة دار المعارف وطبعة دار صادر. وبعضهم يذكر أن طبعة دار المعارف أصحّ وأجود. والفصل بينهما يحتاج إلى قراءةٍ موازِنة دقيقة.
89. أبا قصي، وجدت الغريب المصنف بتحقيق صفوان داوودي، ما رأيك بتحقيقه ؟
الجواب/ هذه أجود طبعات الكتاب.
90. هل يجوز استعمال كلمة على غير معناها إذا شاع ذلك، مثل كلمة (بساطة) التي يقصد بها السهولة والتفاهة؟
الجواب/ الشيوع لا يجعل الباطل حقًّا. واستعمال البساطة بهذا المعنى الشائع غير صحيح. وسبق أن بيّنت هذا.
91. في الأدب العبرة بقراءة كتب كثيرة أم بتكرار كتب محددة ؟
الجواب/ أفضّل تكرار الكتاب الجيّد مرارًا. ووجدته أنفع من قراءة كتب كثيرة مرة واحدة.
92. ما رأيك بتحقيق محمد عثمان الذي طبع بمكتبة الثقافة لأصول ابن السراج ؟
الجواب/ محمد عثمان طبعاته تجارية.
93. كيف نكتب مهيآت أو مهيَّئَات، ومنشآت أو منشَئَات، بارك الله فيكم
الجواب/ القدماء يكتبونها مهيئات ومنشئات من غير سِنّ. والمعاصرون يكتبونها مهيآت ومنشآت. وسبق تفصيل هذا.
94. هل توضع علامة التعجب بعد كل نداء؟
الجواب/ لا أرى هذا.
95. فضلا أستاذي أريد إجابة، هل اسم علي اسم منقوص ولماذا يعرب بالحركات الظاهرة في مثل قام علي وموسى وموسى قدرت لماذا؟
الجواب/ (عليّ) ليس اسمًا منقوصًا لأن من شرط المنقوص أن يكون آخره ياءًا مسبوقة بكسرة، و(عليّ) ياؤه مسبوقة بسكون. ولهذا يُعرب بحركات ظاهرة.
أما (موسى) فمقصور لأن آخره ألف. وتُقدّر عليه حركات الإعراب.
96. هل يجوز تشديد السكون آخر الكلام كأن يقال : جاء فلان القوي بتشديد الياء المسكنة
الجواب/ إذا وقفت على المشدّد الآخر مثل (القويّ) فالوجه أن تنبر ما قبل آخره للدلالة على أن الأصل التشديد كما يوقف على قوله سبحانه ((وكل أمر مستقر)).
97. أهم الكتب في فن الإملاء وعلامات الترقيم, ما هي ؟
الجواب/ من أهمّ كتب الإملاء:
-باب تقويم اليد من كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة. وهو أقدم ما وصل إلينا في الإملاء.
-كتاب الخط لابن السرّاج. وهو أقدم كتاب مطبوع في الإملاء. وقد نُشر في مجلة المورد.
-الخط للزجاجي.
-الكِتاب لابن درستويه.
-باب الهِجاء لابن الدهّان. وهو باب من الغرة له طُبع مستقِلًّا.
-باب الخط في الشافية لابن الحاجب، وشرح الرضي له.
-كتاب الهجاء لأبي حيان. وهو جزء من التذييل والتكميل له طُبع مستقلًّا.
-باب الخط في همع الهوامع للسيوطي.
-المطالع النصرية لنصر الهوريني.
-رسم المصحف لغانم الحمد.
-مشكلة الهمزة العربية لرمضان عبد التواب.
أما علامات الترقيم: فرائدها كتاب أحمد زكي باشا (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية).
98. في الحديث: «من يرد الله به خيرًا= يفقهه في الدين»، لِمَ لم تُدغَم الهاء في الهاء مع أن الأولى ساكنة؟ وكذلك في قولهم: أنتَ لَمْ تَعْرِكَّ الحياة، هل الصواب الإدغام أو الفصل؟ شكر الله لكم...
الجواب/ هي مدغمة في الحديث لأن الفعل جواب الشرط مجزوم، فتقول (يفقههُّ).
أما (لم تغرّك) فيجوز الإدغام. وهو لغة نجد. ويجوز الفكّ (لم تغرُرْك). وهو لغة الحجاز. وقد جاءت اللغتان في القرآن، قال سبحانه ((ومن يشاقّ الله)) في الحشر، و((ومن يشاقق الله)) في الأنفال.
99. ما معنى قولهم: «الظاء المشالة»؟
الجواب/ لعلها من قولهم (أشال الشيءَ) إذا رفعه، فكأنها رُفِعت بالعصا المرسومة عليها. وهم يقولون ذلك تمييزًا لها عن الضاد المعجمة كما قالو (الباء الموحدة، والخاء المعجمة) ونحو ذلك.
100. ما ضوابط ما يجمع بالألف والتاء؟/(ماهي الأسماء التي يجوز جمعها بالألف والتاء؟)
الجواب/ تجدها مذكورة في باب جمع المؤنث في كتب النحو والصرف.
101. لماذا نكتب التسمية بهذا الشكل بسم الله وليس بهذا الشمل بإسم الله
الجواب/ تُحذف همزة الوصل من البسملة في قول العلماء تخفيفًا. والرأي أن ذلك من ما بقِي من الرسم القديم إذ كان لا يُثبت الألفَ. ولم يرُدّو الهمزة المحذوفة في ما بعدُ لشهرة البسملة، وشِدّة الإلْف لها، واعتيادِ العيون مرآتَها، فتحصّنت بذلك من تغيير صورتِها خلافًا لغيرِها. ومثل هذا لفظُ الجلالة (الله) و(الرحمن) ونحوها.
102. يقال أن حروف الجر تستبدل بعضها ببعض وهذا القول يتفق ويختلف فيه كثيرون ما رأيك
الجواب/ هذا قول الكوفيين. ولا يصِحّ. وهو مقتضٍ لإفساد اللغة وتداخل المعاني.
103. السلام عليكم شيخنا بوركت انا سأقرأ في كتب الأدب فهل تنصحني ان ابدأ بكتب المتقدمين ثم انتقل للمتأخرين أم العكس
الجواب/ وعليكم السلام.
التنويع بينهما أفضل.
104. كيف لي يا شيخ أن أعرف أفضل التحقيقات للكتب هل هناك قاعدة اتّبعا لمعرفة أفضل المحققين
الجواب/ القاعدة في ذلك سؤال المختصّ بالعارف بالفنّ عن كلّ كتابٍ.
على أنه قد يُعرف ذلك أيضًا باسم المحقّق، والدار الناشرة، ولكن هذا ليس مطردًا، فربٍ محقّق مذكور بالجودة والإتقان أخلّ في بعض تحقيقاته. وربّ دار معروفة بحسن التخيُّر وتمام التنقيح قصّرت في بعض منشوراتها.
ومن المحققين المقدّمين في العربيّة على سبيل التمثيل عبد العزيز الميمني ومحمود شاكر وعبد السلام هارون ومحمود الطناحي ومحمد الدالي ورمضان عبد التواب وحسن هنداوي ومحمد علي النجار وحاتم الضامن وفخر الدين قباوة وغيرهم.
فهألاء كل تحقيقاتهم أو غالبها متقَن.
105. سلامُ الله عليكَ أستاذنا الجليل .. ما المقصودُ بعلوم اللغة وهل هي مُغايرةٌ لعلوم العربية ؟ إن أنعمتم عليَّ بتوضيح الفرق بينهما أسعد الله دهركم وأدام مودتكم ..
الجواب/ وعليكم السلام.
لا أجد بينهما فرقًا، فالأصل فيهما (علوم اللغة العربية)، فإن شئت اكتفيت بالموصوف، وإن شئت اكتفيت بالصفة.
106. هل الضريع من الضراعة ؟
الجواب/ قد يجوز أن يكون فَعيلًا بمعنى فاعل. والضراعة الذلّة. وذلك لأنه نَبت سَوءٍ مُنتِنٌ. أو يكون فَعيلًا بمعنى مُفعِل أي مُضرِع لأنه يُذِل آكلَه بأكلِه. وقد جاء فَعيل على هذا المعنى قليلًا كما قال عَمر بن معديْكرب:
107. أعلام البلدان كعُمان واليمن والكويت ولبنان وغيرها مذكرة أم مؤنثة؟ وهل يجوز فيها التذكير والتأنيث؟
الجواب/ أعلام البلدان والأماكن يجوز فيها على الصحيح التذكير على معنى المكان، والتأنيث على معنى البقعة، فتقول (هذا العراق، وهذه العراق) و(هذا نجد، وهذه نجد).
108. سلام عليك في قوله تعالى والخامسة أن غضب الله عليه إن كان من الكاذبين جاءت الخامسة مضمومة وفي قوله تعالى والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين جاءت منصوبة ما سبب اختلاف الحركة لنفس الكلمة؟
الجواب/ وعليكم السلام.
قُرئ برفع (الخامسة) الأولى في رواية حفص لأن (أربع شهادات) التي قبلها مرفوعة. وقُرئ بنصب الثانية لأنها معطوفة على (أربع) التي قبلها، وهي منصوبة.
هذا جواب قريبٌ. وفي المسألة تفصيل.
109. ما سبب كتابة التنوين -في بعض المذاهب- على الحرف ما قبل الأخير ؟
الجواب/ في رسم تنوين النصب ثلاثة مذاهبَ:
1-رسمُه على ما قبل الألف نحو (اشتريت كتابًا). وهو مذهب الخليل وأصحابه.
2-رسمُه على الألف نحو (اشتريت كتاباً). وهو مذهب اليزيدي. ورجّحه أبو عَمْر الداني.
3-رسمُ الفتحة على ما قبل الألف والتنوينِ على الألف نحو (اشتريت كتابَاَ).
وأصحّها في رأيي المذهب الأوَّل.
وتفسيرُه أنّ الرسمَ موضوع على الوقفِ والابتداء. وهذا أصلٌ مُهِمّ من أصولِ الرسمِ يغفُل عنه كثير من الناس.
ولمّا كانت الكلِمة يُوقف عليها بالألف المبدَلة من التنوينِ وجب أن تُكتَب وإن كنتَ إذا وصلتَ صيّرتَها تنوينًا. والتنوينُ، وكذلك سائرُ الحركات إنّما يُراعَى فيها حالُ الوصلِ لا الوقفِ خلافًا للأصلِ في الرسمِ، ألا ترى أنك إذا وقفت على قولك (جاء زيدٌ) سكنتَ الدالَ، ومع ذلك تُلحقها تنوينَ الضمّ اعتبارًا بحالِ الوصلِ.
فإذا تبيّن هذا ظهرَ أن رسم الألف في (كتابًا) إنما هو رعاية لحال الوقفِ، ورسم التنوين إنما هو اعتداد بحال الوصلِ، والألف في الوصل تنوينٌ، فرجعَ أمرُ تنوينِ النصب إلى تنوين الرفع والجرّ، فكما أنك فيهما تضع التنوينَ على الحرف الأخيرِ كذلك تفعلُ في تنوينِ النصبِ.
وإذن فلا تعلّق للألف بالتنوين الذي أُبدِلت منه، وليست حالاهما بواحدةٍ فيوضعَ التنوين على الألف كما زعم اليزيديُّ لأن التنوين يُبنى على حال الوصل، والألفَ تُبنى على حال الوقف.
وشبيهٌ بهذا الاسم المنقوص في الرفع والجرّ، فإنّ من العرب من يقف عليه بإثبات الياء، فيقول: (جاء قاضي)، فإذا وصل أسقطَها. ومن كانت هذه لغتَه فإنه يكتبها، فيقول مثلًا (جاء قاضٍي عادلٌ)، وينوّن الضادَ أيضًا. أما إثباته الياء فرعاية لحال الوقف. وأما التنوين فرعاية لحال الوصلِ. وعلى هذا يُحمَل ما جاء في (الرسالة) للشافعيّ. ولا يجوز أن يُظنّ أن لغته إثبات الياء في الوصل كما وهم بعضهم، إذ ليس هذا من كلام العرب.
110. هل تختلف كتابة يحيا الفعل عن الاسم العلم ؟
الجواب/ القياس كتْب (يحيى) العلم ك(يحيا) الفعل لأنه وإن كان قد أجري مُجرى الأسماء العربية، فأُميل في بعض القراءات، فقد وقع قبل آخره ياء، فانبغى كَتْبه على ألف (يحيا) كما يكتب (استحيا) و(سُقيا). وذلك كراهية لاجتِوار ياءين إحداهما مستعارة لا أصل، ولكن المعروف في الإملاء كتابته (يحيى) بالياء. ثم احتجّو لذلك بعلة الفرق بينه وبين الفعل. وهذه العلة تئول إلى علّة خشية اللبس لأنهم لم يلتمسو التفرقة إلا بعد خشية اللبس بينهما، وإن لّا كان مجرد التفرقة بين شيئين مختلفين لغير لبسٍ عبثًا محضًا.
وهذا القول فاسد. ويُردّ من ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ليس من شأن الرسم الفصل بين المتشابهات لأن الرسم نائبٌ عن اللفظ، وصورة له، فما لم يبيّنه اللفظ بنفسه فلا ينبغي أن يبيّنه الرسم. وهما في اللفظ شيء واحد كما هو معلوم.
الثاني: أن اللبس إنما يعرض بين المتماثلين اللذين تكثر بينهما الخلطة، ويستعمَلان في مواضع متشابهة. وشتان ما الفعل يحيا، والعلم يحيى. وما أظنهما يلتبسان قط في موضعٍ لأن الفعل لا يُسند إليه ولا يقع مواقع الأسماء، فإذا قلت: (يحيا كريم) لم يتوهّم أحدٌ أنك تريد الفعل. وإذا قلت (يا يحيا) لم يسبق إلى فهم أحد أنك ناديتَ الفعل إذْ كان الفعل لا ينادَى. وقِس على هذا ما شئتَ.
الثالث: أنه لو صحّ هذا المزعم، وسلّمنا بوقوع اللبس بين العلم الموافق للفظ الفعل، والفعلِ لكان يجب أن يُفصل بين كل ما كان على هذا النحو بعلامةٍ ما يُحدثونها، فيفرقو بين أحمد العلم، وأحمد الفعلِ، وكذلك يزيد، ويشكر، وغيرها.
ثم يلزمهم أن يفرقو أيضًا بين كل علم وما نُقل منه، فيخالفو بين محمود العلم، ومحمود اسم المفعول، وبين صَخر العلم، وصخر اسمِ الجنس. وكذلك فضل، وصالح، ومحمد، وكل علم منقول، إذ لا فرق بين القبيلين!
فتبين بهذا سقوط هذه الحجة التي أدلَو بها وزيفُها.
والحقّ أن مجيء (يحيى) على هذه الصورة منبتًّا عن نظائره ليس إلا اتّباعًا لرسم المصحف. ورسم المصحف ليس كله جاريًا على القياس.
ولهذا أرى كتابة (يحيا) العلم هكذا كما يُكتب الفعل.
111. أفضل ما مر بك من الكتب الحديثة في علمي النحو والصرف ؟
الجواب/ لم أرَ للمعاصرين في هذا شيئًا ذا بال، ولكن من أحسن ما رأيت دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عضيمة، والنحو الوافي لعباس حسن، والمورد النحوي، والمورد النحوي الكبير لفخر الدين قباوة، والتطور النحوي لبرجشتراسر.
112. هل يصح : من سُنَن العرب في كلامهم ؟
الجواب/ نعم، يجوز (من سُنَن) جمع (سُنّة)، وهي الطريقة. و(من سَنَن) مفرَد بالمعنى نفسه.
113. هل يصح قول بعضهم " راق لي " ؟
الجواب/ لا يصح هذا، بل تقول (راقني) لأن المسموع تعديته بنفسه.
114. ما الأفصح والأقيس: سبع دلائل، أو سبعة دلائل؛ إذ قالوا: دلائل مفرد دليل لكنه جمع على دلائل كأنه توهم أن مفرده دليلة؟ أفتونا مأجورين
الجواب/ (دلائل) جمع دلالة لا دليل كرسالة ورسائل. وتقول في جمعها (سبع دلائل) نظرًا للمفرد والجمع. ولا يجوز (سبعة دلائل) قولًا واحدًا لأن المفرد والجمع كلاهما مؤنث.
115. ما الفرق بين القَصص والقِصص ؟
الجواب/ القَصَص اسم مفرد بمعنى المقصوص كالحسَب بمعنى المحسوب، والعدَد بمعنى المعدود.
والقِصص جمع قِصّة.
116. هل يمكن أن تأتي (مَن) موصولة بمعنى أنه لا يجزم الفعلان بعدها؟
الجواب/ نعم، تأتي موصولة نحو (من يأتيني أعطيه درهمًا).
117. بِعثة النبي - عليه الصلاة والسلام - أو بَعثة .. ؟
الجواب/ الصواب (بَعثة) بالفتح.
118. هل هي الحمد لله الذي أحيا نفسي أم أحيى نفسي ؟
الجواب/ الصواب (أحيا) لأن الألف وإن كانت رابعة فقد سُبقت بياء، فتُكتب على صورة الألف كراهية اجتماع مثلين أحدهما مستعار لا أصل.
119. هل لفظة الحرارة اسم جامد أم مشتق... بوركتم
الجواب/ (الحرارة) اسم جامد لأنها مصدر. والمصادر جامدة لا مشتقّة في قول البصريين.
120. قال محمود غنيم : أمسى كلانا يريد الغمض جفناهُ، ما ضبط عين (الغمض) ؟
الجواب/ (الغُمض) بضم الغين بمعنى النوم. ومنه قول حِطّان بن المعلّى
121. هل يمكن أن تأتي أن مفتوحة بعد القول مثلا يقولون أنه كذا
الجواب/ نعم، يجوز هذا. وهي لغة سُليم، حكاها سيبويه في كتابه.
122. "اريد ان اسألك" ام اريد "ان أسئلك" ؟
الجواب/ فيها وجهان:
الأول: كتابتها (أسئلك). وهذا هو حاقّ القياس فيها. وهو أقدم الوجهين لأنك تخفّفها إلى (أسَلُك). والرسم موضوع على مراعاة مذهب التخفيف. ونظيرها (مسْئلة). ويلزم من يكتبها هكذا أن يكتب (يسأم) و(يلؤم) و(يزئر) هكذا (يسئَم) و(يلئُم) و(يزءِر).
الثاني: كتابتها (أسألك). وهذا هو الوجه المنقاد لقاعدة الأقوى المراد بها الاطّراد والتيسير. ويمكن أن يُحتج له بأمرين:
١-أن الكسائي يجيز تخفيف (أسأل) إلى (أسال) بإبدال الهمزة ألفًا، وقد حكى في (المرأة) (المرَاة)، فتكون بذلك جارية على مذهب التخفيف.
٢-أنها رسمت في المصحف في موضع واحد على ألف. وذلك في قوله تعالى ((يسألون عن أنبائكم)).
123. أحسن الله إليكم، هل من وجه لكتابة: عفا ودعا: عفى، ودعا؟ كما في بعض المخطوطات، وأين هو؟ أريد ضبط مسألة التقاء الساكنين في: منَِ الاستثناء، وفي الاستثناء؛ بتعليل اللغتين المذكورتين بثبات الياء وحذفها نطقا وياء المتكلم هل من تفضيل أو ضابط في فتحها وإسكانها فهما جائزان وفي كتب السنة مرة تفتح ومرة تسكن!
الجواب/ الشقّ الثاني من السؤال غير واضح، ويحتاج إلى إعادة صَوغ.
أما الأول، فلا يصح بوجهٍ كتابة الألف في آخر الفعل، والاسم الثلاثيّين ياءًا إلا إذا كان أصلهما ياءًا، ولو في لغة لبعض العرب.
وعلى هذا يجوز كتابة (دعَى) بياء لأن اللغويين نقلو أن من العرب من يقول: (دعيت)، فيجعل لامها ياءًا. ولا يجوز هذا في (عفَا) لأنه لم يُنقل فيها أصلٌ غير الواو.
أما عكس ذلك، وهو كتابة ما كان أصله ياءًا نحو (بنَى)، و(مشَى) بالألف (بنَا)، و(مشَا) فله وجه لأنه هو الأصل. وقد أجازه جماعة من العلماء، واختاره أبو علي الفارسيّ.
124. لمَ لِما لمه هل تجوز هذه الأوجه؟
الجواب/ نعم، كلها جائزة. وذلك أنه يجوز لك أن تقول: (لِمَا فعلت ذلك؟) بإثبات الألف. وقد قُرئ: ((عن مّا يتساءلون)). وقال حسان:
والأكثر حذفها. فإن حذفتها فلك في الوقف عليها وجهان:
الأول: أن تقف عليها بهاء السكت، فتقول: (لِمَه). فعلى هذا تكتبها بالهاء وإن وصلت لأن الرسم موضوع على الوقف، والابتداء.
الثاني: أن تقف عليها بغير الهاء، فتقول: (لِمْ)، فتكتبها كذلك للعلة السابقة.
125. يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً .. ويروغُ منك كما يروغ الثعلبُ .. من القائل؟
الجواب/ صالح بن عبد القدوس.
126. في إحدى المرّات، نبّهتنا دكتورتي الفاضلة أنّه من الأخطاء الصرفية الشائعة قولنا (قراءة إثرائية) وإنما الصواب هو: ثرائية.. لكني نسيت السبب في عدم صحّة الصياغة الأولى، لماذا لم تصحّ؟
الجواب/ لأن من المتعالم عليه عند المعاصرين أن (أثرى) فعل لازم بمعنى استغنى. ولهذا يخطئون تعديته، فلا يجيزون (أثريتُ الرجل)، و(هذا الكتاب يُثري طالب العلم).
وقد كنت أصبت له شاهدًا مسموعًا من كلام العرب لم يُوقف عليه من قبل. وكتبت في تصحيحه مقالة ستنشر قريبًا بإذن الله.
127. يجوز أن يقال "أبحث عن حذائَيّ ولكن هل يجوز أبحث عن أحذيتي أبحث عن حذائي وأنا أقصد التثنية إذ استعملت الجمع والمفرد؟
الجواب/ الأصل أن يقال: (أبحث عن حذاءَيّ) بالتثنية، ولكن يجوز الإفراد (حذائِي)، والجمع (أحذيتي). وهي نظير (العين)، فيجوز أن تقول: (بكت عينِي، وعيناي، وأعيني)، قال امرؤ القيس في الإفراد:
وقال زهير:
وقال امرؤ القيس في التثنية:
وأما الجمع فيشهد له عموم القياس لأن التثنية جمع كما قال تعالى: ((وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث))، ثم قال: ((وكنا لحكمهم شاهدين))، لا (لحكمهما).
ولا يحضرني الآن شاهدٌ على جمع (عين) مرادًا به التثنية.
128. هل نقول: أخي الحبيب فيصلا أو فيصل؟ بوركتم أخانا الحبيب :)
الجواب/ كلاهما جائز.
أما النصب فعلى أن يكون عطف بيان على (أخي) المنصوب.
وأما الرفع فعلى أن يكون منادًى مستقلًّا كأنه قال: (يا أخي الحبيبَ، يا فيصلُ).
129. السلام عليكم ..أستاذنا الفاضل فيصل المنصور.. الصفة المشبهة تصاغ من الفعل اللازم .مع العلم أن لفظة =رحيم =صفة مشبهة وهي متعدية بدليل قولنا رحمه الله فهلا أزلتم عنا هذا الإشكال. بوركتم
الجواب/ وعليكم السلام.
(رحيم) على الأصح صيغة مبالغة ل(راحم)، فلا يكون هنا إشكال.
ويجوز أن تكون صفة مشبهة من (رحم) بعد نقله إلى (فعُل) اللازم للدلالة على المبالغة. وهو قياس.
130. هل من الخطأ أن يقال "مبروك" بدلا من "مبارك" باعتبار أنه ليس مأخوذًا من الفعل الثلاثي "بَرَكَ"؟
الجواب/ الصواب (مبارك). ولا يجوز (مبروك) لأن فعله (بارك) لا (بركَ).
131. السلام عليكم, ما أفضل تحقيق لأمالي المرزوقي ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
تحقيق يحيا الجبوري.
132. هل لكلمة "أولو" مفرد؟
الجواب/ لا مفرد لها من لفظها، فهي اسم جمع.
ولكن مفردها في المعنى (ذو).
133. متى تكون تاء التأنيث تاء فاعل ومتى تكون لا محل لها من الإعراب؟
الجواب/ لعلك تريد ما فرق ما بين تاء الفاعل للمخاطبة نحو (ذهبْتِ)، وتاء التأنيث الساكنة نحو (ذهبَتْ)؟
والجواب أن تاء الفاعل اسم ضمير له محل من الإعراب، وتاء التأنيث حرف لا محل له من الإعراب.
والذي يدل على ذلك أن تاء الفاعل لا يليها فاعل لأنها هي الفاعل. فأما قولهم: (ذهبتِ أنتِ) ف(أنت) توكيد، وليس فاعلًا بدليل أنه يجوز حذفه وإن لم يتقدمّ له ذكر.
أما تاء التأنيث فيليها الفاعل، تقول: (ذهبَتْ هند). وقد يكون ضميرًا مستترًا نحو (هند ذهبَتْ) أي هي.
فدلّ هذا على أنها حرف دالّ على تأنيث الفاعل وحسب لا اسم لأنها لو كانت اسمًا لوجب أن يكون لها محلّ من الإعراب، ولا محلّ كما بينّا.
134. هل يصح الجمع بين " أين + كاف الخاطب " بحيث تصبح كلمة واحدة " أينك " ؟ بمعنى هل تلحق الضمائر بأدوات الاستفهام؟
الجواب/ لا يصح هذا. وهو من الأخطاء المشتهرة. والصواب (أين أنت؟). وأسماء الاستفهام لا تضاف غير (أيّ).
135. قول: "اللهم اجمعنا في أعلى الجنة الفردوس" ما حكم دخول ألف ولام التعريف على جنة ؟
الجواب/ يجوز هذا، فتقول: (في أعلى الجنّةِ الفردوسِ) بجرّ (الفردوس) على أن تكون بدلًا من (أعلى).
136. ما رأيكم في كتاب: اللغة العربية معناها ومبناها؟
الجواب/ لم أستحسنه، ولا تعجبني طريقته.
137. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور هل يصح أن نقول ينوم في الإخبار عن فعل النوم بدل ينام ؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته.
لا يصحّ هذا.
138. هل يصح في اللغة إطلاق الذات على النفس ؟ مثل قولهم : سيرة ذاتية - تربية الذات ...إلخ.
الجواب/ نعم، تأتي (الذات) بمعنى نفس الشيء، وعينه، وحقيقته كما قال تعالى: ((إنه عليم بذات الصدور))، ثم قال خُبيب بن عديّ:
وكما قال الحماسي في إحدى الروايات:
139. أستاذي الفاضل هل صحيح ما قيل أنَّهُ لا يوجد في العربية ما يسمى بالضمَّة المقدَّرَة وكذا الكسرة وغيرها مما قيل فيها مقدَّرَة
الجواب/ أميلُ إلى هذا الرأي. وأعدّ كل ما لم يظهر إعرابُه مبنيًّا لأنه لا معنى لإعراب مقدّر لا يَظهر.
140. هل من ضابط لتحريك ياء المتكلم أو تسكينها إذ أُراها في كتب السنة مضطربة وهل هناك أفضلية؟
الجواب/ الأصلُ في ياء المتكلّم الفتح. والإسكان فرعٌ عنه. يدُلّ على ذلك أمران:
الأول: قياسها على نظائرها ككاف المخاطب.
الثاني: أنّ التحريكَ تثقيل، والإسكان تخفيف، فلو كان الإسكان هو الأصل لم يحرّكوه، لأن من عادة العربِ أن تفرّ من الثّقَل إلى الخفّة، وليس العكس.
وهما لغتان كثيرتان في كلامهم. وقد اختلَفت القُرّاء اختلافًا ظاهرًا في فتح الياء، وإسكانها في القرآن.
غيرَ أن الإسكانَ أشيعُ، وأجوَدُ. والحُجّة له أن العرب وإن كانو لا يستثقلون الياء المفتوحة إذا انكسَر ما قبلَها في الجملة كما في المنقوص المنصوب نحو (رأيت القاضيَ) فإنّهم قد يستثقلونها إذا لِحقتها عِلّة أخرى تدعو إلى التخفيفِ. ولهذا خفّفو نحو ياء (معديْكرب) لأنَّه لمّا اجتمع إلى الياء المتحرّكة وهي قد تُحتمَل ثِقلُ التركيب استوجبَ هذا تخفيفَها.
بل إنَّ من العربِ من يسكن ياء المنقوص في النصب، فيقول: (رأيتُ القاضيْ) مع ما لها من حُرمةِ الإعرابِ.
فلمّا كثُر استعمال ياء المتكلّم، وكانت تتّصل بالاسم، والفعل، والحرف مع كونِها حركةَ بناءٍ لا إعرابٍ خفّفوها بالإسكانِ. وهو أجود اللّغتين كما ذكرتُ. وقد يفضُلُ الفرعُ الأصلَ كما فضّلت (يا غلامِ) على (يا غلامي) وهي فرعها، وكما شاعَت (نِعْم، وبِئْس) دون (نَعِم، وبَئِس) وهي فرعُها أيضًا
141. كتب تنصحني بها في مجال الصرف؟ مع العلم أني أدرس في بداية الماجستير دراسات لغوية وأود التزود في هذه الإجازة
الجواب/ من الكتب المعاصرة (المغني في تصريف الأفعال) لعضيمة، و(علم الصرف) لقباوة [وطُبع من قبلُ باسم تصريف الأسماء والأفعال، ثم استكمَل فيه سائر أبواب الصرف، وطَبعه بهذا الاسم]، والقواعد والتطبيقات في الإبدال والإعلال لعبد السميع شبانة. وإن شئتَ المزيدَ في كتب التطبيق الصرفي فمعجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم للخراط، والمورد النحوي الكبير لقباوة.
ومن كتب المتقدّمين شرح الملوكي لابن يعيش، والممتع الكبير في التصريف لابن عصفور، وشرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الإستراباذي.
فهذه كافيةٌ إن شاء الله في إتقان الصّرف، وفهمه، والقدرة على تطبيقه.
142. ما هو أفضل تحقيق للمعلقات العشر لمَنْ أراد [الحفظ]؟
الجواب/ ظهَرت طبعةٌ حديثةٌ عن مؤسّسة البابطين حوَت المعلقات السبع. وقد اعتمدو فيها روايةَ أبي بكرٍ الأنباري. وهي من أفضلِ الموجودِ على هنواتٍ فيها.
أمّا المعلقات الثلاث الزائدةُ على السبع فتُستخرَج من (شرح القصائد العشر) للتبريزي.
وأنا مذ سنوات أعمَل على إخراج المعلقات السبع بجمع رواياتها عند المتقدّمين فقط من جميع المطبوع من كتبهم، ثم اختيار أجودها مع الترجيح المفصّل.
وقد قاربتُ أن أفرغ من مرحلة الجمع يسّر الله إتمام ذلك.
143. ما رأي أبي قصي في كتاب "إحياء النحو"
الجواب/ في هذا الكتابِ نَظرٌ، وتجديدٌ، وإعمالٌ للعقلِ أقدِّر جهدَه فيه وإن كنتُ لا أوافقُه على أكثرِه.
144. كئابة ام كآبة؟
الجواب/ القياس يقضي بكتابتها (كأابة)، ولكنهم كرهو التقاء مثلين أحدهما صورة للهمزة، فحذفوه، فصارت (كئابة) [من غير سنّ، ولكن لا تمثيل لها في المِجسّات الحاسوبية]. وهو رسم المصحف. وعليه المتقدّمون. ومن قياسه رسم (ءامن)، و(قرءان) هكذا.
والمتأخرون ينقلون الهمزة إلى الألف بعدها، ويصوّرونها مدّةً اختصارًا، فيكتبونها (كآبة) كما يكتبون (آمن)، و(قرآن) كذلك.
145. ما الصحيح في هاتين الكلمتين: أن نقول في صدر الجملة:((حسنًا))أم ((حسنٌ))
الجواب/ كلاهما صحيح.
أما (حسنٌ) بالرفع فخبَر على تقدير (هذا حسَنٌ).
وأما (حسنًا) بالنصب فمفعول به تقديره (رأيتُ حسنًا من القول)، أو (صنعتَ حسنًا)، أو (قلتَ حسنًا)، ونحوه.
146. كرما أحتاج إجابة عاجلة: أيهما أصح تعريفات أم تعاريف ولمَ؟
الجواب/ كلاهما جائز.
147. جعلكم الله موئلا لأهل العربية، وفيصلا لأهل اللسان. في قول العرب: "جاريةٌ شابة" هل يراد بهذا التقييد التأكيد أم التأسيس لمعنى جديد؟
الجواب/ المشهور أن الجارية بمعنى الشابّة فيكون النعت هنا توكيدًا.
ولكن ذكر الزمخشري في "شرح الفصيح" أن الجارية هي التي لم تتزوج وإن بقيت في بيتها ستين سنة. وعلى هذا يكون النعت تأسيسًا ليَخرج به الكهلة.
148. السلام عليكم أيها أصح: (فلان لا يصلح له إلا أبا - أبو فلان) مع التوجيه جزاك الله خيرا
الجواب/ وعليكم السلام.
الكلمة فاعل في هذه الجملة. ويجوز فيها الوجهان.
أما (أبو) فهي اللغة المعروفة لغةُ الإتمام. وهي لغة القرآن.
وأما (أبا) فلغة فصيحة ثابتة. وهي لغة القصر. وتُنسب إلى بني الحارث بن كعب، وغيرهم. وهم الذين يُلزمون المثنى الألف في أحواله كلها. وشاهدها قول الراجز:
وكلّ ما صحّ لغةً لبعض العرب فإنه يجوز القياس عليه.
149. يقول ابن عثيمين رحمه الله : (شكرا لتواجدك معنا) هذا خطأ الصواب أن تقول (شرا لوجودك معنا) هل كلامه صحيح ؟
الجواب/ الذي أراه صوابُ هذه الكلِمة إذا استِعملت بمعنى (التلاقي) لأن بِناء (فاعَلَ)، وفرعَه (تفاعلَ) يأتيان في ما جازَ أن يكون كلٌّ من المتشاركينِ فيه فاعلًا، ومفعولًا، نحو (ضاربَه، فهو مضارِب، ومضارَب إذا ضربَ كلٌّ واحد منهما الآخرَ. والمطاوعة منه تضاربا). وكذلك (واجده، فهو مواجِد، ومواجَد إذا وجدَ كلٌّ منهما الآخَر). و(وجدَ) يتعدَّى إلى مفعول واحد. وهو بمعنى (لقِيَ)، فكما يجوز أن تقولَ: (الرجلان تلاقيا) فكذلك يجوز أن تقول: (تواجدا). فإذا قلتَ: (المتواجدون في هذا المكان عشَرةُ رجالٍ)، فهو بمعنى (المتلاقون، أو الملتقون في هذا المكان عشرةُ رجال). والتلاقي يستلزِم معنى الحضور، وزيادةً.
فإذا استُعمِل في مثلِ ذلك فلا أرى فيه بأسًا لجريانِه على القياس. ولا يوهِنُه اشتراكُه اللفظيُّ مع قولهم: (تواجد الرجلُ) إذا أظهر الوجدَ لأن (التواجد) هنا من (الوَجد) لا من (الوجود)، وبِنية (تفاعلَ) فيه دالَّة على (التظاهر بالصِّفة) لا (التشارك).
150. (الأنانيَّة) هل لها أصل في كلام العرب؟
الجواب/ (الأنانيَّة) لا تصِحّ بهذا الوجه لأنّها منسوبة إلى (أنان) لا (أنا). وقد نبَّه عليها ابن كمال باشا (ت940) في (التنبيه على غلط الجاهل والنبيه)، قال: (ومنها لفظ الأنانية. وهي اختراع محض لا أصل لها). وشايعَه على ذلك ابن بالي القسطنطيني (ت992) في كتابه (خيرِ الكلام في التقصّي عن أغلاط العوامّ).
وصوابُ النّسبة إلى (أنا) هو أن يقالَ:
1-(أنِّيَّة) بتضعيف النون على قولِ البصريين الذين يرون أنها ثُنائية، وأن الألفَ مزيدةٌ في الوقف.
2-(أنِيَّة) بتخفيف النون. وهو وجهٌ آخَر مقيسٌ في الثُّنائيِّ.
3-(أنَويَّة) على قول الكوفيين الذي يَرون الكلِمة ثلاثيَّة الوضع.
ولك أن تستعملَ مكانَها (الأَثَرة)، فإنها بمعناها.
151. السلام عليكم، هل يصح عطف ضمير النصب على ضمير الرفع في الجملة الاسمية في نحو قولنا : نحن وإياكم متفقون على كذا، وهل يصح نصبه على المعيّة في نحو قولنا: اتفقنا نحن وإياكم؟. كما يصح
الجواب/ وعليكم السلام.
أما قولك: (نحن وإياكم متفقون) فـ(نحن) ضمير رفع منفصل، و(إياكم) ضمير نصب. والوجه أن تعطف عليه بضمير رفع مثلِه، فتقول: (نحن وأنتم متفقون)، ولكن يجوز (وإياكم) على أن يكون مفعولًا معه، وإن كانَ مرجوحًا لعدم الداعي الصناعي، أو المعنوي إلى ذلك.
أما (اتفقنا نحن وإياكم)، فجائز بلا ضعفٍ لأنه معطوف على ضمير متصل. ويجوز (اتفقنا نحن وأنتم) بسبب الفصل بـ(نحن).
152. هل يحتج بالحديث النبوي في القواعد النحوية والاستشهادات
الجواب/ الصحيح أنه لا يُحتجّ بالحديث النبوي في الجُملة إلا الأحاديث التي نقلَها اللُّغويون كالنضر بن شميل، والأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي عُبيد، وغيرِهم، فإنَّا نحتجُّ بها في اللُّغة، والنَّحو كما نَحتجُّ بروايتِهم عن العربِ سواء أصحَّ سندُها، أم لم يصحَّ، دونَ ما نقلَه غيرُهم، إذْ كان هألاء معنيِّين بضبطِ اللفظ، وحفظِه، وكانَ هو نفسُه لهم غايةً، وغرضًا، فلم يكونو ليُجيزو تبديلَه بما يقارِبُه. كما أنَّ عندَهم من التحقُّق بالعربيَّة، والعلمِ باللُّغة ما يعرِّفهم معانيَ الألفاظ، ومراتبَها، وطرائقَ العربِ في كلامِهم. هذا فوقَ ما تدعوهم إليه صنعتُهم القائمةُ على تتبُّعِ الغريبِ، والتحسُّس من الشاذّ، من صَونِ لفظِ الحديثِ، ونقلِه كما هو.
أما غيرُهم، فكثيرٌ مِنهم لم يكونو يرونَ بأسًا في رِواية الحديث بمعنَاه، قال سفيان الثوري: (إن قلتُ لكم إني أحدّثكم كما سمعت فلا تصدقوني، إنما هو المعنى). ثمَّ كانَ كثيرٌ منهم حتّى من لا يرى الروايةَ بالمعنى يلحَن في كلامِه كأهلِ عصرِه، فإذا روَى الحديثَ بالمعنى فلا يُؤمَن أن ينازِعه لسانُه إلى ما اعتادَه، فيغيّر بعض ألفاظ الحديثِ إلى قريبٍ من كلامِهم، فربّما جرَى في ذلك على لغةٍ رديئةٍ من لغاتِ العرب، وربّما خرجَ لحنًا صَردًا لا وجهَ له، وبخاصّةٍ أنَّه ليس عنده من الفِطنة في العربيَّة، والارتياضِ بها، وطول الدُّربة ما يُشعِرُه اليقظةَ من الوقوعِ في مثلِ ذلك.
ويدُلُّك على هذا أنَّ في كثيرٍ من الأحاديث من اللُّغاتِ الرديئةِ، والوجوهِ التي يعدُّها أيمةُ النّحو من اللَّحن ما لا يجوز أن يُّحملَ على من دون النبي عليه السلام، فكيف به وهو أفصحُ العربِ لسانًا، وأسراهم كلامًا؟!
من أجلِ هذا لم نرَ علماء النَّحو يحتجّون بشيء من الحديث على مسائل النَّحو. ومن عجبٍ أن كثيرًا من المعاصرين يتخذ هذا سُلَّمًا لعيبهم، ونقدهم، والطَّعن عليهم، وكأنَّ الحديثَ كان في زمنِهم عِلمًا خفيًّا محجوبًا لا يعلمُ به إلا نفَرٌ من الناسِ، وكأنَّ طائفةً منهم لم يَروُو الحديثَ، ولم يجالسو أهلَه، ويخالطوهم، ويسمَعو منهم كسيبويه مثَلًا الذي كانَ أول أمره طالبًا للحديث، وكأنَّهم كانو يُضمرون النِّفاقَ بحيث يؤثِرون أحاديثَ الأعراب على حديث النبي!
فإذا علِمنا معرفتَهم به حقًّا، وانتفَى عنهم كلُّ هذا فلا شكَّ أن تركَهم للحديثِ مع حاجتهم إلى الشواهدِ التي يستدلّون بها على الأحكامِ، ومع إيمانهم بالنبيِّ، ومحبّتهم له، ومعرفتهم بفضلِ كلامِه على سائر الكلام، أنَّ ذلك لعلَّةٍ مستسرَّةٍ في نفوسِهم لم يُبينو عنها لأنَّه لم يكن في عصرِهم من يماريهم فيها، ولأنها لم تكن موضع جدَلٍ، وخِصامٍ إذْ كانو كالمواطئين لهم عليها المسلِّمين لهم بها لما يعاينونه من دلائلِها الظاهرة، فإنه كما قال الهذليّ:
ولو أنَّ المعاصرين صرفُو أنظارَهم، واستفرغُو مَيعتهم في بحثِ هذه العِلَّة، ودرْسها لكانَ أجدى عليهم، وأدنَى أن يهتدو، من الخَبط، والتجرّؤ، والإسراع إلى التخطئة، والتقوّل بلا عِلمٍ، فإنَّ الأوائلَ كانو أخبرَ بحديث النبي، وأبصرَ برواتِه، وأدرى بالآفات التي تعرضُ للرواية من مّن بعدهم، فلعلّةٍ مّا فعلو ذلك. وهو ما بيّنته في صدر كلامي.
وغفرَ الله لابن مالكٍ مرّةً أخرى!
153. مثال التنازع "ضربني وضربت زيدا" أشكل علي: إن أعملت الأول = أشكل عدم إضمار المفعول في الثاني مثل: قام وضربتهما أخواك. ويشكل أنه محتاج إلى فاعل وهو زيد ولكنه هنا منصوب. وإن أعملت الثاني= أشكل أن الأول محتاج إلى منصوب محذوف ولكنه هنا قد ذكر. وبارك الله فيكم
الجواب/ إن أعملتَ الأول في (ضربني، وضربتُ زيدًا) وجبَ رفع (زيد)، فتقول: (ضربني، وضربتُ زيدٌ) لأنه يطلبُه على جهة الفاعلية. والأصل إضمار المفعول، فتقول: (ضربني، وضربتُه زيدٌ). وهو الأحسن. ويجوز الحذف لأنه فضلة، فتقول: (ضربني، وضربتُ زيدٌ).
وإن أعملتَ الثاني، فقلتَ: (ضربني، وضربتُ زيدًا)، فلا يُشكِل عليه ذكر المفعول، وهو ياء المتكلم في (ضربني) لأنه إنما يجبُ حذفه إذا كان يعودُ إلى المتنازَع كقول: (ضربتُه، وضربني زيدٌ) لما يلزم منه من الإضمار قبل الذّكر لغير ضرورة لأن المفعول فضلة. أما (ضربني، وضربتُ زيدًا)، فياء المتكلم في (ضربني) إنما تعودُ إلى المتكلّم لا إلى المتنازَع (زيد)، فيجب ذكرُها.
وأنصح لك بقراءة هذا الباب في (الإيضاح في شرح المفصل) لابن الحاجب، فقد أجاد في عَرضِه، وتِبيانه.
154. أنشدك عن خير شروح المعلقات
الجواب/ للمبتدئ شرح الزوزني.
وللمتقدم شرح الأنباري.
155. شيخنا, هل ترى أن الحفظ يجب أن يكون بتكرار كثير, فوق المائة مرة مثلا, أم يكفي من التكرار ما تحفظ به النص و إن كان قليلا كعشر مرات.
الجواب/ الناس في هذا متفاوتون بحسب قوّة الحفظ، وكثرة المِران. ومهما يكن فكلّما كثرت مرار التَّكرار، وإن كان تم الحفظ ببعضها، فهو أثبت للحفظ، وأدوَم له، وخاصّة إذا كان ذلك في أزمان متفرّقة، إذ تردادُ الحفظ خمسين مرّة في خمسة أوقات متباعدة أفضل من ترداده خمسين مرة في مجلس واحد.
156. حسن الله إليكم، عند حذف ألف مئة، كيف نكتب أربعمائة، موصولة أو مفصولة، وهل من دليل أو إحالة بارك الله فيكم
الجواب/ في (أربعمائة)، ونحوها على الرسم المشهور خروج عن القياس من وجهين:
الأول: زيادة الألف في (مائة).
والثاني: وصل (أربع) بـ(مائة).
أما الألف فالرأي حذفها. وبه قال أبو حيان (ت745). ويكاد ينتهي إليه رأي المعاصرين.
وأما الوصل فلا مسوّغ له. فتكتبها في رأيي (أربع مئة)
وهذان الوجهان منفكان، فحذف الألف لا علاقة له بالفصل، والوصل، فقد يحذفها، ويصل الكلمتين، وهو ما عليه عامّة من يحذفها.
157. السلام عليكم / لفظ الجلالة في الدعاء هل يكتب بهمزة قطع أن وصل مثل [ رجوتك يا الله ]
الجواب/ وعليكم السلام.
هذا مبني على النطق. وفي ذلك لغتان: قطع الهمزة، ووصلها. فمن يقطعها نُطقًا يكتبها بالقطع. ومن يصلها يكتبها بالوصل.
158. من الأقرب إلى الصواب في مجمل المسائل النحوية الكوفيون أم البصريون؟
لكلٍّ منهم قِسطٌ من الصواب، وقِسطٌ من الخطأ وإن كان البصريون في الجملة أقربَ إلى الصواب.
159. أستاذي فيصل : هل تُستخدم لفظةُ (أنّى) كما في قولك : أنّى لي هذا .. هل تُستخدم لشيء بعيد مناله ؟ لأني أشعر أن أكثر سياقات الكلام الذي تستخدم فيه هذه اللفظة يكون فيه بُعد أكثر من لفظة (كيف)، فهل هذا صحيح ؟
الجواب/ (أنَّى) بمعنى (كيفَ) على الصحيح. والأصلُ إذا وقعت استفهامًا أن يُطلب بها الجواب، غيرَ أنَّها قد تخرجُ عن ذلك لغرض بلاغي. وذلك كقولِك: (أنَّى لي هذا؟) وأنت تريد الإخبارَ بامتناعه، واستحالته. وهو مجازَ مرسلٌ عَلاقته الملزوميَّة لأنك ذكرتَ السؤالَ عن الحالِ وأنت تريدُ لازمَه، وهو الجواب المذكورُ آنفًا، فكأنك تقول: (هذا ممتنعٌ مستحيلٌ). وقد يجوز هذا في (كيفَ) أيضًا.
160. أحسن الله إليكم، ما الصحيح في كتابة جمع دنيا (دنى/دنا)؟
الجواب/ يجوز فيها وجهان:
١-(دُنا). وهو الأصح لأن أصلها واو.
٢-(دُنَى). وهو مذهب الكوفيين، يكتبون كل ما كان مكسور الأول، أو مضمومه على صورة الياء، وإن كان أصله الواو، نحو (العِدى)، و(الرُّبى).
161. ما القول السليم في الفوائت اللغوية القطيعة والظنية ؟
الجواب/ القول الصحيح أنه فات كثير من اللغة قبل تدوينها. وهذا الذي عناه أبو عَمر بن العلاء، وابن فارس في كلمتيهما. وقد مات هذا بموت أهله. فلما اجتهد العلماء في حفظ اللغة، وتدوينها، فاتهم شيء، ولا بدّ، من اللغة أمكننا استخراج بعضه من الشّعر العربي القديم. وقد يجوز أن تبقى بعض الألفاظ لم تدوّن في المعاجم، ولم ترد في ما انتهى إلينا من الشعر، ولكن طول المدّة بيننا، وبين عصور الاحتجاج، وهي نيّف، وألف سنة (!) قمَنٌ أن تُودي بها، وأن تفسد الصالح منها.
وإذن فلا وجود لما يُسمى بالفوائت الظنية إلا في الوهم. ولولا ضيق الوقت، لبيّنت بالبراهين القاطعة بطلان هذه الدعوى، وانتقاضها من كل وجه، وأنها أخدوعة جازت على من لا معرفة له.
162. ما رأيك في هذه المقولة (من أراد أن يستقيم لسانه فليقرأ كتاب الكامل للمبرد بصوت عال)؟
الجواب/ صحيح، ولكن ليس هذا خاصّا بالكامل، بل يعمّ كل كتاب أدب رفيع.
163. أستاذنا القدير/ السلام عليكم ورحمة الله أرجو أن يصلك سؤالي وأنت بخير. وظيفتي بعيدة عن منزلي وأمضي وقتا طويلا في السيارة ذهابا وعودة. وأريد أن أتعلم النحو وأتعرض له (سماعا). فهل من شروح أو تعليقات صوتية ترى أنها نفيسة للمبتدئ في النحو أدمن سماعها فأستفيد؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته،
في الشبكة شروح صوتية كثيرة. ولعل بعض من سمعها، واستفاد منها يدلّك على أجودها. على أن في شروح ابن عثيمين النحوية نفعًا لعنايته بالإعراب، والتطبيق.
164. مرحبًا أستاذنا أبا قُصي .. كذاك أُدِبْتُ حتى صار من خُلُقي* أني وجدت ملاك الشيمة الأدب . إعراب الشطر الثاني
الجواب/ قوله: (إني وجدت ملاكُ الشيمة الأدبُ)
يروى مرفوع القافية. ورواه أبو تمام بالنصب ثانيَ بيتين لبعض فَزارة.
أما النصب، فلا إشكال فيه. وأما الرفع، فضرورة. وله تخريجات منها:
الأول: أن تجعل (وجدت) ملغاة مع تقدمها. وهذا ضعيف.
الثاني: أن تجعل (وجدت) عاملة معلقة عن العمل بلام ابتداء مقدرة.
الثالث: أن تجعل (وجدت) عاملة أيضًا، وتجعل مفعولها الأول ضمير الشأن، والثاني جملة (ملاك الشيمة الأدب). والتقدير (وجدته ملاكُ الشيمة الأدبُ) أي وجدت الشأن.
165. شيخنا من تنصح به من محققي كتب التراث النحوية غير هارون ومحيي الدين عبد الحميد وعبد الخالق عضيمة ومحمود شاكر والنجار؟
الجواب/ محمود شاكر لم يحقق كتاب نحو في ما أعلم. ويضاف إلى هألاء محمد الدالي، ومحمود الطناحي، وحاتم الضامن، وحسن هنداوي، وغيرهم.
166. نفع الله بعلمكم، لماذا كلمة مبنيّ ونحوها -ككلمة مقضِي-ّ لا تجعل من الأسماء المنقوصة فتحذف الياء منها مع أن اسم الفاعل منها تحذف الياء منه؟ (قاضٍ...)
الجواب/ (مقضيّ)، ونحوها ليست من المنقوص لأن ما قبل يائها سكون لا كسرة. وهو الياء الأولى، فإذا وقفتَ عليها، لم تجمع عليها حذف الياءين لأن هذا إجحاف.
167. لماذا يكره أكثر الطلبة النحو، هل هو بهذه الصعوبة؟!
الجواب/ لا أُنكِر أنَّ في النَّحو مقدارًا من العُسرِ، والاعتياصِ، ولكنَّ هذه طبيعةُ كلِّ عِلمٍ محكَمِ الصَّنعةِ مُداخَلِ الخلقِ شديدِ الأسرِ. وذلك أنه قد ناءَ بوضعِ علم النحو خواصُّ العلماء الموسومون بالذّكاءِ، والفِطنةِ، القارحِو البصيرةِ كالخليلِ بن أحمدَ الذي لم يكن بعدَ الصّحابةِ أذكَى منه، وسيبويهِ الذي أمسى يُعدُّ كتابه في النَّحو من مفاخرِ العلومِ كلِّها.
ثمَّ إنَّهم حينَ وضعُوه لم يكن غرضُهم من ذلك إفهامَ غثراءِ الناس، وغوغائِهم من مّن يستثقلون كدَّ النظرِ، وتستحسِرُ أذهانُهم عن كُلفةِ التفهُّم، وإنّما وضعُوه لنظرائِهم من أهلِ العِلم، وذوي العقولِ القابلةِ للتعلّم. بل ربَّما تعمّدَ بعضُهم الإعناتَ، والتعسيرَ ليَظلَّ الناسُ محتاجينَ إليهِ مفتقرين إلى عِلْمِه كالذي رَواه الجاحظُ عن أبي الحسن الأخفشِ. وقد ذكرَ سعيد الفارقيُّ (ت391 هـ) أن المُبرِّد إنما جعلَ المسائل المُشكلة في صدر كتابه (المقتضَب) (ليصونَه بها عن ابتذالِ مَن لم تبلغ طبقتُه قراءة مثلِه، ويَحوطَه فيها من تلاعب من قصرت رتبتُه عن التشاغل بشَكلِه... فرأى أن يُقدِّم في كتابه مسائلَ تصدّ من قصد له عن التعرُّض له إلا بعد إحكام أصولِها مِن سواه، وإتقانِ أبوابِها في ما عداه).
وقد كانَ عملُهم هذا سديدًا صائبًا لأنّهم لو شذَّبوا النَّحو، وتخوَّنوه بالحذفِ، والتسهيلِ مجاراةً لأفهامِ العامَّةِ، لعادَ هذا على بنائِه بالتقوُّضِ، وعلى نَسجه بالهَلهلةِ، ولخَرج رِخوًا رذْلًا لا يصمُد على وجه الدهر . ويجبُ أن يبقَى ذلك كذلك، وأن لَّا يدعَ المختصُّون فيه بعضَ ما هو مِنه، وتضيقَ به صدورُهم إذعانًا لرغباتِ الناس، ونزولًا عند حُكمهم.
ولكن النّحاةَ لم ينشبوا أن حملَهم استصلاحُ أمرِ العامَّة، وغيرِ المختصَّين على أن وضعوا لهم نحوًا تعليميًّا يلائِمهم، وجعَلوه وفَقًا لحاجاتِهم لا يشِفُّ عليها، ولا يقصُرُ دونَها. وهذا منهَج حسنٌ، ولكن على أن يبقَى النَّحو كما هو بأبوابِه، وشواهِده، وخلافاتِه، وعللِه تامًّا موفَّرًا للمختصِّين. ويكون لغير المختصِّين نحوٌ مهذَّبٌ ميسَّرٌ صالحٌ لهم.
علَى أنَّ هذا النَّحوَ التعليميَّ لا يعرَى من آفاتٍ، وهَناتٍ في طريقةِ تدريسِه. ومن أهمِّها في رأيي اثنتان:
الأولى: إغراقُ الطُّلابِ بتفاصيل النّحو، وفضول مسائلِه التي قلّما يحتاجون إليها في كلامِهم، ومخاطباتِهم، فيلتبسُ عليهم المهمُّ بغيرِه، ويتداخلُ الأصلُ، والفرعُ، فلا يَلبثون بعد مُديدةٍ أن يَنسوا الأصلَ، والفرعَ، أو ينسوا بعضَ الأصلِ، وبعضَ الفرعِ. وربما ثبتَ في صدورِهم الفرعُ، وسقطَ الأصلُ. وهذا أطمُّ، قال ابن المقفّع: (فإن كثيرًا من الناس يطلبون الفصول مع إضاعة الأصول، فلا يكون دركهم دركًا). ومتَى أرَّبَ الأستاذ على الأصلِ، وأدمن تَكرارَه، وإعادتَه، بقيَ في ذهنِ الطالبِ، فلا يضُرُّه بعد ذلك أن يذهبَ عليه ضبطُ بعضِ الفروعِ، أو نسيانها.
الثانية: قِلَّة التطبيقِ. وهذا خلَلٌ مستفحِلٌ، فكثيرٌ من مدرِّسي النّحو يُلقون إلى الطلابِ بالمسائلِ مجرَّدةً من وسائلِ تطبيقِها، فلا يقعُ في يدِ الطالبِ من النحو إلا حفظُ هذه المسائلِ، ولا يعرفُ كيفَ يستفيدُ منها، ويقومُ بينَه، وبينها حجازٌ منصوبٌ من الوحشةِ، والهَيبةِ، فإذا تكلَّم، أو كتبَ، لحنَ ما شاءَ أن يلحنَ. ولعلَّك لو فاتشتَه لوجدتَّه حافظًا لبعضِ المسائلِ التي من شأنِها أن تعصِمه من ذلك! والنَّحو مَلَكةٌ. ولا تستوي للطالبِ حتَّى يُكثِر من المِرانِ، والدُّربةِ، ويقشَع عنه غيايَة الخوفِ من المحاولةِ، ووهْم العَجز عن الفَهم...
وحتَّى يعانيَ مزاولةَ النصوص المتفاوتةِ من الكلامِ العربيِّ، ويُدفَعَ إلى مضايقِها. وما الذي يَمنع الأستاذ إذا فرغَ من درسِ الأسماء الستّة مثَلًا من أن يكلِّف كلّ طالبٍ من طُلّابِه بإحضار ثلاثة أمثلةٍ للأسماء الستة من القرآن في الدرس القادم، ويناقشهم فيها؟ وما الذي يَمنعُه أيضًا من أن يتلوَ عليهم قِصَّة ممتعةً، أو يُنشِدَهم قصيدةً متخيَّرةً، ويطلبَ منهم أن يقيِّدوا ما يمرُّ بهم من الأفعال الخمسة، أو الضمائر، أو جمع المذكر السالمِ، أو نائب الفاعلِ، ويبيِّن لهم أخطاءَهم فيها؟
فمثلُ هذه الطريقةِ في التعليمِ خليقةٌ أن تقرِّب النحو إلى الطُلّاب، وتحبِّبه إليهم، وتباعدَ عنهم صعوبتَه، وعُسرَه.
168. جزاك الله كل خيرٍ، من يقولوا باتصال أن ب (لا) أحيانًا وانفصالهما في أحيانٍ أخرى كيف يفرّقون بين الموضعين؟
الجواب/ أصحاب هذا الرأي يقولون: إذا كانت ناصبة، فتدغم، وتوصل، نحو (أردت ألا أذهبَ). وإذا كانت مخففة من الثقيلة، فتكتب منفصلة، نحو (أشهد أن لا إله إلا الله).
169. شرح للمعلقات السبع مبسط وجميل بأي كتاب تنصح ؟
الجواب/ شرح الزوزني. مع التنبيه على أن المبسّط في اللغة هو الموسّع.
170. نقول يالِ جمالها أو يالِجمالها
الجواب/ الصواب (يا لَجمالها).
171. ما أفضل طبعات التسهيل لا بن مالك ؟
الجواب/ التي بتحقيق محمد كامل بركات.
172. ما صحة قاعدة "كل ما انتهى بتاء مربوطة، جاز جمعه جمع مؤنث سالم" ؟
الجواب/ هذه قاعدة صحيحة مطردة.
173. أستاذنا ما أفضل طبعة لشرح ابن عقيل لألفية ابن مالك؟
االجواب/ لنسخة التي بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، وتحشيته.
174. يا شيخ هل المجاز موجود في لغة العرب؟
الجواب/ نعم. ولا ينكر ذلك إلا جاهل، أو مغالط مكابر.
175. كيف أفرق بين بين همزة الوصل وهمزة القطع في بداية الكلمة؟
الجواب/ إن كان عندك أثارة من سليقة صحيحة، فاعتبر ذلك بإدخال واو قبل الهمزة، فإن لم تنطقها، فهي همزة وصل نحو (واكتُبْ). وإن نطقتها، فهي همزة قطع نحو (وأكرِمْ). ولهذا كان الوجه في هذا المبحث أن لا يدخل في الإملاء لأنه جار على الأصل، إذ ليس بين منطوقه، ومكتوبه تخالف لولا فساد كثير من سلائق الناس، وانتقاضها.
فإن لم يتهيّأ لك ذلك، فاعلم أن كل همزة في أول الكلمة همزة قطع إلا أمر الثلاثي (اكتب)، وماضي الخماسي، والسداسي، وأمرهما، ومصدرهما (انطلقَ، انطلقْ، انطلاق) (استغفرَ، استغفرْ، استغفار)، وإلا الأسماء العشرة (اسم، است، ابن، ابنة، ابنم، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، ايمن)، ومن الحروف (أل) التعريف فقط.
176. ألاحظُ الكثير ممن يريدون النسبة إلى الثورة يقولون: "ثوري" مع أنّ هذه نسبة إلى الثور، ولا يقولون: "ثوروي"؛ لأنّ الثورة على وزن فَعْلة! أليس كذلك شيخنا وإمامنا؟ وكذلك مثلا: النسبة إلى البصرة، فهل نقول بصري أم بصروي؟
الجواب/ يجب حذف تاء التأنيث عند النّسب، فتقول في النسب إلى (الثورة)، و(البصرة): (ثوريّ)، و(بصريّ). ولا يصح بوجه زيادة الواو في مثل ذلك. والنسبة إلى (الثور)، و(الثورة) سواء. والسياق زعيم ٌبنفي الالتباس، وتعيين المراد.
177. السلام عليكم يا شيخ فيصل. أراك تستعمل في كلامك (ثمة) كثيرا، وأنا أثق بعلمك، وأظنك قرأت قول أبي البقاء في الكليات: إنها من قبيح لحن العامة. فهل قوله صحيح؟
الجواب/ وعليكم السلام.
أبو البقاء يذكر أنك إذا وقفت على (ثَمّ) الظرفية جاز لك أن تلحقها هاء السكت، فتقول: (ثَمّهْ). وذكر أن من لحن العامة نطقها تاءًا.
وما ذكره وجه صحيح جار على القياس لأنه يجوز في كل اسم مبني متحرك أن تلحقه هاء السكت في الوقف، ولكن نطقها بالتاء وصلًا، وكتابتها مربوطة (ثَمّة) لغة صحيحة خفيت عليه، وليست من لحن العامة. وقد رواها ابن سيدةَ [كذا على الصواب] في "المحكم". وهي مستعملة كثيرًا في كلام سيبويه، ومن بعده. ويجوز الوقف عليها أيضًا بالتاء على لغة طيّئ.
وفي بعض نسخ "المحكم"، و"اللسان" كُتبت "ثَمّت" بالتاء المبسوطة، ولعله خطأ في الرسم.
ومهما يكن، فلا شكّ أن نطقها في الوصل تاءًا صواب قطعًا خلافًا لما ذكره أبو البقاء في "الكليات".
178. ممكن مرجع وكتب تتحدث عن الدعاء له والدعاء عليه في كلام العرب ؟
الجواب/ أفرد بعض العلماء هذا الباب بالتصنيف. ومن ذلك كتاب أبي العباس ثعلب (ت٢٩١) "الأيمان والدواهي". وقد نقل منه أبو علي القالي في "أماليه ٣/ ٥٥"، أو نقله برمّته. كما أنشأ ابن السكيت (ت٢٤٤) في كتابه "الألفاظ" فصلين أحدهما في الدعاء على الإنسان، والآخر في الدعاء عليه.
179. أستاذنا الفاضل، هل كلمة "رواية" لا تصغّر لأنّها من الأسماء العاملة (مصدر)؟ فما قولك؟ نفع الله بك!
الجواب/ (الرِّواية) في الأصل مصدر (روَى يَروي). وقد منع بعضهم تصغير المصادر إلا إذا انتقلت إلى العلمية، أو صارت اسمًا غيرَ مصدر. والصحيح جواز تصغيرها مطلقًا إن احتمل المعنى كما يجوز على الصحيح جمعها. ولا متعلَّق لهم في دلالتها على القليل، والكثير، لأن المتكلم قد يحتاج أحيانًا إلى النصّ على التقليل، أو التكثير. وكما لا يمتنع أن تقول: (ضرب قليل)، فكذلك لا يمتنع أن تقول: (ضُريب) لأن معناهما واحد.
فأما (الرِّواية) مرادًا بها القصة الطويلة، فهي اسمٌ غير مصدر أصله المصدر لأنها بمعنى اسم المفعول (المرويّة)، فيجوز تصغيرها بلا نُكر. وتُصغَّر على (رُوَيَّة). والأصل (رُوَيِّيَة)، فاجتمعت ثلاث ياءات إحداها ياء التصغير، فوجب حذف آخرها. وهذا قانون مطرد من قوانين التصغير.
180. السلام عليكم ورحمة الله. انصحني -فضلًا- بكتابٍ في النحو لا أحتاج معه إلى غيره، عندي "التذييل والتكميل" لأبي حيّان، وأريدُ أفضلَ وأكثر تفصيلًا منه. هذا أوّلًا، ثانيًا: ما رأيكم بشرح الأشموني على الألفيّة؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله.
من الكتب المستوعبة في النحو التي إن حزتَها لم تكد تخرج عنها مسألة في النحو "التذييل والتكميل"، ولم يتمّ، و"ارتشاف الضرب" كلاهما لأبي حيان، و"المغني في النحو" لابن فلاح، وطبع منه جزء يسير، و"النهاية في شرح الكفاية" لابن الخباز، ولم يطبع كاملًا، و"تمهيد القواعد" لناظر الجيش، و"همع الهوامع" للسيوطي.
أما "شرح الأشموني"، فقد عوّل في أكثر مسائله على "شرح المرادي"، و"شرح الكافية الشافية" لابن مالك حتى إنه ربما نقل منها عدة أسطر نقلًا حرفيًّا، وربما تصرّف بالحذف، والزيادة.
وميزته من ثلاثة أنحاء:
الأول: أنه من أوسع شروح الألفية. وهو أوسع من شرح المرادي، وخاصة إيراد الشواهد.
الثاني: أنه مزج الشرح بمتن الألفية، فهو من هذا النحو صالحٌ لحافظها.
الثالث: أنه خُدِم بحاشية الصبان عليه. ومع ما فيها من حشو، وكلام لا طائل منه، فلا تخلو من فوائد نافعة.
181. ماذا نعرب "كبلى" في قول الناظم (و الحرف يعرف بأن لا يقبلا .. لاسم و لا فعل دليلا كبلى)
الجواب/ تعرب (بلى) اسمًا مجرورًا بالكاف، وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
فائدة: (بلى) هنا اسم علم على الحرف لا حرف. ولذلك يجوز أن يقع مبتدءًا، فيقال: (بلى حرف). ومثاله قول أبي زبيد الطائي:
182. ما معنى لا يجرمنكم؟
الجواب/ فيها وجهان:
الأول: أن تكون بمعنى لا يَكسبنّكم، يقال: (جرمَ فلانٌ أهلَه طعامًا)، فيتعدى إلى مفعولين، بمعنى (كسبهم طعامًا)، أي أكسبهم، فقوله تعالى: ((لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا)) بمعنى (لا يكسبنكم بغضُهم الاعتداءَ) المفعول الأول كاف الخطاب. والمفعول الثاني (أن تعتدوا).
الثاني: أن تكون بمعنى لا يَحملنكم، يقال: (جرمَه على كذا) أي حملَه، فيتعدى إلى مفعول واحد، فيكون معنى الآية (لا يحملنكم بغضهم على الاعتداء)، فحذف (على) قياسًا لأن مجرورها (أن) المصدرية. والمفعول كاف الخطاب.
والوجه الأول أقوى من جهة الاشتقاق لأن الجرم في كلامهم راجع إلى معنى الكسب، يقال: (فلان جريمة أهله) أي كاسبهم.
غير أن الثاني هو المختار في الآية لظهور حرف الجرّ في الموضع الآخر في قوله: ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا))، إذ حملها هنا على معنى الكسب غير مستقيم لتعديه إلى اثنين.
183. السلام عليكم قال ابن جبير وهو يحكي مجلسا من مجالس ابن الجوزي : فحضرت مجلس رجل ليس من عمرو ولا زيد، وفي جوف الفراكل الصيد فما معنى الجملة الثانية؟
الجواب/ وعليكم السلام.
(الفراكل) كلمتان التصقتا، وهما (الفرا كلُّ). و(كل الصيد في جوف الفرا) مثل سائر من أمثال العرب. والفرا: حمار الوحش. وهذا المثل يُضرب في ما يغني عن سواه، ويتبيّن شرفه على غيره كما أن حمار الوحش إذا صيد لم يُحتج إلى غيره، فكأن غيره من الصيد في جوفه.
ولهذا التحريف في كلام ابن جبير نظائر طريفة منها أن رجلًا جاء إلى ثعلب، فقال له: يا سيدي، ما البعجدة؟ قال: لا أعرفها في كلام العرب. فقال الرجل: إني وجدتها في شعر عبد الصمد بن المعذّل حيث يقول:
وأصلها (أبع جِدتي)، فاغتاظ ثعلب غيظًا عظيمًا، وقال: يا قوم، أجيدوا أذنيه عركًا، أو يحلفَ أنه لا يرجع يحضر حلقتي. ففعلنا.
حكاها ياقوت.
ويُروى مثلها في (وليل كموج البحر)، وغيره.
184. السلام عليك، يا شيخ فيصل. هل يجوز حذف منعوت النعت السببي؟ فإن جاز، فهل يقوم مقامه ويأخذ أحكامه؟ وما الوجه في قولك: (قامت النساء المدّعَى عليهن) إذا حذفت المنعوت؟ أتقول: (قامت المدّعَى عليهن) أم (قمن) أم (قام)؟ شكر الله لك.
الجواب/ وعليكم السلام.
نعم، يجوز حذفه إن عُلِم، وجاز أن يلي العامل، نحو (مررت بضاحكٍ أخوه). ويأخذ أحكامه.
وإذا قلتَ: (قامت المدّعى عليهنّ) تريد النساء، فيجوز لك ثلاثة أوجه:
الأول: أن تقول: (قامت المدّعى عليهنّ).
الثاني: أن تقول: (قام المدّعى عليهنّ) لأن (النساء) اسم جمع، فيجوز لحاق التاء لفعله، وإسقاطها.
ومنه قول عبد يغوث الحارثي:
ونظيره قوله تعالى: ((وقال نسوة في المدينة))، ثم قول امرئ القيس:
الثالث: أن تقول: (قمْنَ المدّعى عليهنّ). وذلك على لغة أكلوني البراغيث. وهي لغة فصيحة. ومن شواهدها قول الفرزدق:
185. (فالآن أحمدَ ماكنا لعهدكم ** سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا) ما إعراب (أحمدَ)؟
الجواب/ (أحمدَ) منصوبة. وهي تحتمل في هذا البيت وجهين:
الأول: أن تكون بدلًا من (الآن)، فتكون ظرف زمان، كأن المعنى (سلوتم عنا في هذا الوقت، في وقت أحمدِ ما كنا). وقد دلّ (الآن) قبله على هذا المعنى.
الثاني: أن تكون حالًا. أي سلوتم عنا في هذا الوقت في حال كوننا أحمدَ ما كنا، بدليل جواز تقديره جملة بعد واو الحال، فتقول: (سلوتم عنا ونحن أحمدُ ما كنا).
186. على أي نسخة تحيل طالب علمٍ محبًّا للغة من نُسَخ القصائد الجاهليات الطوال -سبعًا كانت أو عشرًا-، وهو ينوي حفظها؟
الجواب/ لا أعرف لها متنًا مطبوعًا صحيح الضبط مبرّءًا من الخطأ مفصولًا عن الشرح. وأجود الطبعات الممزوجة بالشرح طبعة عبد السلام هارون لشرح الأنباري على أخطاء قليلة فيها. ويُمكن استخراج الأبيات منها، وحفظها.
وقد توجد طبعات جيّدة لم أطلع عليها.
187. ما معني كلمة ساذج في اللغة العربية
الجواب/ (ساذج) كلمة فارسية. ولفظها فيها (سادَك). وقد عُرّبت قديمًا بلفظ (ساذَج). وبعضهم يكسر الذال، فيقول؛ (ساذِج) ليُدخلها في باب (فاعِل). وهو أرحبُ، وهم به آنَسُ.
ثم دخلت إلى العربية حديثًا من طريق التركية التي أخذتها من الفارسية. وذلك بلفظ (سادَه).
وتُطلق على الشيء الباقي على أصل طبيعته لم يُخالطه غيرُه.
وراجع المعرب للجواليقي بحواشي العلامة عبد الرحيم الهندي.
188. السلام عليكم، شيخنا ماهي أبرز المؤلفات لمن أراد أن يرسخ قدمه في علوم اللغة (النحو، والصرف، والإعراب) لغير المتخصص؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب/ وعليكم السلام.
مضى بيانُ شيء من هذا في جوابات سابقة. بيدَ أن في الكتب التي حشَّى عليها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله نفعًا عظيمًا لأنها جمعت مع البسط، وجودة الشرح، والإيضاح إعرابَ الشواهد. وذلك كشرح قطر الندى، وشرح شذور الذهب، وشرح ابن عقيل، وشرح ابن هشام للألفية، ومغني اللبيب. وهي حرًى أن ترسّخ قدمك في النحو، والإعراب.
189. وزن تويتر: فُوَيْعِل، فما وزن آسك؟
الجواب/ (تويتر) علم أعجمي على هذا الموقع المعروف، فيجوز استعماله في العربية بلا حرجٍ، ولكن يجب حمله على أبنية العرب، وعلى المُنقاد من قوانينهم، فيُردّ إلى (تُوَيْتِر) ليكون على زنة (دُرَيهِم). ووزنه (فُويعِل).
أما (آسْك)، فلا يصح اللفظ به على هذا الوجه لما فيه من اجتماع ساكنين. ويُغيّر إلى وجهين صحيحين:
١- (آسَك) بفتح السين، فيكون على زنة (فاعَل). وهو موافق لاسم موضع قديم ذكره الخارجي حين قال:
٢- (آسِك) بكسر السين، فيكون على زنة (فاعِل).
ونظير هذا كلمة (دانق)، فإنها فارسيّة النّجار. وهم ينطقونها بإسكان النون، وفتحها. فلما استعملها العرب، استعملوها بفتح النون، وزادوا فيها الكسر. وهو عندهم أفصح. وذلك لقلة ما جاء على (فاعَل)، وكثرة باب (فاعِل).
ومثلها أيضًا كلمة (طابق)، فإنها كلمة فارسية. وهي في الفارسية مفتوحة الباء. فلما عرّبوها، أبقوا الباء على سكِنتها، وألحقوا بها وجهًا آخر، وهو الكسر.
و(آسك) في الوجهين ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة.
190. ما افضل طبعة لمغني اللبيب
الجواب/ له طبعات عدّة، أجودها طبعة عبد اللطيف الخطيب، ثم طبعة مازن المبارك، ثم طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد.
191. السلام عليكم شيخنا فيصل أحبك في الله واستفدت من علمكم الكثير الكثير بارك الله فيكم بعض الإخوة إذا قلت لصديقي يا ابن الأجاويد ضحك مني وقال ابن الخيل يعني ؟! هل الأجاويد لا تطلق على كرام الناس. ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
أحبك الله إذ أحببتني فيه.
(الأجاويد) جمع (أجواد). و(أجواد) جمع (جَواد)، فهو إذن جمع الجمع. والجواد يطلق على الفرس الجيّد، وعلى الرجل الكريم. وسُمع أيضًا (أجاوِد). وهو قياس عند الكوفيين لأنهم يجيزون حذف الياء من مماثل (مفاعيل) محتجين بقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) إذ (مفاتح) عندهم جمع (مِفتاح)، وأصله (مفاتيح).
على أنه لو لم يُسمع (أجاويد) في جمع (أجواد) بمعنى الرجل الكريم، فالكوفيون يجيزون إشباع مماثل (مفاعِل) قياسًا. وقولهم صحيح، وشواهده متوافرة، فتقول إذن (أجاوِد)، و(أجاويد) بالمعنيين المذكورين.
192. ما تحقير اضطراب؟
الجواب/ (اضطراب) على ستة أحرف قبل آخرها حرف لين، فيجب ردّها إلى خمسة أحرف لتصغر على بناء (فُعيعيل)، فتحذف همزة الوصل لأنها حرف زائد. وإنما كانت أولى بالحذف لأنك تحرك الحرف الثاني بعد التصغير، فتسقط الحاجة إليها. ثم تردّ الطاء المبدلة من التاء إلى أصلها لزوال علة إبدالها طاءًا. وذلك أن من شروط إبدالها إسكانَها، وقد تحرّكت بالتصغير، فاحتمل التنافر بين إطباق الضاد، وانفتاح التاء لحَجز الحركة بينهما، فتقول: (ضُتَيريب).
وثعلبٌ يرى إبقاء همزة الوصل، وحذف الطاء لأنها أقرب إلى الطرف، فيصغرها على (أُضَيريب).
والأول أصحّ.
193. السلام عليكم شيخنا الكريم أتعبني هذا السؤال منذ زمن : كيف تنطق (دويبَّة) إذ ماذا نفعل بالتقاء الساكنين الياء والباء الأولى ؟ وجزاك الله خيرًا
الجواب/ وعليكم السلام.
تنطق (دُوَيْبَّة) باجتماع ساكنين الأول الياء، والثاني أول الباءين. وهذا من المواضع التي يُغتفر فيها اجتماع ساكنين، وهو إذا كان أولهما حرف لين، والثاني حرفًا مدغمًا في مثله، وكانا في كلمة واحدة.
ونظيره (الضالّين)، و(أتحاجونّي)، و(تُمُوْدّ الثوب)، و(خويْصّة).
وإذن تنطقها كما تنطق (الضالّين)، ونحوها، ولكن لا يجب المدّ فوق مقدار حركتين.
194. ما صحة نسبة كتاب مقدمة في النحو لخلف الأحمر؟
الجواب/ يظهر لي أنها مكذوبة منحولة، فمن الصعب أن نصدّق أن خلفًا الأحمر الراوية الشاعر الأديب وضع مختصرًا في النحو سبق به النحاة، ثم لا يفشو له ذكرٌ، ولا يُعرف له رسمٌ، ولا ينقل عنه أحدٌ طَوال القرون الخالية، حتى يظهر فجأة في عصرنا هذا.
والكتاب مُشبّه بأسلوب المتقدمين، ولكن فيه عوراتٍ توجب التشكّك فيه كنسبته منظومة إلى الخليل لا تصح له، ونحو ذلك.
195. هل يصح أن أكتب سؤلت أم أنها سئلت، كما في قولنا سئلت سؤالا
الجواب/ فيها وجهان:
أحدها: (سُئلت). وهو مذهب سيبويه، ولكنه يكتب (مستهزؤون) هكذا رعاية لحالهما عند التسهيل.
والثاني: (سُؤِلت). وهو مذهب الكوفيين، والأخفش. ويكتبون (مستهزئون) هكذا.
والناس اليومَ يلفقون بين المذهبين، فيكتبون (سُئلت)، و(مستهزئون) طردًا لقاعدة الأقوى التي اكتشفها بشير سلمو عام ١٩٥٣م، لأن الكسرة أقوى من الضمة.
196. في مقدمة الخصائص: فأما كتاب أصول أبي بكر٥ فلم يلمم فيه بما نحن عليه، إلا حرفًا أو حرفين في أولهن وقد تعلق عليه به. وسنقول في معناه. ماذا يعني بحرف أو حرفين؟
الجواب/ المراد بالحرف هنا الكلمةُ عمومًا. وهو اصطلاح شائع جدّا في القرون الأولى عند اللغويين، والنحاة. وهو الوجه الراجح الذي ينبغي أن يُحمل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (.. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
197. شيخ فيصل مسألة سريعة، أرجو أن تعجل بجوابها زادك الله علما، هل يجوز أن يقال: "أليس الرسول بشرٌ مثلَنا؟" وأن تعرب بشر بدلا، فقد احتُجَّ عليَّ بمثل هذا بعد ما خطأت الرفع فيها.
الجواب/ الجملة صحيحة، ولكن ليس على إعراب (بشر) بدلًا، لأن من علامة صحة البدل أن يحلّ محلّ المبدل منه، ولا يجوز أن تقول: (أليس بشرٌ مثلنا)، وإنما هو خبرٌ ل(الرسول). ولذلك يجوز توكيده بالباء.
وإنما تصح الجملة برفع (بشر) على جعل اسم ليس ضمير الشأن محذوفًا، ويكون (الرسول بشر) مبتدءًا، وخبرًا في محل نصب. والتقدير (أليس الشأنُ الرسولُ بشرٌ مثلُنا). وشاهده قول الشاعر:
198. شيخ فيصل كلمة (الدلالة) ما الأوجه فيها، وما الأفصح منها ؟
الجواب/ إن أردت الحرفة، والمهنة كقولك: (فلان له حذق بالدلالة) أي هداية الطريق، أو أردت الجمع بين البيّعين كقولك: (فلان دلّال حسن الدّلالة)، فالأفصح الكسر لأنه القياس في الحِرَف، والصناعات. والفتح جائز. وإن أردت غير ذلك، فالأفصح الفتح.
وتفرد الفيروزبادي (٨١٧) في "القاموس"، و"الدرر المبثثة"، فأثبت ضمّ الدال أيضًا. وهذا غريب، إذ لم أقف عليه في معاجم المتقدمين، ولا في ما بين يدي من كتب المثلثات.
199. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل تأتي كلمة يسوغ بمعنى يجوز؟ مع ذكر شاهد إن وجد
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته،
السَّوغ في حقيقة اللغة يطلق على سهولة دخول الطعام، والشراب في الحلق، ومرّهما به مرًّا رفيقًا لا يعتاقهما شيء من غصَص، أو شرَق، أو جأز. ومنه قوله تعالى: (سائغًا للشاربين)، وقوله: (يتجرّعه ولا يكاد يسيغه)، ثم قول الشاعر:
وقوله:
وإطلاقه على الجواز المعنوي كقولهم: (هذا لا يسوغ لك) من باب الاستعارة. وقد أثبته الزمخشري (ت٥٣٨) في "أساس البلاغة". وذلك على تشبيه الشيء المقبول الصحيح الذي يُسرعُ الدخول إلى العقل، ويسهل التصديق به، لا يعترضه دون ذلك شيء من نقض، أو نقد، أو ريبة، بالشراب السائغ في الحلق.
ومثلُ ذلك (الجواز)، فإنهم يقولون: (جاز فلان الوادي) إذا قطعه. ومنه قول امرئ القيس:
وهذا معناه الحقيقي.
ثم جعلوه بالمعنى المجازي المعروف بنحو ما ذكرنا من التأويل في السَّوغ.
200. ما صحة كتابة "الله واكبر" ؟
الجواب/ أما (الله وأكبر)، فلا تصح، ولكن يجوز إبدال الهمزة واوًا على لغة من يُخفّف، فتُكتب حين إذ (الله وكبر) بواو من غير ألف.
201. شيخ فيصل : ألا تقترح على أخيك كتابين يقيمان اللسان ويزيدان البيان ليدخلا في خطته العلمية السنة القادمة؟
الجواب/ إن أردت كتبًا صِغارًا، فكليلة ودمنة، والأدب الكبير، والصغير لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ.
وإن أردتهن كبارًا، فالحيوان للجاحظ، وتجريد الأغاني لابن واصل.
202. دلني علي كتاب جمع أفضل الأبيات في الشعر العربي من فضلك يا شيخ.
الجواب/ أتمنّى ذلك، ولكني لا أعرف كتابًا مرضيًّا على هذه الصفة.
203. شيخ فيصل حاولت دراسة قطر الندى بعد الأجرومية وقرأت شروحها لكن كثيرا من المسائل لم أفهمها فما الطريقة الأنفع
استمع إلى الدروس الصوتية لابن عثيمين، وغيره. وأكثر من الإعراب، والتطبيق. ولا تيأس.
204. أين تكتب علامة التنوين في حالة النصب على الألف أم الحرف الأخير ؟
الجواب/ في ذلك مذاهب أصحّها أن تُكتب على ما قبل الألف، نحو (كتابًا). وهو مذهب الخليل، وأصحابه.
205. أفضل كتاب في إعراب القرآن ؟ حبذا لو كان يهتم بالقواعد النحوية في إعرابه
الجواب/ من أفضلها كتابا درويش، وصافي.
206. ما رأيك بقراءة كتب اللغة بحسب التاريخ، يبدأ بالمتقدم فالذي يليه.
الجواب/ هذا أمر يطول جدًّا إلا لمتفرغ لعلم اللغة. وهو لا يصلح له أيضًا إلا بعد تحصيله قدرًا جيّدًا يؤهله للتبحّر.
207. السلام عليكم شيخ فيصل هناك من ينصح بعد الآجرومية بالمقدمة الأزهرية فهل هذا الكلام سديد، بحيث بعد الآجرومية الأزهرية ثم قطر الندى !
الجواب/ وعليكم السلام.
شرح القطر يغني عن المقدمة الأزهرية.
208. السلام عليكم هل يجوز الاستدلال بقول سيبويه في مسألة ما بصفته دليلا نقليا ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
آراء سيبويه ليست حجة بنفسها. ولا يصح أن تكون دليلًا نقليًّا، وإنما الحجة في ما يرويه عن العرب.
209. شيخنا هل وقفت على كتاب المستقصى في علم التصريف للدكتور/ عبد اللطيف الخطيب؟ وما رأيك فيه؟
الجواب/ جيّد من حيث الجمع، وسوق نصوص العلماء، ولا جديد فيه.
210. شيخ منصور وفقك الله، طالب العلم الشرعي هل يكفيه في علم النحو ضبط شرح ابن عثيمين على الألفية ؟
الجواب/ نعم إذا فقهَه، وأجاد تطبيقه.
211. أيهما أصح في جمع كلمة (رأس)(رؤوس) أم (رءوس)
الجواب/ كلاهما صحيح. وأصحهما في رأيي (رءوس).
212. ما إعراب مطلقًا في قول المناطقة أعم مطلقًا وأخص مطلقًا
الجواب/ يجوز أن يكون (مطلقًا) اسم مفعول من (أطلق)، فتعرب حالًا موكدة لمضمون الجملة قبله. ويجوز أن يكون مصدرًا ميميًّا، فيكون بمعنى (إطلاقًا)، ويعرب مفعولًا مطلقًا موكدًا لمضمون الجملة قبله أيضًا. وذلك أنه لما قال: (هو أعمّ) دلّ ذلك على أنه مطلق غير مقيّد، ولم تفد كلمة (مطلقًا) معنًى جديدًا إذ كان هذا هو الأصل، ولكنه ذكره توكيدًا لرفع الشكّ، ونفي الاحتمال.
213. مولانا ماهي أفضل طبعة للسان العرب ؟ وهل طبعة دار صادر مفيدة ؟
الجواب/ أفضلها طبعة دار المعارف، ودار صادر.
214. استاذي كيف افرق بين الـ ظ و ض ؟
الجواب/
راجع هذا الحديث:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=435
215. لماذا كلمة هدى (عكس الضلال) منونة دائما؟
الجواب/ ولِمَ لا تكون منونة وهي اسم منصرف ككلمة (رجل)، و(قلم)؟ وذلك أن الألف في آخرها مبدلة من الياء، وليست ألف تأنيث. ولكن لعلك تريد: لمَ تُحرّك دائمًا بالفتحة، فيقال: (هذا هدَن)، و(رأيت هدَن)، و(علمت بهدَن) خلافًا لكلمة (رجل) مثلًا، فإنك تُحرك آخره بحسب محلّه من الإعراب، فتقول: (هذا رجلُن)، و(رأيت رجلَن)، و(مررت برجلِن)؟
فالجواب أن الفتحة اللازمة في (هدى) هي فتحة الدال، وليست حركة الإعراب. أما حركة الإعراب، فحُذفت مع الياء المحذوفة. والأصل (هُدَيُنْ)، فلما تحركت الياء، وانفتح ما قبلها، قلبت ألفًا، فصارت (هُدَانْ)، فالتقى ساكنان الألف المبدلة من الياء، والتنوينُ، فحُذفت الألف، فصارت (هُدَنْ = هُدًى)، فيقال في إعرابها في نحو (هذا هدًى): خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة.
216. رأيت في كتابك ذكرا لوجود آراء لك في الرسم والضبط والإملاء والترقيم، فأين أجدها
الجواب/ هي مفرّقة، بعضها في "ملتقى أهل اللغة"، وبعض منها ذكرته في "تويتر". وسأجمعها في كتاب إن مدّ الله في الأجل، وبارك في العمل.
وانظر مثلًا:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2839
http://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=18
217. ما رأيك في كتاب جواهر الشعر جمع الشربيني شريدة, للمبتدئين .؟
الجواب/ الشربيني شريدة إليه انتهت الرئاسة في عصرنا في العبث بكتب التراث، يعمِد إلى الكتاب الجليل النابه، فيمسخه بالتصحيفات، والتحريفات، وفساد التعليقات حتى يخرج خلقًا آخر مشوّهًا! فليُحذر من تحقيقاته، وتآليفه.
218. ما الشي الذي ندمت عليه في طلبك العلم إلى الآن ؟
الجواب/ على يومٍ طُويت صحيفته لم أحفظ فيه شيئًا قطّ ولو حديثًا، أو بيتًا واحدًا من الشّعر.
219. أستاذنا ما الكتب التي تقرأ بعد دراسة الألفية وشروحها؟
الجواب/ أقترح قراءة "شرح المفصل" لابن يعيش، و"شرح الكافية" لرضي الدين الإستراباذي، أو أحدهما.
220. كيف نفرق بين أن لا، وألّا؟
الجواب/ إذا جاء بعد (أن) (لا)، ففي رسمها ثلاثة مذاهب أصحّها أن تكتب مفصولة مطلقًا (أن لا) خلافًا لما تتايع عليه المعاصرون. وذلك أنهما كلمتان منفصلتان، فحقهما أن تُكتبا منفصلتين. ولا مسوغ صحيحًا لمفارقة هذا الأصل المطّرد المستتبّ.
221. ما الفرق بين الوكيل والموكَل؟ وهل ما كان من هذا الباب يثبت بالقياس أو بالسماع؟ وما الضابط في هذا؟
الجواب/ لا فرق بينهما على الصحيح. والحقّ أن (الوكيل) بمعنى (الموكول) من (وكله بالأمر). ومجيء (فعيل) بمعنى (مفعول) كثير مستفيض في كلام العرب. واختُلف في قياسيته. وأميل إلى أنه مقيس. وينبني على هذا مسائل منها مثلًا إجازة (النوايا) على أن تكون جمع (نويّة)، وتكون (فعيلةً) بمعنى (مفعولة) أي (منويّة).
222. سلام عليك ورحمة الله وبركاته .. استاذ فيصل ؛ ما الحكمة من قولك في السطر الثامن قبل الأخير (الأيمة) بدلا من (الأئمة) ؟ وأيضا ما رأيك بكتاب (الكفاف) للصيداوي ؟ وشكرا لكم .
الجواب/ القياس إبدال الهمزة في (أئمة) ياءًا في هذه الكلمة، ونظائرها لأن اجتماع همزتين على هذا الحدّ مستثقل. وقد قرأ بعض القراء (أئمة) بالهمز. وهي عند النحاة غير مستحسنة. ومنهم من ردّها.
أما "الكفاف"، فقد مضى الجواب عنه.
223. أستاذنا: مما يؤسف له أو مما يؤسف عليه ما الصواب؟ الفقرة أيصح فتح الفاء أم الصواب كسرها ؟ في بعض المعجمات الولوع بضم الواو أتصح؟ شيخنا في المختار:(رونق) السيف ماؤه وحسنه، ما معنى ماؤه ؟ وكذا وجدت في المختار ينص على طلع الجبل بكسر اللام وفي المصباح بفتحها كيف السبيل للترجيح ؟ هل يصغر شيخ على شويخ ؟
الجواب/
-الوجه (من ما يؤسف عليه) كما قال تعالى: ((قال يا أسفى على يوسف))، ولكن القياس يجيز (أسف له) كما يقال: (حزنت عليه، وله)، و(بكيت عليه، وله). وبينهما فرق دقيق ليس هذا موضع بسطه. واللام هنا تفيد معنى السببية. وهو راجع إلى معنى الاختصاص. والتعدية إلى أكثر من حرف جر مقيسة على الصحيح، وليست قصرًا على السماع.
-(الفَقرة)، و(الفِقرة) بفتح الفاء، وكسرها، وجهان صحيحان. وهي مستعارة من فَقار الظهر.
-(الوَلوع) بفتح الواو. ولا يجوز ضمها. وقد نص على ذلك عدد من العلماء. وله نظائر قليلة من المصادر جاءت على بنية (فَعول) لا تكاد تتجاوز السبعة.
-ماء السيف هو بريقه، ولمعانه. وذلك أمارة على جودة صقله، وصفاء صفحته. وسمّي ماءًا على التشبيه بالماء بجامع الترقرق، والتموّج، وانعكاس الأجسام فيهما.
-(طلَع الجبلَ، وطلِع) كلاهما صحيح. ويُراجع في هذا معاجم العربية الموسّعة ك"اللسان"، و"تاج العروس".
-القياس تصغير (شيخ) على (شُييخ) لأن عينه ياء. وأجازه الكوفيون. والصواب منعه لأنه لم يُسمع، ولم يبلغنا من نظائره إلا ألفاظ قليلة جدًّا قيل: إنها مسموعة. وفي ثبوتها شكّ.
224. أبا قصي أراك كثيرا تشدد تاء الفاعل في مثل (وجدتّ) و (أردتّ) فما سبب ذلك ؟
الجواب/ لأن الأفصح في مثل ذلك الادّغام. يدلّك على ذلك إجماع القراء على ادّغام (أردتّ)، و(وجدتّ)، ونحوها، قال ابن مجاهد: (وهذا من ما أخبرتك أن إظهاره خروج من كلام العرب. وهو رديء جدًّا لقرب الدال من التاء، وأنهما بمنزلة واحدة، فثقل الإظهار).
وإذا كان مدغمًا في اللفظ، فينبغي ادّغامه في الرسم. وكذلك هو في المصحف.
225. أستاذي، ما رأيك بكتاب إعراب القرآن الكريم لمحمود سليمان ياقوت ؟
الجواب/ لم أطلع عليه.
226. ما القراءة الصحيحة للرقم١٠١٠٠٠ الفصيحة والافصح ان وجدت
الجواب/ له قراءتان:
ألف، ومئة ألف.
ومئة ألف، وألف.
والأولى أفصحهما.
227. هل هناك فروق لغوية بين النقصان والحذف؟
الجواب/ الحذف إزالة الشيء كلّه. والنقص إزالة بعضه.
228. ما خير شروح ألفية ابن مالك من حيث الشمول والسهولة
الجواب/ لعل شرح المرادي أحقها بهذا الوصف، فإنه مع سهولته جامع لكثير من مسائل النحو مع عرض الخلاف فيها. ولا يَعيبه إلا إقلاله من ذكر شواهد الشعر. وقد طُبع طبعة متقنة بتحقيق فخر الدين قباوة في مجلدين كبيرين.
229. شيخ فيصل ما رأيك بكتاب الكفاف للصيداوي ؟
الجواب/ فيه كثير من الهذيان، والاستخفاف بالعلم، وخلطه بالهزْل مع قلة اطلاعه على كتب الفنّ، ومعرفته بأصوله.
230. هل ألف كتابٌ يجمع ما كَنت به العرب تخفيفا، مثل ما كنت عما يستقبح ذكره، أو مثل ما قالو زعمو كنية الكذب، وأمثال هذا؟
الجواب/ للثعالبي (ت٤٢٩) كتاب اسمه "ثمار القلوب" جمع فيه نيّفًا على ألفٍ من الكنايات، والمركبات المشتهرة. وزاد عليه المحبي (ت١١١١) سبعة آلاف في كتابه "ما يعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه". وللثعالبي أيضًا كتاب آخر اسمه "الكناية والتعريض". وأظنهن يفِين بغرضك.
231. هل الأصح ثمة أم ثمت ؟ ولم تهمز (ألبتة) ؟
الجواب/ أما (ثَمّة) بالتاء المربوطة، فظرف مكان منصوب بمعنى (هناك). وهي بمعنى (ثَمّ) كما في قوله تعالى: (وإذا رأيت ثَمّ رأيتَ نعيمًا وملكًا كبيرًا). وأما (ثُمّتَ)، فهي حرف العطف (ثُمّ) زيدت عليه التاء. ومنه قول عبدة بن الطبيب:
ولا يجوز الخلط بينهما نطقًا، أو رسمًا.
وأما (البتة)، فقد لجّ المتأخرون في قطع همزتها، وشغبوا بذلك من غير سماع صحيح، ولا قياس قائم، بل القياس المطّرد المستمرّ وصل نظائر هذه الكلمة جميعِها. والنظر الصحيح يدفع ذلك أيضًا، لأن أقدم من رأيناه ادّعى فيها القطع تاج الدين الإسفراييني (ت٦٨٤) في "اللباب ص٢٨٠"، وجميع من قال بذلك بعده فمنه أخذوا، وعليه عوّلوا. والإسفراييني متأخر. ولم نرَ أحدًا من علماء النحو البصريين، ولا الكوفيين ذكر هذا خلال خمسة قرون، ولا رأينا أحدًا من أصحاب المعاجم، وغيرِهم أثبته مع أن الهِمم تشرئب عادة إلى تقييد مثله، وحكايتِه لما فيه من الغرابة، والخروج عن القياس. وهم يحكون أقلّ من هذا، وأخفى. هذا مع أنهم تعرضوا للكلام على مواضع قطع الهمزة، ووصلها، فذكروا أن أل التعريف لا تقطع إلا في لفظ الجلالة في بعض أحواله، ولم يذكروا (البتة)، على أنهم لو كانوا يعرفون فيه القطع لاحتجّوا به لمذهب الخليل، وابن كيسان، وغيرهم من من يرى أن همزة أل التعريف همزة قطع. وقد احتج ابن مالك (وقد توفي قبل الإسفراييني باثنتي عشرة سنة) في "شرح التسهيل" لصحة هذا المذهب بقطع همزة لفظ الجلالة مع أنها لا تقطع إلا في بعض أحوالها، فلو كان بلغَه ثبوت قطع (البتة) لكان له فيه حجة أقوى من ذلك.
والإسفراييني وإن سلمنا أنه ثقة، فلا يقبل تفرّده بهذه المسألة المهمّة التي تتوفر الدواعي إلى ذكرها مِن مّن سبقَه من الأيمة الثقات الأثبات. هذا مع تأخره، ومع إرساله هذه الدعوى من غير أن يُسندها إلى رواية، أو ينقلها عن عالم متقدم، أو يورد لها شاهدًا من كلام العرب، ومع وجود شبهة الوهم أيضًا. وذلك أنه في ما يظهر وجد قولهم: (البتة: القطع). وهذا معناها في اللغة، فتوهّم لاستعجال منه أن المراد أن همزتها همزة قطع. والعجلة من آفات الرواية.
وإذن فلا يصِح في (البتة) إلا الوصل. ومن قطعها فهو مخطئ سبيل السماع، والقياس.
232. شيخ فيصل، المُبَرَّأُ .. لو كانت مجرورة، مثل / على شرعِ اللهِ المبرئ " هل تكتب على الألف أم على الياء ؟
الجواب/ تكتب على الألف (المبرَّأ) لأن المتطرفة لا يُنظر إلى حركتها، وإنما يُنظر إلى حركة ما قبلها فقط.
وبعضهم يكتبها (المبرّإ) في الجرّ. وهو خطأ. ويلزمه أن يكتبها (المبرَّؤُ) في الرفع، ولا يفعل. وربما التِزم هذا في القرآن كما في (قل هو نبؤا عظيم).
233. أ.فيصل ما هو أفضل منهج - تراه مناسبا - للتمكن من علم البلاغة؟
الجواب/
في المرحلة الأولى: يدرس البلاغة الواضحة لعلي الجارم، ومصطفى أمين، ويستعين بكتاب البلاغة العربية في ثوبها الجديد لبكري شيخ أمين، والبلاغة فنونها وأفنانها لفضل عباس.
وفي المرحلة الثانية: يدرس بغية الإيضاح لعبد المتعال الصعيدي، ويستعين بالإيجاز ليحيا العلوي.
وفي المرحلة الثالثة: يقرأ كتابي عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، ويطالع كتب محمد أبي موسى، وينظر في تاريخ البلاغة. ومن ما ألّف في هذا الموجزُ في تاريخ البلاغة لمازن المبارك، والبلاغة تطور وتاريخ لشوقي ضيف.
وهذا منهج تقريبي.
234. هل يتحج بكلام علماء الاصول في النحو
الجواب/ نعم، يُحتج به إذا صاحبه البرهان كما يُحتجّ بكلام علماء النحو.
235. السلام عليكم استاذنا .. عندما ندعوا هل نقول : يا فعال لما تريد بالضم فقط علی لام فعال .. او يا فعالا تنوين فتح ولماذا ؟ جزيت خيرا
الجواب/ وعليكم السلام
الصواب (يا فعّالًا لما يريد) بالنصب لأنه منادًى شبه مضاف. وذلك أن (فعّالًا) عامل في الجار والمجرور (لما) على غير سبيل الإضافة. ويخطئ كثير من الناس، فيرفعونه، فيقولون: (يا فعّالٌ لما يريد).
236. السلام عليكم, بارك الله فيك ونفع بك, قررت حفظ متن مطوّل في النحو, فبما تنصح؟
الجواب/ وعليكم السلام
إن كنتَ لِزاز حفظٍ، وتعرف من نفسك الصبرَ عليه، والاستمرار فيه، فدونك "التسهيلَ" لابن مالك، فإنه جامع شامل، وقد ذكر أبو حيان أن من عرفه حقّ المعرفة لا يكون تحت السماء أحدٌ أعلم منه بالنحو. فإن عجَزت عن حفظه، فأدمن قراءته، ومطالعته، والنظر في شروحه. ولا تُغفل مع ذلك جانب التطبيق.
237. شيخنا درست الآجرومية وضبطت مسائلها ومعانيها وأريد أن اطبق ما درسته فبماذا اطبق وعلى ماذا وثانيا ما تنصحني ادرس بعدها من علوم العربية
الجواب/ من الجيّد أن تتحول إلى دراسة شروح الألفية كشرح ابن عقيل، أو ابن هشام، ثم تدرّب نفسك على الإعراب حتى تتقنه. وقد مضى بيان ذلك.
ومن أَولى علوم العربية بالدرس بعد النحوِ الصرفُ، ومتن اللغة، والأدب. وقد مرّ بيانها. وراجع مقال "السبيل إلى البيان".
وفقك الله، وفتح عليك.
238. شيخنا اريد كتاب ميسر سهل في علم الصرف للطالب المبتدئ
الجواب/ (التطبيق الصرفي) لعبده الراجحي.
239. السلام عليكم أستاذي الغالي. أستاذي أنا أحب اللغة العربية كثيرًا ولكن لا أحب الإعراب وأستثقله، فأريد أن أحب الإعراب وأفهمه. فبما تنصحني من توجيهات ومؤلفات تفيدني بهذا الشأن. وشكرًا لك.
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله
ليس يستنكَر نفورك من الإعراب إذا كنتَ غير حاذق به، فهذا أمر فطري طبيعي، فكلّ من لم يضبط علمًا، ولم يتحقّق به فإنه يستثقله، ويستجفيه لما يجد في مكابدته من العناء، والنصب، ولما يلزمه من جهلِه به مع اعترافه بجسيم قدره، وشرف موضعه من ضرورة لحاق النقص له. وطبيعة النفس تأبى مثل هذا. بل ربما عادى هذا العلم، ونصَب له، وحرَص على أن يجعله جهلًا كما يقول ابن المقفع.
فإذا أردت أن تحبّ الإعراب، فأحكم أولًا معرفة النحو، وتمرّس بكتب الإعراب ذوات الوجوه ك"التبيان" للعكبري، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، ثم حاول أن تعرب صفحاتٍ، أو آيات من القرآن بنفسك، واعرضها على هذه الكتب، وعلى كتب الإعراب المفصّلة الحديثة ككتاب درويش، وكتاب محمود صافي لتعرف الصحيح منه، فتثبته، والخطأ، فتصلحه. وعليك أيضًا ب"المورد النحوي" لفخر الدين قباوة. وستجد في ذلك متعة فهم النحو، وإحراز آلته، ومعرفة جميع الوجوه المحتملة للكلمة قويِّها، وضعيفِها، ومقبولِها، ومردودِها . وهو أمر حُرمه أكثر الناس عجزًا، أو كسلًا.
240. ما رأيك بكتاب النحو الوظيفي، هل هو جيد لمن رام تعلم النحو ويلم به ؟ وهل ينفعني بدون معلم ؟
الجواب/ هذا الكتاب من الكتب التعليمية الجيّدة.
وأما هل ينفعك من غير معلّم، فراجعٌ إلى مستواك في النحو، وإلى محلّك من الفهم، وصحّة النظر، فجرّبْ.
241. يذكر الفقهاء لفظة "المحتال" في باب الحوالة، ويعنون بها المحال، فلماذا قالوا المحتال؟ وما الفرق بين المحتال وبين المحال؟ وما الفرق بين المحتال من الخداع وبين المحتال من الحوالة؟ وللتوضيح: المُحيل والمحال عليه والمحتال= المُحال
الجواب/ (المحتال) اسم فاعل. وهو بمعنى (المُحال)، ويظهر أنهم اختاروه عليه لأن فيه دلالة على المطاوعة، فكأنه لما أحيل قبل الحوالة. وذلك أن بِنية (افتعل) قد تدلّ على المطاوعة، نحو (مزجته فامتزج). وأمر آخر، وهو تخليص المُحال ببناء مخالف إيغالًا منهم في التّبيان، ودفع اللبس.
وليس له صلة ب(المحتال) من الحيلة غير الاشتراك اللفظي.
242. شيخنا فيصل، أحسن الله إليك، سـ/ دائماً ما يتحدث عن الفصيح العامي ما ضابطه؟ سـ/ ما الكتب التي تنصح بها طالب العلم، ليزيد حصيلته اللغوية، أو غير الكتب من الطرائق التي ترى أنها نافعة في هذا المجال، وإن فصلت مراحلها، فالشكر لك أعظم وأكبر.. ولك التحية ..
الجواب/ الفصيح العامي يراد به الألفاظ التي يستعملها الناس بعد عصر الاحتجاج وهي موافقة لكلام العرب الذين يُحتجّ بهم سماعًا، أو قياسًا.
وأما الشق الثاني من السؤال، فقد مضى الجواب عن مثله.
243. أحسن الله إليكم، إنسان لا يعرف إلا قليلا من مفردات العرب و أمثالهم و كلامه ركيك. له همة عالية و يريد أن يكون فصيحا بليغا، كيف له ذلك؟ ماذا يحفظ و ماذا يقرأ؟ هب أنه أعجمي حتى يبدأ من صفر. بغض النظر عن دراسة النحو و الصرف فالمنهج فيهما معروف. جزاك الله خيرا
الجواب/ يتخيّر له خمسين كتابًا، أو أكثرَ من جِياد كتب الأدب التي ذكرتها في مقال "السبيل إلى البيان"، ويقرؤها متذوقًا لألفاظها، متأملًا لمعانيها، متفكرًا في أساليبها يجهر بصوته في بعضها، ويحاول محاكاتها على الوجه الذي بيّنتُه في المقال. والرأي أن يقرأ في اليوم ما لا يقِلّ عن مئة صفحة بحيث ينهيها في مدّة وجيزة، لأن قراءتها مفرّقة في المدة الطويلة لا يستثير الملكة، ولا يوري زَندها خلافًا للقراءة المكثّفة المتتابعة. ولا جرم أنه سينتفع من ذلك على حسَب جودة قريحته، وقوة ملكته.
وأما الحفظ، فيبدأ بحفظ المعلقات، أو بعضها، ويحفظ من حماسة أبي تمام، أو الحماسة البصرية، وإذا مرّ به البيت، أو الأبيات الرائقة في كتب الأدب التي يقرؤها، فلا ينسَ حظّه من حفظها كما يقول الجاحظ. وبهذا يحصّل قدرًا جيّدًا من المحفوظ يُنشده، ويستشهد به، ويطرّز به كلامه، ويأخذ ما شاء من ألفاظه، ومعانيه.
244. السلام عليكم .. اخي الكريم انا لا احب القراءة وعمري عشرون سنة وشرعت الآن في القراءة وأود ان تكون لدي ملكة في الفصحى واللغة العربية فما نصيحتك لي
الجواب/ وعليكم السلام
عليك بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، فإن لم تكن تحبها، فحبّبها إلى نفسك بالبدء بما تشتهيه نفسك من قصص، ونحوها.
245. هل توصي بحفظ موطأة الفصيح لابن المرحل المالقي (1300) بيت، ودراسة شروح الفصيح لثعلب؟
الجواب/ لا أرى حفظ "موطأة الفصيح" لأمرين:
الأول: أني لا أستحسن حفظ المنظومات. وقد سبق أن تحدثتُ عن هذا.
الثاني: أن "الفصيح" على ما فيه من النفع أقلّ، وأيسر من أن يحفظ فيه ألف، وثلاث مئة بيت! فهو لا يتجاوز منثورًا ستين ورقة.
وإنما تكفي قراءته مرتين، أو ثلاثًا. واعلم أن ما شغلت من وقتك، وعقلك، وجهدك في غير المهمّ أزرى بك في المهمّ كما يقول ابن المقفع، فإعطاء الكتب الرديئة، أو القليلة الفائدة فوق قدرها يَشغل ولا بدّ عن الكتب النافعة العظيمة الفائدة لأن جهد الإنسان محدود، وساعاته معدودة.
وأهمّ من "الفصيح" شروحُه، فإن فيها من الاستدراكات، والنّكت، والذخائر شيئًا كثيرًا. وأجلها من جهة الدراية شرح ابن درستويه "تصحيح الفصيح". وأوفاها من جهة الرواية "تحفة المجد الصريح" للّبلي، ولكنه ناقص، ولو تمّ لكان عجبًا. ولضياع بقيّته خبر. ومن أيسرها "لباب تحفة المجد الصريح" للبلي أيضًا، و"إسفار الفصيح" لأبي سهل الهروي. وأوسع منهما شرح ابن هشام اللخمي.
وهنا مسألة مهمة، وهي أن "الفصيح" ليس مناسبًا للمبتدئ كما يُظن لأن المبتدئ إلى أن يعرف جواهر الألفاظ أحوج منه إلى أن يعرف الأعراض التي تعرض لها من اللحن، والخطأ، ومخالفة الأفصح. وهو بعد ليس خالصًا في الألفاظ التي يلحن فيها الناس، ففيه كثير من الألفاظ جاءت على خلاف الأفصح. وقد نبّه على ذلك ثعلب في مقدمته. ولذلك لا يستطيع قارئه أن يعلم هل اللفظ الذي اختاره ثعلب صحيح لا يجوز غيره، أو هو الأفصح الذي يجوز غيره إلا بمراجعة شروحه. وهذا يقلّل من فائدته.
على أنه ألّفه لأهل عصره. وقد جدّت بعد ذلك مئات اللحون، والأخطاء لم يحوِها هذا الكتاب، فينبغي إذن أن يوضع في مكانته اللائقة به من غير إفراط، ولا تفريط.
246. أي كتب اللغة تنصح بالاعتكاف عليها وجعلها عمدة أثناء الطلب
الجواب/ أما غير المتخصص، فيقرأ "تهذيب الصحاح" للزنجاني، أو "مختار الصحاح" للرازي، أو "إصلاح المنطق" لابن السكيت. وفي كلٍّ حسنات، ومساوئ، فلينظر أخفّها عليه، وأليطها بنفسه. ولو قرأ الكتاب منها أكثر من مرّة، أو تكلّف استظهار المهمّ منه، لأصاب خيرًا كثيرًا.
وإن قرن إلى هذا القراءةَ في معجم من معاجم المعاني ك"فقه اللغة" للثعالبي، فهو أتمّ نفعًا.
وأما المتخصص، فيحتاج إلى قراءة كتب أخرى فوق ذلك ك"الصحاح"، أو "المجمل"، و"مقاييس اللغة"، و"مفردات الراغب الأصفهاني"، و"الفصيح"، وبعض شروحه، وكتاب من كتب غريب الحديث، أو يقرأ بدل ذلك "لسان العرب". وتكرارُ قراءة بعض هذه، واستظهار شيء منها أوجب في حقّه.
247. هل (حان) تأتي بمعنى ظهر ؟
الجواب/ (حانَ) تأتي بمعنى دنا وقت الشيء، وتأتي بمعنى هلكَ. وليس من معانيها (ظهر).
248. انصحني بكتاب واحد في النحو يغنيني عن غيره بحيث أديم فيه النظر ولا مشكلة إن كان مطولًا
الجواب/ كل الصيد في جوف "التذييل والتكميل" لأبي حيان، غير أنه طبع منه اثنا عشر مجلدًا، ولم يكتمل إلى الآن، ولكن يمكن إكماله بشرح المرادي، أو ابن عقيل.
وهذا الكتاب نافع جدًّا، ولكن بشرط أن تكون عارفًا متوسّطًا في النحو، أو متقدّمًا.
وإن أردت كتابًا عصريًّا، فعليك ب"النحو الوافي" لعباس حسن. وهو أقل مسائلَ خلافٍ، ولكنه أبسط شرحًا، وبيانًا، وفيه مسائل حادثة، وأمثلة معاصرة.
249. جزاكم ﷲ خيراً انا طالب علم في كليه الشريعة واحب اللغة العربية لكني لا افهمها وانا الآن ادرس متن الألفية لكن اجد صعوبة في الفهم فبدأت في الآجرومية وانتهيت منها .. فما توجيهك لي بارك ﷲ فيك
الجواب/ أرى لك أن تشتغل بالاستماع إلى دروس النحو الصوتية مرارًا في غدوك، ورواحك، وبخاصة دروس ابن عثيمين رحمه الله، وأن تقرأ في لِطاف كتب الأدب ككتب ابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وبعض رسائله، وسرح العيون لابن نباتة، وكتب المنفلوطي، والطنطاوي.
وبشدّة الإلحاح، ومرور الزمان ستدرك طلِبتك. واعلم أن كل علم، وكل خير في الدنيا، والآخرة لا ينال إلا بالصبر، والدُّءوب، وصدق المسألة.
250. أقصد أفضل طبعة لسر صناعة الإعراب، ويا أستاذي كما قيل لا ينال العلم إلا بلسان سئول وقلب عقول، وسأجعل غالب أسئلتي عن التحقيقات والطبعات ؛ لأني قد خسرت كثير في طبعات سيئة، فأرجو أن يتسع صدرك لي :) ولك مني الدعاء .
الجواب/ أفضل طبعة لـ "سر صناعة الإعراب" لابن جني هي التي حققها حسن هنداوي. وقد صدرت عن دار القلم.
251. السلام عليكم : ما النسبة لسائل ومائع هل يقال سائلي ومائعي؟ فمثلا مكبس هيدروليكي نقول: مكبس مائعي أو رافعة سائلية؟
الجواب/ وعليكم السلام.
نعم، هذا قياس نسبتها.
252. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ما هو جمع مفاجأة ! وكيف يكتب؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته.
تجمع (مفاجأة) على (مفاجآت).
وتكتب في الرسم القديم (مفاجئات)، ولكن من غير سنّ. وأصلها (مفاجأات)، فالتقى حرفان متماثلان أحدهما صورة للهمزة، وكرسي لها، وهذا مستثقل، فحُذف، فصارت (مفاجءات)، فوُصل ما قبلها بما بعدها. ويجوز كتابتها بسنّ (مفاجَئات) ليكون حيّزًا لها.
والمتأخرون يكتبونها (مفاجآت) لأن من قياسهم إذا وقعت همزة وبعدها ألف أن ينقلوا الهمزة، ويجعلوها مدّة فوق الألف اختصارًا. ومثله (قُرآن).
ولكن يشكل على هذا أنهم خصوا ذلك بالألف دون الواو، والياء، إذ يلزمهم أن يكتبوا (شئون) بنقل همزتها، وجعلها مدّة فوق الواو. وكذلك (زئير)، ونحوها، إلا أن يدعوا الفرق، ولا فرق ظاهرًا.
253. م خ أستاذ هل تحفظ كتابا لابن ولاد غير المقصور والممدود والانتصار ؟
الجواب/ لا أعرف أنه طُبع له غير هذين الكتابين.
254. ما هي أفضل طبعة للخصائص، وسر العربية ؟
الجواب/ أفضل طبعات "الخصائص" لابن جني التي حققها محمد النجار. وهو عالم مُحسن. وثمة طبعة لا بأس بها بتحقيق عبد الحميد هنداوي.
وأفضل طبعات "أسرار العربية" لأبي البركات الأنباري التي بتحقيق محمد بهجة البيطار. وهو عالم أيضًا. وثمة طبعة أخرى مقاربة لبركات هبود.
.
الجواب/ (قيمة) الشيء: ثمنُه. وجمعُها (قِيَم). وهي صحيحة فصيحة.
أما (قيَّمَ الشيءَ) بمعنى حدّد قيمته فلا تصح سماعًا ولا قياسًا.
وقد فصّلت فيها في هذه المقالة:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=7444
3. هل يعتبر كتاب همع الهوامع للسيوطي من أوعب كتب النحو والصرف ؟
الجواب/ نعم، يُعدّ من أجمعها للمسائل والخلاف مع الإيجاز في العرض.
4. من صاحب كتاب نوادر الأعراب الذي ينقل عنه الأزهري في تهذيب اللغة؟
الجواب/ هو أبو الوازع محمد بن عبد الخالق. وقد أثبت ذلك الأزهري في مقدمة كتابه.
5. أستاذنا لديك علم بكتب صرف أُلفت قديمًا؟
الجواب/ من أقدم كتب الصرف المطبوعة (التصريف) للمازني (ت 247هـ) طُبِع مع شرحه (المنصف) لابن جنّي، و(دقائق التصريف) لابن المؤدب (ت نحو 350هـ)، و(التكملة) لأبي علي الفارسي (ت 377هـ)، و(التصريف الملوكي) لابن جني (ت392هـ)، و(شرح التصريف الملوكي) للثمانيني (ت 442هـ)، و(رسالة الملائكة) لأبي العلاء المعري (ت 449هـ)، و(شرح التكملة) و(العمد في التصريف) و(المفتاح في الصرف) لعبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)، و(نزهة الطرف في علم الصرف) للميداني (ت 518هـ).
6. أحسن الله إليكم يا شيخ فيصل ما هو تشكيل ما بين المعقوفتين: "أستغفر الله الذي لا إله إلا هو [الحي القيوم] وأتوب إليه".
الجواب/ يجوز في (الحيّ) الرفع والنصب.
أما الرفع فعلى أن يكون عطف بيان من (هو)، أو نعتًا مقطوعًا للفظ الجلالة (الله).
وأما النصب فعلى أن يكون صفة للفظ الجلالة.
و(القيوم) يتبع في إعرابه (الحيّ).
7. ما الأهم برأيك.. النحو أم الصرف؟
الجواب/ أقول كما قالت فاطمة بنت الخرشب حين سئلت أيّ بنيها أفضل؟ ثكِلتهم إن كنت أعلم أيهم أفضل!
أو كما قال الحماسيّ حين قتل أخوه ابنًا له:
كلاهما خلَف من فقد صاحبِه ** هذا أخي حين أدعوه، وذا ولدي
أو كما قال الآخر:
كلاهما حين جدّ الجريُ بينهما ** قد أقلعا وكلا أنفيهما رابِ
فهما علمان يُكمّل بعضهما بعضًا، ولا يمكن الاستغناء عن أحدهما.
8. ماهي همزة المضارعة؟ وما قاعدتها؟
الجواب/ همزة المضارعة هي التي تلحَق أول الفعل المضارع دالّة على المتكلّم. وتكون مفتوحةً نحو (أَذهبُ وأَنطلقُ وأَستغفرُ) إلا إذا كان الماضي رباعيًّا فتُضمّ نحو (أُكرِمُ وأُدحرجُ وأُقاتلُ وأُعلّمُ) لأنهن من أكرمَ ودحرجَ وقاتلَ وعلّمَ.
9. شيخنا انتشرت في مؤلفات الأدباء المعاصرين أساليب لم نألفها منها كتابة "هاهاها" أو "هههه" للتعبير عن الضحك؟ هل يجوز ذلك؟
الجواب/ لا أرى مانعًا من استعمالها.
10. أستاذنا، ما الأصح: لا داعي للـ... على أساس أنّ "لا" هنا عاملة عمل إنّ، أم لا داعٍ ... فتكون "لا" عاملة عمل ليس؟ أم كلاهما خطأ؟ وما أفضل طبعة لتجريد الأغاني؟ نتمنى الرد. زادك الله من واسع فضله!
الجواب/ الوجه (لا داعيَ) من غير تنوين لأنه مبنيّ على الفتح. والأصل (داعيًا) فحُذف التنوين من أجل البناء. ولا يصح (داعٍ) لأن الياء إنما تُحذف إذا كانت ساكنة بسبب التقاء الساكنين الياء والتنوين، ولا تسكن إلا إذا كانت في محل رفع أو جرّ، وهي هنا مفتوحة في محل نصب.
أما (لا داعٍ) فجائزة عند من يرى إعمالها عملَ ليس أو عند مَن يرى لَحاقها مهمَلة غيرَ مكرّرة. والأصل فيها حين إذ (لا داعيٌ = داعيُنْ) ثم أُعلّت إعلال (قاضٍ) فصارت (داعيْنْ)، فالتقى ساكنان، فحُذفت الياء فآلت إلى (داعنْ = داعٍ).
11. هل هناك من صنّف مٌترجمًا لأبي عمرو بن العلاء ـ من حيث جهوده اللغوية ـ ونفس الشيء بالنسبة للأصمعي وأبي عبيدة ؟
الجواب/ من الكتب المؤلفة عن الأصمعي (الأصمعي اللغوي) لعبد الحميد الشلقاني، وعن أبي عبيدة (أبو عبيدة معمر بن المثنى) لنهاد الموسى. وأما أبو عَمْر فلا يحضرني الآن أسماء الكتب المؤلفة في تَرجمته.
12. ما هو الخلق لغة واصطلاحا، مع العلم أني أعلم أن الخلق بمعنى التقدير لغة وفي القرآن أتت بمعنى التقدير في أكثر من موضع
الجواب/ راجع بيان هذا في "مقاييس اللغة" لابن فارس، و"مفردات" الراغب الأصفهاني، و"عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي.
13. أيهما أصح الإجارات أو الإيجارات؟
الجواب/ الصواب (الإيْجارات) لأن المسموع (آجر فلانٌ الرجلَ الدارَ يُؤجِره إيجارًا) على زنة (أفعلَ) كأكرمَ إكرامًا. واسم المرّة (إيجارة). وتُجمع على (إيجارات).
وقد سُمع أيضًا (آجرَ فلانٌ الرجلَ الدارَ يُؤاجرُه مؤاجرةً) على زنة (فاعلَ) كقاتلَ مقاتلةً. وهذا الوزن قد يجيء مصدرُه أيضًا على (فِعال) كـ(قِتال)، ولكنه لا يبلغ الاطّراد. ولذا قالوا: (جالس مجالسة) ولم يقولوا: (جِلاسًا)، فلا يصِحّ إذن أن يقال: (إِجار) كـ(قِتال).
هذا مع أنّه لو سُمع أو أساغ القياس (إجارًا) لم يجُز أن يُجمع جمع مؤنث سالًما، فيقال: (إجارات) لأن الصحيح أن المصدر إذا جُمع جمعَ مؤنث سالمًا فإنما ذلك على تقدير جعلِه اسمَ مرّة، و(فِعال) لا يصح صوغ اسم المرّة منه، فيقال: (إجارة) كما لا يقال: (قِتالة) لأنه إذا كان للفعل أكثرُ من مصدر فإنما يُصاغ اسم المرة من أقيسِهما، والأقيسُ هو (المفاعلة) لا (الفِعال).
14. مرحباً، مساء الخير دكتور فيصل.. هل كلمة أشاوس صحيحة؟ وإن كانت كذلك ما مفردها.. و كلمة خَلل، ما جمعها؟ شكراً.
الجواب/ نعم، (أشاوس) مسموعة صحيحة. وهي جمع (أشوس) صفة مشبهة مؤنثها (شوساء). وقياسها أن تُجمع على (شُوس) كما قال الحماسي:
تعدو ببِيضٍ في الكريهةِ شُوْسِ
و(الخلَل) يجوز جمعُه قياسًا على (أخلال) و(خِلال).
15. هل يوجد في اللغة كلمة مقابلة لكلمة استراتيجية يعني يقولون التخطيط الاستراتيجي اي التخطيط بعيد المدى فهل يوجد كلمة استطيع استخدامها بدل كلمة بعيد المدى
الجواب/ قد يصلح أن يقال فيه: (التخطيط المستشرِف) أو (المُجلِّي) من (جلّى الصقر ببصره) إذا نظر إلى صيده من بعيد لحدّة نظره.
16. فاسعوا إلى ذكر الله، فعل الأمر مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو واو الجماعة طيب أين حرف العلة في آخر الكلمة سعا يسعون
الجواب/ حرف العلة في آخر (اسعوا) حُذف لعلة صرفية. وذلك أن أصله (اسعَيُوا)، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقُلبت ألفًا، فقيل: (اسعَاْوْا)، فالتقى ساكنان فحُذفت الألف.
17. يذهبان الزيدان ما التوجيه في التقاء الساكنين الف الإثنين ونون التوكيد؟
الجواب/ يُحتمل التقاء الساكنين في (يذهباْنِّ) لأنه على حدّه كالضاْلّين وتُمُوْدّ الثوب ودُويْبَّة. والذي سهّل هذا عليهم في هذا الموضع أنهم لو حذفوا لقالوا: (يذهبَنّ) فيلتبس بالمسند إلى الواحد.
18. شيخنا المبارك هل ثم فرق بين عندي ولدي فقد بلغي أن لدي لا تستعمل إلا في الحسيات فقط
الجواب/ الصواب أنه لا فرق بينهما خلافًا لأبي هلال العسكري.
19. شيخنا.. لماذا لا نعرب اسم كان وأخواتها: فاعلا، وخبرها: مفعولا به! مثلا.. كان: فعل. محمد: فاعل. مجتهدا: مفعول به ؟!.
الجواب/ لأن المفعول هو الذي يقع عليه فعل الفاعلِ، فإذا قلت: (ضربَ محمدٌ زيدًا) فإن الفعل وهو الضرب وقع من محمدٍ على زيدٍ، وهذا لا يسوغ في (كان) وأخواتها لأنك إذا قلت: (كان محمدٌ كريمًا) فالفعلُ وهو الكون لم يُوقعه محمدٌ بـ(كريم) لأن الكون فعلٌ لازمٌ لا يتعدّى، والكريم هو محمدٌ نفسُه. ويزعم بعض النحاة أنه لا يدلّ على حدثٍ، وإنما يدُلّ على مجرّد الزمانِ لأنك تقول: (محمدٌ كريمٌ)، فإذا أدخلت عليه (كان) فإنك لا تعدو أن تكون نقلتَ زمان الجملةِ الاسميّة من الاستمرار إلى المضيِّ.
20. هل يصح قول إحترت في آمري وهل الصواب حرت أو تحيرت
الجواب/ كلهنّ صواب. ولي مقالة في إثبات صحة (احترت).
21. أفضل تحقيق لكتاب معلقات الزوزني ؟
الجواب/ ذُكر أن لمحمد علي حمد الله طبعة جيدة لهذا الشرح لم أطّلع عليها لنفادها قِدمًا. وأما ما عداها فلا أعرف فيها طبعة فاضلة.
22. في الاستثناء المنفي التام هل الأفصح الإتباع أم النصب؟
الجواب/ الأفصح الإتباع نحو (ما جاءني القومُ إلا زيدٌ). والنصب جائز نحو (ما جاءني القومُ إلا زيدًا).
23. هل يقال حلَقات إذاعية أو حلْقات؟ بسكون اللام أو فتحها؟
الجواب/ لا يجيز النحاة إلا (حلَقات) بالفتح ولا يكادون يذكرون خلافًا في هذا، غير أني وجدت قطربًا (ت بعد ٢١٠) وأبا بكر الأنباري (ت٣٢٨) وابن المؤدب (ت نحو ٣٥٠) يجيزون الإسكان (حلْقات) ويجعلونه لغة لا ضرورة.
24. سلام عليك، أصلح الله الأستاذ! إن لك رأيًا في الإملاء تخالف به كثيرًا مما شاع، فهل قد جمعت هذه الآراء في رسالة واحتججت لها؟! وإن كنت لم تفعل فهلا فعلت، فينظر الناس، فيأخذوا منك، أو يدعوا. نفع الله بك!
الجواب/ وعليك السلام.
هي عندي مسوَّدةً مصنّفةً. وفي النيّة أن أعجّل بإخراجها موجَزةً قريبًا جدّا إن شاء الله.
25. هل "ها" حرف؟ وكيف يكون استعماله؟ قرأت لأحد الكتاب: " بأي لغة أستطيع تقديم الجمال؟ وها الكلمات كسيرة حسيرة"، فهل يصح هذا الاستعمال؟ وما هو معناه؟
الجواب/ (ها) حرف تنبيه. ويكثر وقوعها قبل أسماء الإشارة نحو (هذا). وربما وقعت مُفردةً كما قال النابغة:
ها إن تا عذرةٌ إن لا تكن نفعت ** فإن صاحبها قد تاه في البلدِ
وقال العجّاج؛
*ها فهْو ذا، فقد رجا الناس الغِيَرْ*
وإعراب (الكلمات كسيرة) في المثال المذكور مبتدأ وخبر مرفوعان.
26. هل الصحيح: أسوأهم أو أسوءهم في حال الرفع؟
الجواب/ تكتب (أسوَءُهم) في أجود الأوجه لأن الهمزة مضمومة وقبلها فتحة، والضمة أقوى، فكُتبت (أسوؤهم)، فالتقى مثلان أحدهما صورة للهمزة، فحُذف.
وبعضهم لا يبالي اجتماعهما، فيكتبها (أسوؤهم).
وآخرون لا يعتدّون بما اتصل بالكلمة في آخرها، فيجعلونها في حكم المتطرفة، فيكتبونها (أسوأُهم).
27. هل لم الجازمة تجزم جميع الأفعال المضارعة ؟
الجواب/ نعم.
28. هل عدم حذف حرف العلة من الفعل المجزوم أو فعل الأمر مذهب صحيح عند أهل العلم؟ (كأن يقال للمذكر: صلّي/ادعو)
الجواب/ أجاز ذلك الفراء في "معاني القرآن". وفيه نظر لأنه لم يقطع بسماعه عن العرب في كلامهم المنثور، وإنما ساق لذلك شواهد من الشعر.
29. سيدي، دلني على منهج لدراسة النحو؟ أو أعطيني رابطا لمنهج تراه جيدا ولك كل الشكر
الجواب/
لعل هذا الحديث يفيدك: http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=8466
30. لماذا لا يقاس على خط المصحف في الإملاء؟
الجواب/ لأنه ليس مطّردًا مستتبّ القوانين، فأحيانًا ترسم الكلمة الواحدة على أكثر من صورة. هذا مع أنهم راعَو فيه الجمع بين القراءات.
31. في النحو : السكون المد، أو السكون المدي ؟، ونقول : السبب الرئيس أو الرئيسي
الجواب/ تقول: (السكون المدّي) و(السبب الرئيس).
32. متى يحسن تقديم الفاعل على الفعل؟
الجواب/ إذا كان أهمّ عند المتكلم من الفعل. وذلك كقولك في مسافر لم يرج إيابه: (محمد قدِم). ويكون حين إذ مبتدءًا.
33. كثير من المُقرِئين في بعض المواضع من القرآن يقومون بما يسمّى بالنّبر، ليميزوا بين الكلمة وكلمة الأخرى قد تلتبس بها إذا سمعت، فمثلا في قوله تعالى: ((وقالا الحمد الله)) يدفعون عند اللام حتى لا يظن أنها "قال"، وكذا عند قوله: ((حاضري المسجد الحرام)) حتى لا يظن أنها "حاضر"، فهل هذا صحيح وتفعله العرب؟
الجواب/ لم يثبت في ما أعلم أن العرب تعرف النبر. والمحدَثون مع ذلك لا يضعونه مواضعَه.
34. ألا ترى، يا شيخنا، أن في الضمير (هو) حشوا؛ كقولنا: من هو المتكلم؟! أم أنه لا يكون كذلك عند مَن عدّه توكيدا؟
الجواب/ أنا لا أستحسن هذا الأسلوب، ولكني لا أخطئه.
35. هل إطلاق بعض العلماء على الحديث المُعلّ أنه "معلول" خطأ؟
الجواب/ ذكر بعضهم أن قطربًا حكاه في كتابه "فعلت وأفعلت".
36. كيف نعرف الحرف الذي يتعدى به الفعل؟
الجواب/ حرف جر لا محل له من الإعراب.
37. الدجات العلا، أو الدرجات العلى؟ وهل يجوز أن يكونا معا في كتاب واحد أو مقال واحد؛ من باب التنويع، أو يكون خطأ؟
الجواب/ (العلا) على مذهب البصريين. و(العلى) على مذهب الكوفيين. والتنويع جائز على قبح.
38. هل تسمية البنت برنا جيد وما معنى رنا
الجواب/ (رنا) بمعنى أدام النظر. ومنه قول الشاعر:
لرَنا لبهجتها وحسن حديثها ** ولخاله رشدًا وإن لم يرشدِ
وهو اسم لا بأس به.
39. يذكر بعضهم غلبة النقل على تآليف السيوطي أكثر من التحليل والاستنتاج والترجيح.. فهل ترى هذا الوصف صحيحا؟ وهل تراه حاضرا في مصنفاته النحوية كالهمع والأشباه والنظائر؟
الجواب/ هذا صحيح، ولكن ليس معنى هذا أنه ينقل من غير فهم، بل له في كثير من مؤلفاته آراء ونظرات تفرّد بها.
40. هل إضافة ضمير بعد الاستفهام يعدّ خطأً كما يقال "ما هو..."؟
الجواب/ خطّأ ذلك عدد من المعاصرين. وأراه جائزًا على أن يكون ما بعد (هو) مبتدءًا، و(هو) وما قبلها خبرًا مقدّمًا، فإذا قلت: (من هو القادم؟) فحدّ الكلام (القادم مَن هو؟).
41. ما إعراب اسم "الله" في قوله تعالى: ((لو كان فيهما آلهةٌ إلا اللهُ لفسدتا...))؟
الجواب/ راجع في هذا كتب إعراب القرآن.
42. ما الموقع الاعرابي لشبه الجملة من الجار والمجرور في جاء الحاكم (في موكب). ؟
الجواب/ (في موكب) متعلق بالفعل (جاء).
43. أيّهما أصح ؛ فَهْمٌ، أم فِهْمٌ ؟ وإن كان كليهما صحيح فهل تختلف في المعنى ؟
الجواب/ الصواب الفَهْم.
44. مِن المُسلّم به ان الدين يدعو إلى التعاون.. .. ما هو الموقع الإعرابي للمصدر المؤول '' أن الدين يدعو '' ؟ وشكرا جزيلا
الجواب/ مبتدأ مؤخر. والكوفيون والأخفش يجيزون إعرابه فاعلًا للجار والمجرور قبله سدّ مسدّ للخبر.
45. السلام عليكم، هل يصح قول: اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله بهذه الصيغة؟
الجواب/ وعليك السلام. لا يصح أيضًا.
46. السلام عليك .. هل يصح لغةً ومعنى قول الشخص لصاحبه : (اللهم افتح على قلبك) .
الجواب/ وعليك السلام. لا أراها تصح لأن كاف الخطاب في (قلبك) إنما تنصرف إلى المنادى، وهو الله تعالى. وهذا معنى باطل.
47. ما معنى بله؟ وكيف وأين تستخدم ؟ مع الأمثلة من فضلكم
الجواب/ راجع في هذا كتب الأدوات النحوية.
48. السلام عليك، كيف تكتب الأمر من: نأى؟
الجواب/ وعليك السلام. (انْء) على الراجح لتطرف الهمزة وما قبلها ساكن. وبعضهم يراعي الأصل، وهو كونها متوسطة قبل الحذف، فيكتبها (انْأ). وهو ضعيف.
49. معجم تنصح بتكرار النظر فيه ؟
الجواب/ إصلاح المنطق لابن السكيت. وإن شئت مطوّلًا فلسان العرب لابن منظور.
50. هل من ترتيب لقراءة كتب الجاحظ ؟
الجواب/ ابدأ بالبخلاء، واختم بالحيوان. وأنت في ما بينهما بالخيار.
51. هل تفدية الغير بالأمور الرخيصة أو الحقيرة ونحو ذلك أسلوب صحيح؟ كأن يقول: "يفديك كل جبان" ونحوها مما يراد به التعظيم
الجواب/ التفدية إنما تكون بالغالي كقولهم: (فداك أبي وأمي) وكقول أبي الغول الطهوي:
فدت نفسي وما ملكت يميني ** فوارسَ صدّقت فيهم ظنوني
وكقول الأعشى:
فدًى لبني ذهل بن شيبان ناقتي ** وراكبها يوم اللقاء، وقلّتِ
ولكن قد تكون في ما يُظنّ أو يَظنّ نفسَه غاليًا وهو رخيص كقول غازي:
يا فدى ناظريك كل جبانٍ ** راح من ألف فرسخ يتوعّدْ
وقد يكون منه قول حسان:
أتهجوه ولست له بكفءٍ؟ ** فشرّكما لخيركما الفداءُ
52. الكسرة، الفتحة، السكون ؟ رتبهم من فضلك حسب القوه
الجواب/ الكسرة فالضمة فالفتحة فالسكون مجموعة بقولك: (لِعُمَر).
53. جزاك الله خيرا، ولكن قصدت أنهم يتركون الشدة ويضعون الحركة من غيرها؛ مثلا: الشَمس، بفتح الشين دون وضع شدة تحت الفتحة، فهل هي أيضا من الباب نفسه: أن الضبط ليس بواجب؟ ألا يكون هذا خطأ؟ وهل يجوز لنا نحن؟
الجواب/ العُرف أن وضع الحركة على الحرف المشدد دون شدّة نحو (جلَ) في (جلَّ) خطأ. ولا أعلم أللعلماء نصّ في ذلك أم لا.
54. جزأين ام جزئين؟
الجواب/ الصواب (جزأين).
55. حبيبنا أفدنا أفادك الله وزادك إذا التقى ساكنان فما الضابط لتحريك أحدهما بالضمة أو الفتحة أو الكسرة ؟
الجواب/ في هذا تفصيل، فراجع باب التقاء الساكنين في كتب الصرف وفقك الله.
56. سلام عليك يا أبا قُصي، أصلحك الله، هل أكتب (لمبتدإ) أم (لمبتدأ)؟ وإن أنت اخترت الأولى، فأين أضع تنوين الجر؟
الجواب/ وعليكم السلام. الصواب (لمبتدأ) لأن الهمزة المتطرفة لا يُنظر إلى حركتها، بل تُعدّ كالساكنة. وفي وضع الهمزة تحت الألف مراعاة لحركتها.
57. هل إطلاق الناس -اليوم- الشيخ على العالم له أصل في اللغة ؟
الجواب/ نعم، من باب الاستعارة تشبيهًا للعالم وإن كان شابًّا بالكبير في السنّ بجامع وجوب التوقير والاحترام في كلٍّ.
58. ما إعراب الدهر في قول الشاعر: ولا تذكر الدهر في مجلس ** حديثاً إذا أنت لم تحصه.
الجواب/ ظرف زمان منصوب.
59. هل يصح النسبة إلى (جدة) بقول: (جداوي) أم هي (جدي) كمكي؟
الجواب/ لا يصح، بل الصواب (جُدّيّ).
60. يا فيصل، ما رأيك في عمل البكاء في كتاب سيبويه ثم ما مقدار جودة تحقيقه للنص؟ رعاك الله ورحمك
الجواب/ عمله في تبويب الكتاب وتفقيره عمل عظيم، فقد كشف عن عبقرية مؤلفه، ولاءم بين أوصاله، وأسقط منه شطر وعورته، وجعل درْسه وقراءته أحلَى من (جنَى النحل في ألبان عُوذٍ مطافلِ).
وأما تحقيقه فدون ذلك، وليس بالدُّون.
61. لماذا لا تكتب كلمة "هذا" إلى أصلها "هاذا" وغيرها من الكلمات التي حذفت منها أحرف للاختصار؟
الجواب/ ليت الناس يقبلون مثل هذا.
62. شيخنا هلا ذكرتم أراجيز مفيدة متينة تستحق الحفظ ؟
الجواب/ أحيلك في هذا إلى الأستاذ صالح العَمري: https://twitter.com/saalamri12
63. ما صحة ما ذكر السهيلي -كما نقل عنه ابن القيم في البدائع- أن الصلاة ترجع إلى معنى الحنو والعطف؟
الجواب/ قوله في هذا إلى الجودة ما هو.
64. ما الفرق بين (أو) و (أم) ومتى يستخدم كل منهما ؟
وما الفرق بين هل الاستفهامية، وهمزة الاستفهام (في السؤال) ؟
الجواب/ راجع في هذا كتب الأدوات.
65. " وقالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم " ذكر الله سبحانه كلمة وقالت ولم يقل وقال ما لسبب ؟!
الجواب/ جمع التكسير يجوز في فعله التذكير والتأنيث.
66. لماذا كلمة "أشياء" ممنوعة من الصرف؟
الجواب/ في هذا خلاف تجده مبسوطًا في كتب الصرف. ولي ردّ على رأي لبعض المحدثين في ذلك نشرته في ملتقى أهل اللغة.
67. ما الفرق في المعنى بين لكن الناصبة و لكن العاطفة؟
الجواب/ تجد تفصيل هذا في كتب الأدوات كمغني اللبيب.
68. رأيت في بعض المطبوعات القديمة من المعاجم وغيرها أنهم يتركون وضع شدة الحرف الشمسي، فهل لهذا وجه في الضبط؟
الجواب/ نعم، فالضبط بالشكل ليس بواجب.
69. مرحبًا أبا قصي.. (إذن) أو (إذًا)، ولماذا؟
الجواب/ في هذا مذهبان مشهوران للعلماء. وهما قائمان على اختلافِهم في الوقفِ عليها، فمَن يقِف عليها بالنونِ يكتبها بالنون (إذن). وهو مذهب المازنيّ وتلميذِه المبرَّد. وقال المبرَّد: (أشتهي أن أكوي يدَ من يكتبها بالألف لأنها حرفٌ مثل أن ولن). وعلى ذلك كثيرٌ من المعاصرين. واختارَه مجمع اللغة بالقاهرة. ومَن يقِف عليها بالألف يعتدّها تنوينًا لأن التنوين هو الذي يُبدل في الوقف ألفًا إذا كان نصبًا، فيرسمها (إذًا). وهو مذهب القرّاء. وشايعَهم عليه جماعة من النّحاة. وذلك لأنَّ الرسمَ مبنيّ على مراعاة حال الابتداء والوقفِ.
وحجّة من يقف عليها بالنون أنّها حرفٌ، والحروف لا يلحَقها التنوين لأنه من خصائصِ الأسماء.
وحجّة من يقِف عليها بالألف متابعةُ رسمِ المصحف لأنَّها رُسِمت فيه بالألفِ. ووقوفُ القرّاء عليها بالألف اتباعٌ للرسمِ.
وأرجّح كتابتها بالنونِ للحجّة التي بيّنتُ. فأمّا رسمُها بالمصحف ألفًا فلا يُحتجّ به لأن في رسم المصحف أشياءَ كثيرةً خارجةً عن حدِّ القياسِ لا علةَ لها لائحةً. وقد يجوز أن يكونو رسموها فيه ألفًا لأن نطقَ النون والتنوين في الوصلِ سواءٌ. هذا مع شِدّة التشابه بين (إذا) الشرطية و(إذًا) الحرفية الناصبة للفعلِ حتّى زعم بعضهم أن الناصبة اسمٌ، ولم يُعمِلو الأصلَ الإملائيَّ الذي يجعلُ الاعتداد برسم الكلمةِ في حال الابتداء والوقفِ. وأنا أذكر أمثلةً من رسم المصحفِ تشهَد لذلك، منها رسمهم ((أيُّهَ المؤمنون)) بحذف ألف (أيّها) رعاية لحال الوصل. ولم يعبئو بحال الوقف. ولو فعلو ذلك لأثبتوها إذْ كانت الألف تُنطق في الوقف، وإنما حُذفت في الوصل لالتقاء الساكنين. ومنها رسمهم ((ويدعُ الإنسان)) بحذف الواو، و((وسوف يؤتِ الله المؤمنين)) بحذف الياء لهذه العِلّة.
علَى أن من يرسمها نونًا وهو مُقِرّ بأنها تُبدلُ ألفًا في الوقف كالتنوينِ له أن يحتجّ بأنّ ذلك مُشبّه بالتنوين، وليس تنوينًا حقيقةً، لأن التنوين لا يَلحق الحروف. ومتى كان ذلك حسُن أن يُفصَل بينه وبينَ الاسم حتى لا يُتوهّم أنه تنوينٌ، فيُرسمَ نونًا. وكذلك يقال في نون التوكيد الخفيفة في نحو ((لنَسفعنْ بالناصيةِ)).
وللفرّاء مذهب ثالثٌ، وهو التفرقة بين أن تُعمل، فتكتب نونًا، وبين أن تُهمَل، فتكتب ألفًا.
70. ما معنى النجد في اللغة ؟
الجواب/ لعلك تراجع المعجم في هذا.
71. هل تنصحون ان نقرأ مجموعة كتب متتابعة لمؤلف معين مثل كتب علي الطنطاوي ولاسيما أني احببتها ام تفضلون التنوع بين المؤلفين فأنا لدي مجموعة كتب لمؤلفين مختلفين ومن ضمنهم كتب علي الطنطاوي
الجواب/ التنويع أنفع.
72. استبدال أهل جنوب المملكة لـ"هذه" بـ"ته" في الإشارة الى المؤنث .. صحيح أم خاطئ؟
الجواب/ صحيح، فهي لغة من لغات اسم الإشارة للمؤنث.
73. هل يراعى التخفيف عند كتابة الهمزة؟
الجواب/ نعم، يراعَى مذهب التخفيف في كتابة الهمزة، فتُكتب بحسب ما تئول إليه إذا خُفّفت.
74. كيف ترى كتاب التيجان في ملوك حمير؟ قرأت أخبارا منكرة في ذكر أبناء أبي ذؤيب؟
الجواب/ هذا الكتاب مشحون بالأخبار المكذوبة والأشعار المصنوعة.
75. متى نستخدم هذه العلامة أثناء الكتابة (=) ؟ مع التمثيل بعد إذنك :)
الجواب/ لا أرى أن تُستعمل.
76. شيخنا الفاضل ما رأيك بكتاب ياقوتة الصراط لغلام ثعلب ؟ وما طبع من كتب غلام ثعلب؟
الجواب/ المطبوع من كتبه فائت الفصيح، والعشرات في غريب اللغة، وياقوتة الصراط، والمُداخَل، والمقصور والممدود، ويوم وليلة، والفرق بين الظاء والضاد.
أما الشق الأول من السؤال فمُبهَم مجمَل.
77. كثيرًا ما نرى العلماء يقولون "الكل" و"البعض" بلام التعريف؟ أيجوز هذا في فصيح الكلام؟
الجواب/ أجاز ذلك كثير من النحاة. ومنعه آخرون.
والبتّ في مثل هذه المسائل العويصة التي طال اشتجار العلماء فيها محوِجٌ إلى تحقيق دقيق تستوفَى فيه جميع أدلّة السماع وتناقَش، وتُنفَض فيه عامّة وجوه القياس المحتمَلة وتحرَّر.
78. هل يجوز إدخال "أل" على غير؟
الجواب/ جمهور النحاة يمنعون ذلك. ولسيبويه نصّ واضح في المنع. وأجازه قِلّة منهم.
وهي مسألة تحتاج إلى تحقيق أصوليّ موسّع.
79. السلام عليكم, قال عنترة: فسينبيكِ أنَّ في حدِّ سيفي = ملكَ الموتِ حاضرٌ لا يغيبُ ما إعراب "حاضر" و هل يجوز نصبها حالا؟
الجواب/ وعليكم السلام.
في هذا البيت أربعة أوجه:
1-(أنّ في حدّ سيفي ملكُ الموتِ حاضرٌ) برفع (ملك) مبتدءًا و(حاضر) خبرًا. وتكون الجملة في محل رفع خبرًا لـ(أنّ). و(في حد سيفي) متعلّقان بالخبر. واسمها ضمير الشأن محذوف. وهذا جائز في ضرورة الشّعر.
2-(أن في حدّ سيفي ملكَ الموتِ حاضرًا) بنصب (ملك) اسمًا لـ(أنّ) و(حاضرًا) حالًا من خبرِ أنّ المتقدّم (في حدّ سيفي).
3-(أنّ في حدّ سيفي ملكُ الموتِ حاضرًا) برفع (ملك) على أن يكون مبتدءًا خبرُه الجار والمجرور (في حدّ سيفي). و(حاضرًا) حالٌ من الخبر. والجملة في محل رفع خبر أنّ. واسمها ضمير الشأن محذوف. وهذا خاصّ بالشّعر.
4-(أنّ في حدّ سيفي ملكَ الموت حاضرٌ) بنصب (ملك) اسمَ أنّ ورفع (حاضر) خبرًا لها. و(في حد سيفي) متعلّق بالخبر (حاضر). وتقدّم معمول الخبر على الاسم والخبر جائز عند سيبويه. ومنعه الأخفش.
وأجودُ هذه الأوجه الوجه الثاني لاتفاقهم على جوازِه ولرُجحانِ نصب (حاضرًا) على الحالية دون الخبرية لأنك لو وقفتَ على (ملك الموت) لتمّ الكلام.
هذا مع التنبيه على أن هذا البيت مصنوعٌ على عنترة.
80. هل كان الفاضل أبو تراب زميلكم في الدراسة ؟
الجواب/ لا، لم يكن زميلًا لنا، فهو أسنّ منّا.
غير أنه من الأصدقاء الأوِدّاء البرَرة. وهو أستاذ لنا في صدق المحبّة للعلم والجدّ فيه وحفظ الوقت من المُلهيات. وقلّ من يقاربه في سعة اطلاعه على كثير من الفنون، بل ربّما قرأ في الفنّ الواحد ما لم يقرأه كثير من المتخصصين فيه.
81. فضلا هل يصح تعرَّف على الشيء أم الصواب تعدية الفعل بنفسه أو بإلى ؟
الجواب/ يقال في هذا المعنى (عرفَه) و(تعرَّفه) و(تعرّف إليه). وبينهنّ فروقٌ.
أما (عرفَه) فمعناه أوقع المعرفة عليه، فصار عنده معروفًا بعد إذْ كان مجهولًا.
وأمّا (تعرّفه) فمتعدّ إلى واحدٍ كـ(عرفَه)، بيدَ أنه مطاوع (عرّفه كذا) المتعدي إلى اثنين، ومنه قوله تعالى ((عرّف بعضَه وأعرضَ عن بعضٍ)) وحذف المفعول الأول، فإذا قلتَ (تعرّفت الرجلَ) فكأن شيئًا ألقَى في رُوعِك طلبَ معرِفته، فتطلّبتَها شيئًا فشيئًا حتى أدركتَها. وهي بهذا تفارق معنى (عرفه) لدلالة بناء (تفعَّلَ) على قَبول التكثيرِ. وعلى هذا جاء قول طَريف العنبري:
فتعرّفوني إنني أنا ذاكمُ ** شاكٍ سلاحيَ في الحوادثِ مُعلمُ
وتقول (عرفتُ المسألة) إذا فقِهتَها بسهولةٍ، و(تعرَّفتُ المسألة) إذا تكلّفتَ ذلك وحاولتَه حتى عرفتَها وأسمحَتْ لك.
أما (تعرَّف إليه) فهو مطاوع (عرَّفتُ الشيءَ) إذا جعلتَه معروفًا كقولك (عرّفتُ فلانًا فتعرَّف)، فإذا قلتَ (تعرّفتُ) فمعناه (صرتُ معروفًا) فإذا وصلتَه بـ(إلى) فقلتَ (تعرّفتُ إلى فلان) فمعناه صِرت معروفًا عنده. ومن المعلوم أن (إلى) تدُلّ في أصلِ وضعها على الغايةِ. وهي في هذا المثالِ لا تفيد هذا المعنى لأن الغائيّة إنما تصِحّ في الحدث الذي يقع على مكانٍ ممتدٍّ من الأرضِ يبدأ فيه من موضعٍ، وينتهي عند موضعٍ آخر منه كـ(مشَى)، فإن المشيء لا يتحقّق معناه حتّى يجري في رُقعة من الأرضِ. ولا يمكن أن يمشي الإنسان وهو ثابتٌ في مكانِه إلا في عصرنا هذا العجيبِ.
فمن هنا جاز أن تقول (مشيتُ إلى المسجدِ) مثلًا.
والتعرُّف أي كونُ المرء معروفًا لا يصدُق عليه ما يصدُق على المشي ونحوِه، وإنما يُراد بـ(إلى) فيه الاتّجاهُ. وذلك من قِبَل أن الغايةَ تستلزِم هذا المعنَى لأن كلّ من قصدَ إلى شيءٍ وجعلَه غايتَه فلا بدّ أن يكون وجهُه إليه. وإذن فقولك (سأتعرَّف إلى فلان) معناه سأكون معروفًا عند فلانٍ لا غيرِه، فأفادت (إلى) النسبة إليه. وهي في هذا نظير قولهم (وقف إلى فلان، وجلس إليه)، فإن الوقوف والجلوس يقعان في مكان واحدٍ خلافًا للمشي، فـ(إلى) فيهما خارجةٌ عن معنى الغائية إلى الدلالة على القصد والاتجاه والنظر لأن هذه المعاني من لوازم الغائية كما بيّنتُ. وفي الحديث (تعرّف إلى اللهِ في الرّخاء يَعرِفك في الشدّة) أي اطلبْ أن تكون معروفًا عنده في الرخاء باتّباع أوامره واجتناب نواهيه ليعرفَك في الشدّة. وليس المعنى اعرِفِ الله في الرّخاء.
وإذن فقولك: (تعرّفت فلانًا) معناه عرَفته بعد التماس، فالتعريف واقع عليه. و(تعرّفت إلى فلانٍ) بمعنى صرتُ معروفًا بالنسبة إليه، أو التمستُ أن أكون كذلك بتقديم نفسي إليه.
وقولهم (تعرّفت عليه) كما يشيع عند المعاصرين خطأ لا يُسنده سماعٌ ولا قياسٌ.
82. شيخنا المفضال - جزيت الجنة -، هل قرأت الكتب المشكولة - بصوت مرتفع -لوحدي تكفي لأن تجعل كلامي لا لحن فيه ؟
الجواب/ تقوّي الملكة، ولكن لا تكفي لغلبة اللحن في كلام الناس اليوم. وهو من ما يُخلّ بها، وينقضها، فلا بدّ من إتقان قواعد النحو مع كثرة التمرّن وتعويد اللسان نطقَ الكلام الفصيح المعرَب.
83. الشيخ الفاضل، فضلا لو انتخبت لي قاموسا للعربية لغرض المطالعة اليومية والقراءة فيه باستمرار.
الجواب/ إن أردت شاملًا مختصرًا فمختار الصحاح للرازي.
وإن لم يكن من شرطك ذلك فإصلاح المنطق لابن السكيت.
84. هل نقول سلمت على (أبا الحكم أم أبي الحكم) إذا كان (أبا الحكم) علما وليس كنية ؟
الجواب/ الكنية علم.
وأيًّا ما يكن فالوجه أن تقول (سلمت على أبي الحكم). ولو قلت (على أبا الحكم) لجاز على لغة لبعض العرب.
85. هلَّا أدليت برأيك في الكاف الاستعمارية\الدخيلة؟ جزاك الله خيرًا
الجواب/ هي كما قلتَ كاف استعمارية دخيلة لا يصحّ استعمالها.
86. أيهما أفصح : إهداء لفلان أو إهداء إلى فلان؟
الجواب/ الأصل في الفعل (أهدى) أن يتعدّى بـ(إلى)، فتقول: (أهديتُ إلى فلان هديّةً) كما قال النابغة:
نُبّئتُ زُرعةَ، والسفاهةُ كاسمِها، ** يُهدي إليّ غرائبَ الأشعارِ
وذلك أن معنَى الإهداء يقتضي أن يكون له غايةٌ مكانيّة ينتهي إليها، وهي المُهدَى إليه، لا يتحقّق هذا المعنى إلا بذلك لأن الهديّة تبدأ من المهدِي، وتُجاوزُه حتّى تتّصِل بالمهدى إليه.
ولكن يجوز لك أن تقول (أهديتُ له) باللامِ على تأويلينِ:
1-أن تريد باللام المِلْك لأنّ هذه الهديّة قد صارتْ بتناولِه لها مِلكًا له.
2-أن تكون دالّةً على الغايةِ كـ(إلى)، فتخرج بذلك عن أصلِ وضعِها لعلّةٍ مليحةٍ. وذلك أن اللامَ تجيء في أصلِ وضعها بمعنى التعليلِ، وغايةُ الشيءِ المكانيّة تستلزِم أن تكونَ أيضًا عِلّةً له، ألا ترى أنك إذا قلتَ: (سافرتُ إلى مكةَ) فـ(إلى) هنا غائيةٌ لأن معنى السفَر ينقطعُ إليها من جهةِ المكانِ، وهي أيضًا باللزومِ عِلّة للسفَر لأنّك لم تسافر ووجهُك إليها إلا من أجلِ أن تصلَ إليها، فكما أنها غايةٌ فهي أيضًا عِلّة وسببٌ، فلو قلتَ (سافرت من أجل مكّة) لصحّ الكلام لأن قصدَها هو الذي بعثَك على إنشاء السفّر.
فلما كانَت الغائية تستلزِمُ التعليلَ جاز أن تَخرج اللامُ عن أصلِ وضعها، وتطّرِدَ إفادتُها للغائيّة كما تفيدُها (إلى)، فيتعاورَا في الدلالة على هذا المعنى، فتقول (سرت إليه وله، ومشيت إليه وله وذهبت إليه وله، وهَديته إلى الطريق وله). وقسْ على هذا.
وبينهما أيضًا وجوهٌ أخَرُ من التشابَه لا يتّسع هذا الموضع لبسطها.
وهذه سبيلُ كلّ حرفٍ استُعمِل في غير معناه الأوَّل، فإنك لا بدّ أن تجِد له مخرجًا حسنًا سائغًا إن لمَستَه. ومعاذ اللهِ أن تكونَ الحروف قد تتناوَبُ اعتباطًا لغيرِ سرٍّ ولا مَغزًى كما يزعم الكوفيّون.
وإذن تقول (إهداء إلى فلان) و(إهداء لفلان).
87. قلتم لا يصح قولي أتساءل طيب لو قلت: يتساءل طه حسين .. ما هو الصواب؟ بلفظها؟
الجواب/ الصواب (يسأل) أو (يُسائل) كما قال الشاعر:
أتتنا تسائل ما بثّنا ** فقلنا لها: قد عزمنا الرحيلا
88. ما أفضل طبعات لسان العرب؟
الجواب/ أفضلها طبعة دار المعارف وطبعة دار صادر. وبعضهم يذكر أن طبعة دار المعارف أصحّ وأجود. والفصل بينهما يحتاج إلى قراءةٍ موازِنة دقيقة.
89. أبا قصي، وجدت الغريب المصنف بتحقيق صفوان داوودي، ما رأيك بتحقيقه ؟
الجواب/ هذه أجود طبعات الكتاب.
90. هل يجوز استعمال كلمة على غير معناها إذا شاع ذلك، مثل كلمة (بساطة) التي يقصد بها السهولة والتفاهة؟
الجواب/ الشيوع لا يجعل الباطل حقًّا. واستعمال البساطة بهذا المعنى الشائع غير صحيح. وسبق أن بيّنت هذا.
91. في الأدب العبرة بقراءة كتب كثيرة أم بتكرار كتب محددة ؟
الجواب/ أفضّل تكرار الكتاب الجيّد مرارًا. ووجدته أنفع من قراءة كتب كثيرة مرة واحدة.
92. ما رأيك بتحقيق محمد عثمان الذي طبع بمكتبة الثقافة لأصول ابن السراج ؟
الجواب/ محمد عثمان طبعاته تجارية.
93. كيف نكتب مهيآت أو مهيَّئَات، ومنشآت أو منشَئَات، بارك الله فيكم
الجواب/ القدماء يكتبونها مهيئات ومنشئات من غير سِنّ. والمعاصرون يكتبونها مهيآت ومنشآت. وسبق تفصيل هذا.
94. هل توضع علامة التعجب بعد كل نداء؟
الجواب/ لا أرى هذا.
95. فضلا أستاذي أريد إجابة، هل اسم علي اسم منقوص ولماذا يعرب بالحركات الظاهرة في مثل قام علي وموسى وموسى قدرت لماذا؟
الجواب/ (عليّ) ليس اسمًا منقوصًا لأن من شرط المنقوص أن يكون آخره ياءًا مسبوقة بكسرة، و(عليّ) ياؤه مسبوقة بسكون. ولهذا يُعرب بحركات ظاهرة.
أما (موسى) فمقصور لأن آخره ألف. وتُقدّر عليه حركات الإعراب.
96. هل يجوز تشديد السكون آخر الكلام كأن يقال : جاء فلان القوي بتشديد الياء المسكنة
الجواب/ إذا وقفت على المشدّد الآخر مثل (القويّ) فالوجه أن تنبر ما قبل آخره للدلالة على أن الأصل التشديد كما يوقف على قوله سبحانه ((وكل أمر مستقر)).
97. أهم الكتب في فن الإملاء وعلامات الترقيم, ما هي ؟
الجواب/ من أهمّ كتب الإملاء:
-باب تقويم اليد من كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة. وهو أقدم ما وصل إلينا في الإملاء.
-كتاب الخط لابن السرّاج. وهو أقدم كتاب مطبوع في الإملاء. وقد نُشر في مجلة المورد.
-الخط للزجاجي.
-الكِتاب لابن درستويه.
-باب الهِجاء لابن الدهّان. وهو باب من الغرة له طُبع مستقِلًّا.
-باب الخط في الشافية لابن الحاجب، وشرح الرضي له.
-كتاب الهجاء لأبي حيان. وهو جزء من التذييل والتكميل له طُبع مستقلًّا.
-باب الخط في همع الهوامع للسيوطي.
-المطالع النصرية لنصر الهوريني.
-رسم المصحف لغانم الحمد.
-مشكلة الهمزة العربية لرمضان عبد التواب.
أما علامات الترقيم: فرائدها كتاب أحمد زكي باشا (الترقيم وعلاماته في اللغة العربية).
98. في الحديث: «من يرد الله به خيرًا= يفقهه في الدين»، لِمَ لم تُدغَم الهاء في الهاء مع أن الأولى ساكنة؟ وكذلك في قولهم: أنتَ لَمْ تَعْرِكَّ الحياة، هل الصواب الإدغام أو الفصل؟ شكر الله لكم...
الجواب/ هي مدغمة في الحديث لأن الفعل جواب الشرط مجزوم، فتقول (يفقههُّ).
أما (لم تغرّك) فيجوز الإدغام. وهو لغة نجد. ويجوز الفكّ (لم تغرُرْك). وهو لغة الحجاز. وقد جاءت اللغتان في القرآن، قال سبحانه ((ومن يشاقّ الله)) في الحشر، و((ومن يشاقق الله)) في الأنفال.
99. ما معنى قولهم: «الظاء المشالة»؟
الجواب/ لعلها من قولهم (أشال الشيءَ) إذا رفعه، فكأنها رُفِعت بالعصا المرسومة عليها. وهم يقولون ذلك تمييزًا لها عن الضاد المعجمة كما قالو (الباء الموحدة، والخاء المعجمة) ونحو ذلك.
100. ما ضوابط ما يجمع بالألف والتاء؟/(ماهي الأسماء التي يجوز جمعها بالألف والتاء؟)
الجواب/ تجدها مذكورة في باب جمع المؤنث في كتب النحو والصرف.
101. لماذا نكتب التسمية بهذا الشكل بسم الله وليس بهذا الشمل بإسم الله
الجواب/ تُحذف همزة الوصل من البسملة في قول العلماء تخفيفًا. والرأي أن ذلك من ما بقِي من الرسم القديم إذ كان لا يُثبت الألفَ. ولم يرُدّو الهمزة المحذوفة في ما بعدُ لشهرة البسملة، وشِدّة الإلْف لها، واعتيادِ العيون مرآتَها، فتحصّنت بذلك من تغيير صورتِها خلافًا لغيرِها. ومثل هذا لفظُ الجلالة (الله) و(الرحمن) ونحوها.
102. يقال أن حروف الجر تستبدل بعضها ببعض وهذا القول يتفق ويختلف فيه كثيرون ما رأيك
الجواب/ هذا قول الكوفيين. ولا يصِحّ. وهو مقتضٍ لإفساد اللغة وتداخل المعاني.
103. السلام عليكم شيخنا بوركت انا سأقرأ في كتب الأدب فهل تنصحني ان ابدأ بكتب المتقدمين ثم انتقل للمتأخرين أم العكس
الجواب/ وعليكم السلام.
التنويع بينهما أفضل.
104. كيف لي يا شيخ أن أعرف أفضل التحقيقات للكتب هل هناك قاعدة اتّبعا لمعرفة أفضل المحققين
الجواب/ القاعدة في ذلك سؤال المختصّ بالعارف بالفنّ عن كلّ كتابٍ.
على أنه قد يُعرف ذلك أيضًا باسم المحقّق، والدار الناشرة، ولكن هذا ليس مطردًا، فربٍ محقّق مذكور بالجودة والإتقان أخلّ في بعض تحقيقاته. وربّ دار معروفة بحسن التخيُّر وتمام التنقيح قصّرت في بعض منشوراتها.
ومن المحققين المقدّمين في العربيّة على سبيل التمثيل عبد العزيز الميمني ومحمود شاكر وعبد السلام هارون ومحمود الطناحي ومحمد الدالي ورمضان عبد التواب وحسن هنداوي ومحمد علي النجار وحاتم الضامن وفخر الدين قباوة وغيرهم.
فهألاء كل تحقيقاتهم أو غالبها متقَن.
105. سلامُ الله عليكَ أستاذنا الجليل .. ما المقصودُ بعلوم اللغة وهل هي مُغايرةٌ لعلوم العربية ؟ إن أنعمتم عليَّ بتوضيح الفرق بينهما أسعد الله دهركم وأدام مودتكم ..
الجواب/ وعليكم السلام.
لا أجد بينهما فرقًا، فالأصل فيهما (علوم اللغة العربية)، فإن شئت اكتفيت بالموصوف، وإن شئت اكتفيت بالصفة.
106. هل الضريع من الضراعة ؟
الجواب/ قد يجوز أن يكون فَعيلًا بمعنى فاعل. والضراعة الذلّة. وذلك لأنه نَبت سَوءٍ مُنتِنٌ. أو يكون فَعيلًا بمعنى مُفعِل أي مُضرِع لأنه يُذِل آكلَه بأكلِه. وقد جاء فَعيل على هذا المعنى قليلًا كما قال عَمر بن معديْكرب:
أمِن ريحانة الداعي السميعُ ** يؤرّقني وأصحابي هجوعُ
107. أعلام البلدان كعُمان واليمن والكويت ولبنان وغيرها مذكرة أم مؤنثة؟ وهل يجوز فيها التذكير والتأنيث؟
الجواب/ أعلام البلدان والأماكن يجوز فيها على الصحيح التذكير على معنى المكان، والتأنيث على معنى البقعة، فتقول (هذا العراق، وهذه العراق) و(هذا نجد، وهذه نجد).
108. سلام عليك في قوله تعالى والخامسة أن غضب الله عليه إن كان من الكاذبين جاءت الخامسة مضمومة وفي قوله تعالى والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين جاءت منصوبة ما سبب اختلاف الحركة لنفس الكلمة؟
الجواب/ وعليكم السلام.
قُرئ برفع (الخامسة) الأولى في رواية حفص لأن (أربع شهادات) التي قبلها مرفوعة. وقُرئ بنصب الثانية لأنها معطوفة على (أربع) التي قبلها، وهي منصوبة.
هذا جواب قريبٌ. وفي المسألة تفصيل.
109. ما سبب كتابة التنوين -في بعض المذاهب- على الحرف ما قبل الأخير ؟
الجواب/ في رسم تنوين النصب ثلاثة مذاهبَ:
1-رسمُه على ما قبل الألف نحو (اشتريت كتابًا). وهو مذهب الخليل وأصحابه.
2-رسمُه على الألف نحو (اشتريت كتاباً). وهو مذهب اليزيدي. ورجّحه أبو عَمْر الداني.
3-رسمُ الفتحة على ما قبل الألف والتنوينِ على الألف نحو (اشتريت كتابَاَ).
وأصحّها في رأيي المذهب الأوَّل.
وتفسيرُه أنّ الرسمَ موضوع على الوقفِ والابتداء. وهذا أصلٌ مُهِمّ من أصولِ الرسمِ يغفُل عنه كثير من الناس.
ولمّا كانت الكلِمة يُوقف عليها بالألف المبدَلة من التنوينِ وجب أن تُكتَب وإن كنتَ إذا وصلتَ صيّرتَها تنوينًا. والتنوينُ، وكذلك سائرُ الحركات إنّما يُراعَى فيها حالُ الوصلِ لا الوقفِ خلافًا للأصلِ في الرسمِ، ألا ترى أنك إذا وقفت على قولك (جاء زيدٌ) سكنتَ الدالَ، ومع ذلك تُلحقها تنوينَ الضمّ اعتبارًا بحالِ الوصلِ.
فإذا تبيّن هذا ظهرَ أن رسم الألف في (كتابًا) إنما هو رعاية لحال الوقفِ، ورسم التنوين إنما هو اعتداد بحال الوصلِ، والألف في الوصل تنوينٌ، فرجعَ أمرُ تنوينِ النصب إلى تنوين الرفع والجرّ، فكما أنك فيهما تضع التنوينَ على الحرف الأخيرِ كذلك تفعلُ في تنوينِ النصبِ.
وإذن فلا تعلّق للألف بالتنوين الذي أُبدِلت منه، وليست حالاهما بواحدةٍ فيوضعَ التنوين على الألف كما زعم اليزيديُّ لأن التنوين يُبنى على حال الوصل، والألفَ تُبنى على حال الوقف.
وشبيهٌ بهذا الاسم المنقوص في الرفع والجرّ، فإنّ من العرب من يقف عليه بإثبات الياء، فيقول: (جاء قاضي)، فإذا وصل أسقطَها. ومن كانت هذه لغتَه فإنه يكتبها، فيقول مثلًا (جاء قاضٍي عادلٌ)، وينوّن الضادَ أيضًا. أما إثباته الياء فرعاية لحال الوقف. وأما التنوين فرعاية لحال الوصلِ. وعلى هذا يُحمَل ما جاء في (الرسالة) للشافعيّ. ولا يجوز أن يُظنّ أن لغته إثبات الياء في الوصل كما وهم بعضهم، إذ ليس هذا من كلام العرب.
110. هل تختلف كتابة يحيا الفعل عن الاسم العلم ؟
الجواب/ القياس كتْب (يحيى) العلم ك(يحيا) الفعل لأنه وإن كان قد أجري مُجرى الأسماء العربية، فأُميل في بعض القراءات، فقد وقع قبل آخره ياء، فانبغى كَتْبه على ألف (يحيا) كما يكتب (استحيا) و(سُقيا). وذلك كراهية لاجتِوار ياءين إحداهما مستعارة لا أصل، ولكن المعروف في الإملاء كتابته (يحيى) بالياء. ثم احتجّو لذلك بعلة الفرق بينه وبين الفعل. وهذه العلة تئول إلى علّة خشية اللبس لأنهم لم يلتمسو التفرقة إلا بعد خشية اللبس بينهما، وإن لّا كان مجرد التفرقة بين شيئين مختلفين لغير لبسٍ عبثًا محضًا.
وهذا القول فاسد. ويُردّ من ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ليس من شأن الرسم الفصل بين المتشابهات لأن الرسم نائبٌ عن اللفظ، وصورة له، فما لم يبيّنه اللفظ بنفسه فلا ينبغي أن يبيّنه الرسم. وهما في اللفظ شيء واحد كما هو معلوم.
الثاني: أن اللبس إنما يعرض بين المتماثلين اللذين تكثر بينهما الخلطة، ويستعمَلان في مواضع متشابهة. وشتان ما الفعل يحيا، والعلم يحيى. وما أظنهما يلتبسان قط في موضعٍ لأن الفعل لا يُسند إليه ولا يقع مواقع الأسماء، فإذا قلت: (يحيا كريم) لم يتوهّم أحدٌ أنك تريد الفعل. وإذا قلت (يا يحيا) لم يسبق إلى فهم أحد أنك ناديتَ الفعل إذْ كان الفعل لا ينادَى. وقِس على هذا ما شئتَ.
الثالث: أنه لو صحّ هذا المزعم، وسلّمنا بوقوع اللبس بين العلم الموافق للفظ الفعل، والفعلِ لكان يجب أن يُفصل بين كل ما كان على هذا النحو بعلامةٍ ما يُحدثونها، فيفرقو بين أحمد العلم، وأحمد الفعلِ، وكذلك يزيد، ويشكر، وغيرها.
ثم يلزمهم أن يفرقو أيضًا بين كل علم وما نُقل منه، فيخالفو بين محمود العلم، ومحمود اسم المفعول، وبين صَخر العلم، وصخر اسمِ الجنس. وكذلك فضل، وصالح، ومحمد، وكل علم منقول، إذ لا فرق بين القبيلين!
فتبين بهذا سقوط هذه الحجة التي أدلَو بها وزيفُها.
والحقّ أن مجيء (يحيى) على هذه الصورة منبتًّا عن نظائره ليس إلا اتّباعًا لرسم المصحف. ورسم المصحف ليس كله جاريًا على القياس.
ولهذا أرى كتابة (يحيا) العلم هكذا كما يُكتب الفعل.
111. أفضل ما مر بك من الكتب الحديثة في علمي النحو والصرف ؟
الجواب/ لم أرَ للمعاصرين في هذا شيئًا ذا بال، ولكن من أحسن ما رأيت دراسات لأسلوب القرآن الكريم لمحمد عضيمة، والنحو الوافي لعباس حسن، والمورد النحوي، والمورد النحوي الكبير لفخر الدين قباوة، والتطور النحوي لبرجشتراسر.
112. هل يصح : من سُنَن العرب في كلامهم ؟
الجواب/ نعم، يجوز (من سُنَن) جمع (سُنّة)، وهي الطريقة. و(من سَنَن) مفرَد بالمعنى نفسه.
113. هل يصح قول بعضهم " راق لي " ؟
الجواب/ لا يصح هذا، بل تقول (راقني) لأن المسموع تعديته بنفسه.
114. ما الأفصح والأقيس: سبع دلائل، أو سبعة دلائل؛ إذ قالوا: دلائل مفرد دليل لكنه جمع على دلائل كأنه توهم أن مفرده دليلة؟ أفتونا مأجورين
الجواب/ (دلائل) جمع دلالة لا دليل كرسالة ورسائل. وتقول في جمعها (سبع دلائل) نظرًا للمفرد والجمع. ولا يجوز (سبعة دلائل) قولًا واحدًا لأن المفرد والجمع كلاهما مؤنث.
115. ما الفرق بين القَصص والقِصص ؟
الجواب/ القَصَص اسم مفرد بمعنى المقصوص كالحسَب بمعنى المحسوب، والعدَد بمعنى المعدود.
والقِصص جمع قِصّة.
116. هل يمكن أن تأتي (مَن) موصولة بمعنى أنه لا يجزم الفعلان بعدها؟
الجواب/ نعم، تأتي موصولة نحو (من يأتيني أعطيه درهمًا).
117. بِعثة النبي - عليه الصلاة والسلام - أو بَعثة .. ؟
الجواب/ الصواب (بَعثة) بالفتح.
118. هل هي الحمد لله الذي أحيا نفسي أم أحيى نفسي ؟
الجواب/ الصواب (أحيا) لأن الألف وإن كانت رابعة فقد سُبقت بياء، فتُكتب على صورة الألف كراهية اجتماع مثلين أحدهما مستعار لا أصل.
119. هل لفظة الحرارة اسم جامد أم مشتق... بوركتم
الجواب/ (الحرارة) اسم جامد لأنها مصدر. والمصادر جامدة لا مشتقّة في قول البصريين.
120. قال محمود غنيم : أمسى كلانا يريد الغمض جفناهُ، ما ضبط عين (الغمض) ؟
الجواب/ (الغُمض) بضم الغين بمعنى النوم. ومنه قول حِطّان بن المعلّى
(لو هبّت الريح على بعضهم ** لامتنعت عيني من الغُمضِ).
121. هل يمكن أن تأتي أن مفتوحة بعد القول مثلا يقولون أنه كذا
الجواب/ نعم، يجوز هذا. وهي لغة سُليم، حكاها سيبويه في كتابه.
122. "اريد ان اسألك" ام اريد "ان أسئلك" ؟
الجواب/ فيها وجهان:
الأول: كتابتها (أسئلك). وهذا هو حاقّ القياس فيها. وهو أقدم الوجهين لأنك تخفّفها إلى (أسَلُك). والرسم موضوع على مراعاة مذهب التخفيف. ونظيرها (مسْئلة). ويلزم من يكتبها هكذا أن يكتب (يسأم) و(يلؤم) و(يزئر) هكذا (يسئَم) و(يلئُم) و(يزءِر).
الثاني: كتابتها (أسألك). وهذا هو الوجه المنقاد لقاعدة الأقوى المراد بها الاطّراد والتيسير. ويمكن أن يُحتج له بأمرين:
١-أن الكسائي يجيز تخفيف (أسأل) إلى (أسال) بإبدال الهمزة ألفًا، وقد حكى في (المرأة) (المرَاة)، فتكون بذلك جارية على مذهب التخفيف.
٢-أنها رسمت في المصحف في موضع واحد على ألف. وذلك في قوله تعالى ((يسألون عن أنبائكم)).
123. أحسن الله إليكم، هل من وجه لكتابة: عفا ودعا: عفى، ودعا؟ كما في بعض المخطوطات، وأين هو؟ أريد ضبط مسألة التقاء الساكنين في: منَِ الاستثناء، وفي الاستثناء؛ بتعليل اللغتين المذكورتين بثبات الياء وحذفها نطقا وياء المتكلم هل من تفضيل أو ضابط في فتحها وإسكانها فهما جائزان وفي كتب السنة مرة تفتح ومرة تسكن!
الجواب/ الشقّ الثاني من السؤال غير واضح، ويحتاج إلى إعادة صَوغ.
أما الأول، فلا يصح بوجهٍ كتابة الألف في آخر الفعل، والاسم الثلاثيّين ياءًا إلا إذا كان أصلهما ياءًا، ولو في لغة لبعض العرب.
وعلى هذا يجوز كتابة (دعَى) بياء لأن اللغويين نقلو أن من العرب من يقول: (دعيت)، فيجعل لامها ياءًا. ولا يجوز هذا في (عفَا) لأنه لم يُنقل فيها أصلٌ غير الواو.
أما عكس ذلك، وهو كتابة ما كان أصله ياءًا نحو (بنَى)، و(مشَى) بالألف (بنَا)، و(مشَا) فله وجه لأنه هو الأصل. وقد أجازه جماعة من العلماء، واختاره أبو علي الفارسيّ.
124. لمَ لِما لمه هل تجوز هذه الأوجه؟
الجواب/ نعم، كلها جائزة. وذلك أنه يجوز لك أن تقول: (لِمَا فعلت ذلك؟) بإثبات الألف. وقد قُرئ: ((عن مّا يتساءلون)). وقال حسان:
على ما قام يشتمني لئيم ** كخنزير تمرّغ في رمادِ؟
والأكثر حذفها. فإن حذفتها فلك في الوقف عليها وجهان:
الأول: أن تقف عليها بهاء السكت، فتقول: (لِمَه). فعلى هذا تكتبها بالهاء وإن وصلت لأن الرسم موضوع على الوقف، والابتداء.
الثاني: أن تقف عليها بغير الهاء، فتقول: (لِمْ)، فتكتبها كذلك للعلة السابقة.
125. يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً .. ويروغُ منك كما يروغ الثعلبُ .. من القائل؟
الجواب/ صالح بن عبد القدوس.
126. في إحدى المرّات، نبّهتنا دكتورتي الفاضلة أنّه من الأخطاء الصرفية الشائعة قولنا (قراءة إثرائية) وإنما الصواب هو: ثرائية.. لكني نسيت السبب في عدم صحّة الصياغة الأولى، لماذا لم تصحّ؟
الجواب/ لأن من المتعالم عليه عند المعاصرين أن (أثرى) فعل لازم بمعنى استغنى. ولهذا يخطئون تعديته، فلا يجيزون (أثريتُ الرجل)، و(هذا الكتاب يُثري طالب العلم).
وقد كنت أصبت له شاهدًا مسموعًا من كلام العرب لم يُوقف عليه من قبل. وكتبت في تصحيحه مقالة ستنشر قريبًا بإذن الله.
127. يجوز أن يقال "أبحث عن حذائَيّ ولكن هل يجوز أبحث عن أحذيتي أبحث عن حذائي وأنا أقصد التثنية إذ استعملت الجمع والمفرد؟
الجواب/ الأصل أن يقال: (أبحث عن حذاءَيّ) بالتثنية، ولكن يجوز الإفراد (حذائِي)، والجمع (أحذيتي). وهي نظير (العين)، فيجوز أن تقول: (بكت عينِي، وعيناي، وأعيني)، قال امرؤ القيس في الإفراد:
فقلت له: لا تبكِ عينُك، إنما ** نحاول ملكًا، أو نموتَ فنُعذرا
كأن عينِي وقد سال السليل بهم ** وعبرةٌ ما همُ لو أنهم أَممُ
وقال امرؤ القيس في التثنية:
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ** بسهميك في أعشار قلب مقتّلِ
وأما الجمع فيشهد له عموم القياس لأن التثنية جمع كما قال تعالى: ((وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث))، ثم قال: ((وكنا لحكمهم شاهدين))، لا (لحكمهما).
ولا يحضرني الآن شاهدٌ على جمع (عين) مرادًا به التثنية.
128. هل نقول: أخي الحبيب فيصلا أو فيصل؟ بوركتم أخانا الحبيب :)
الجواب/ كلاهما جائز.
أما النصب فعلى أن يكون عطف بيان على (أخي) المنصوب.
وأما الرفع فعلى أن يكون منادًى مستقلًّا كأنه قال: (يا أخي الحبيبَ، يا فيصلُ).
129. السلام عليكم ..أستاذنا الفاضل فيصل المنصور.. الصفة المشبهة تصاغ من الفعل اللازم .مع العلم أن لفظة =رحيم =صفة مشبهة وهي متعدية بدليل قولنا رحمه الله فهلا أزلتم عنا هذا الإشكال. بوركتم
الجواب/ وعليكم السلام.
(رحيم) على الأصح صيغة مبالغة ل(راحم)، فلا يكون هنا إشكال.
ويجوز أن تكون صفة مشبهة من (رحم) بعد نقله إلى (فعُل) اللازم للدلالة على المبالغة. وهو قياس.
130. هل من الخطأ أن يقال "مبروك" بدلا من "مبارك" باعتبار أنه ليس مأخوذًا من الفعل الثلاثي "بَرَكَ"؟
الجواب/ الصواب (مبارك). ولا يجوز (مبروك) لأن فعله (بارك) لا (بركَ).
131. السلام عليكم, ما أفضل تحقيق لأمالي المرزوقي ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
تحقيق يحيا الجبوري.
132. هل لكلمة "أولو" مفرد؟
الجواب/ لا مفرد لها من لفظها، فهي اسم جمع.
ولكن مفردها في المعنى (ذو).
133. متى تكون تاء التأنيث تاء فاعل ومتى تكون لا محل لها من الإعراب؟
الجواب/ لعلك تريد ما فرق ما بين تاء الفاعل للمخاطبة نحو (ذهبْتِ)، وتاء التأنيث الساكنة نحو (ذهبَتْ)؟
والجواب أن تاء الفاعل اسم ضمير له محل من الإعراب، وتاء التأنيث حرف لا محل له من الإعراب.
والذي يدل على ذلك أن تاء الفاعل لا يليها فاعل لأنها هي الفاعل. فأما قولهم: (ذهبتِ أنتِ) ف(أنت) توكيد، وليس فاعلًا بدليل أنه يجوز حذفه وإن لم يتقدمّ له ذكر.
أما تاء التأنيث فيليها الفاعل، تقول: (ذهبَتْ هند). وقد يكون ضميرًا مستترًا نحو (هند ذهبَتْ) أي هي.
فدلّ هذا على أنها حرف دالّ على تأنيث الفاعل وحسب لا اسم لأنها لو كانت اسمًا لوجب أن يكون لها محلّ من الإعراب، ولا محلّ كما بينّا.
134. هل يصح الجمع بين " أين + كاف الخاطب " بحيث تصبح كلمة واحدة " أينك " ؟ بمعنى هل تلحق الضمائر بأدوات الاستفهام؟
الجواب/ لا يصح هذا. وهو من الأخطاء المشتهرة. والصواب (أين أنت؟). وأسماء الاستفهام لا تضاف غير (أيّ).
135. قول: "اللهم اجمعنا في أعلى الجنة الفردوس" ما حكم دخول ألف ولام التعريف على جنة ؟
الجواب/ يجوز هذا، فتقول: (في أعلى الجنّةِ الفردوسِ) بجرّ (الفردوس) على أن تكون بدلًا من (أعلى).
136. ما رأيكم في كتاب: اللغة العربية معناها ومبناها؟
الجواب/ لم أستحسنه، ولا تعجبني طريقته.
137. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور هل يصح أن نقول ينوم في الإخبار عن فعل النوم بدل ينام ؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته.
لا يصحّ هذا.
138. هل يصح في اللغة إطلاق الذات على النفس ؟ مثل قولهم : سيرة ذاتية - تربية الذات ...إلخ.
الجواب/ نعم، تأتي (الذات) بمعنى نفس الشيء، وعينه، وحقيقته كما قال تعالى: ((إنه عليم بذات الصدور))، ثم قال خُبيب بن عديّ:
وذلك في ذات الإله، وإن يشأ ** يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّع
وكما قال الحماسي في إحدى الروايات:
ونحن بنو عمّ على ذاتِ بينِنا ** زرابيّ فيها بِغضة، وتنافسُ
139. أستاذي الفاضل هل صحيح ما قيل أنَّهُ لا يوجد في العربية ما يسمى بالضمَّة المقدَّرَة وكذا الكسرة وغيرها مما قيل فيها مقدَّرَة
الجواب/ أميلُ إلى هذا الرأي. وأعدّ كل ما لم يظهر إعرابُه مبنيًّا لأنه لا معنى لإعراب مقدّر لا يَظهر.
140. هل من ضابط لتحريك ياء المتكلم أو تسكينها إذ أُراها في كتب السنة مضطربة وهل هناك أفضلية؟
الجواب/ الأصلُ في ياء المتكلّم الفتح. والإسكان فرعٌ عنه. يدُلّ على ذلك أمران:
الأول: قياسها على نظائرها ككاف المخاطب.
الثاني: أنّ التحريكَ تثقيل، والإسكان تخفيف، فلو كان الإسكان هو الأصل لم يحرّكوه، لأن من عادة العربِ أن تفرّ من الثّقَل إلى الخفّة، وليس العكس.
وهما لغتان كثيرتان في كلامهم. وقد اختلَفت القُرّاء اختلافًا ظاهرًا في فتح الياء، وإسكانها في القرآن.
غيرَ أن الإسكانَ أشيعُ، وأجوَدُ. والحُجّة له أن العرب وإن كانو لا يستثقلون الياء المفتوحة إذا انكسَر ما قبلَها في الجملة كما في المنقوص المنصوب نحو (رأيت القاضيَ) فإنّهم قد يستثقلونها إذا لِحقتها عِلّة أخرى تدعو إلى التخفيفِ. ولهذا خفّفو نحو ياء (معديْكرب) لأنَّه لمّا اجتمع إلى الياء المتحرّكة وهي قد تُحتمَل ثِقلُ التركيب استوجبَ هذا تخفيفَها.
بل إنَّ من العربِ من يسكن ياء المنقوص في النصب، فيقول: (رأيتُ القاضيْ) مع ما لها من حُرمةِ الإعرابِ.
فلمّا كثُر استعمال ياء المتكلّم، وكانت تتّصل بالاسم، والفعل، والحرف مع كونِها حركةَ بناءٍ لا إعرابٍ خفّفوها بالإسكانِ. وهو أجود اللّغتين كما ذكرتُ. وقد يفضُلُ الفرعُ الأصلَ كما فضّلت (يا غلامِ) على (يا غلامي) وهي فرعها، وكما شاعَت (نِعْم، وبِئْس) دون (نَعِم، وبَئِس) وهي فرعُها أيضًا
141. كتب تنصحني بها في مجال الصرف؟ مع العلم أني أدرس في بداية الماجستير دراسات لغوية وأود التزود في هذه الإجازة
الجواب/ من الكتب المعاصرة (المغني في تصريف الأفعال) لعضيمة، و(علم الصرف) لقباوة [وطُبع من قبلُ باسم تصريف الأسماء والأفعال، ثم استكمَل فيه سائر أبواب الصرف، وطَبعه بهذا الاسم]، والقواعد والتطبيقات في الإبدال والإعلال لعبد السميع شبانة. وإن شئتَ المزيدَ في كتب التطبيق الصرفي فمعجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم للخراط، والمورد النحوي الكبير لقباوة.
ومن كتب المتقدّمين شرح الملوكي لابن يعيش، والممتع الكبير في التصريف لابن عصفور، وشرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الإستراباذي.
فهذه كافيةٌ إن شاء الله في إتقان الصّرف، وفهمه، والقدرة على تطبيقه.
142. ما هو أفضل تحقيق للمعلقات العشر لمَنْ أراد [الحفظ]؟
الجواب/ ظهَرت طبعةٌ حديثةٌ عن مؤسّسة البابطين حوَت المعلقات السبع. وقد اعتمدو فيها روايةَ أبي بكرٍ الأنباري. وهي من أفضلِ الموجودِ على هنواتٍ فيها.
أمّا المعلقات الثلاث الزائدةُ على السبع فتُستخرَج من (شرح القصائد العشر) للتبريزي.
وأنا مذ سنوات أعمَل على إخراج المعلقات السبع بجمع رواياتها عند المتقدّمين فقط من جميع المطبوع من كتبهم، ثم اختيار أجودها مع الترجيح المفصّل.
وقد قاربتُ أن أفرغ من مرحلة الجمع يسّر الله إتمام ذلك.
143. ما رأي أبي قصي في كتاب "إحياء النحو"
الجواب/ في هذا الكتابِ نَظرٌ، وتجديدٌ، وإعمالٌ للعقلِ أقدِّر جهدَه فيه وإن كنتُ لا أوافقُه على أكثرِه.
144. كئابة ام كآبة؟
الجواب/ القياس يقضي بكتابتها (كأابة)، ولكنهم كرهو التقاء مثلين أحدهما صورة للهمزة، فحذفوه، فصارت (كئابة) [من غير سنّ، ولكن لا تمثيل لها في المِجسّات الحاسوبية]. وهو رسم المصحف. وعليه المتقدّمون. ومن قياسه رسم (ءامن)، و(قرءان) هكذا.
والمتأخرون ينقلون الهمزة إلى الألف بعدها، ويصوّرونها مدّةً اختصارًا، فيكتبونها (كآبة) كما يكتبون (آمن)، و(قرآن) كذلك.
145. ما الصحيح في هاتين الكلمتين: أن نقول في صدر الجملة:((حسنًا))أم ((حسنٌ))
الجواب/ كلاهما صحيح.
أما (حسنٌ) بالرفع فخبَر على تقدير (هذا حسَنٌ).
وأما (حسنًا) بالنصب فمفعول به تقديره (رأيتُ حسنًا من القول)، أو (صنعتَ حسنًا)، أو (قلتَ حسنًا)، ونحوه.
146. كرما أحتاج إجابة عاجلة: أيهما أصح تعريفات أم تعاريف ولمَ؟
الجواب/ كلاهما جائز.
147. جعلكم الله موئلا لأهل العربية، وفيصلا لأهل اللسان. في قول العرب: "جاريةٌ شابة" هل يراد بهذا التقييد التأكيد أم التأسيس لمعنى جديد؟
الجواب/ المشهور أن الجارية بمعنى الشابّة فيكون النعت هنا توكيدًا.
ولكن ذكر الزمخشري في "شرح الفصيح" أن الجارية هي التي لم تتزوج وإن بقيت في بيتها ستين سنة. وعلى هذا يكون النعت تأسيسًا ليَخرج به الكهلة.
148. السلام عليكم أيها أصح: (فلان لا يصلح له إلا أبا - أبو فلان) مع التوجيه جزاك الله خيرا
الجواب/ وعليكم السلام.
الكلمة فاعل في هذه الجملة. ويجوز فيها الوجهان.
أما (أبو) فهي اللغة المعروفة لغةُ الإتمام. وهي لغة القرآن.
وأما (أبا) فلغة فصيحة ثابتة. وهي لغة القصر. وتُنسب إلى بني الحارث بن كعب، وغيرهم. وهم الذين يُلزمون المثنى الألف في أحواله كلها. وشاهدها قول الراجز:
إن أباها، وأبا أباها
قد بلغا في المجد غايتاها
وكلّ ما صحّ لغةً لبعض العرب فإنه يجوز القياس عليه.
149. يقول ابن عثيمين رحمه الله : (شكرا لتواجدك معنا) هذا خطأ الصواب أن تقول (شرا لوجودك معنا) هل كلامه صحيح ؟
الجواب/ الذي أراه صوابُ هذه الكلِمة إذا استِعملت بمعنى (التلاقي) لأن بِناء (فاعَلَ)، وفرعَه (تفاعلَ) يأتيان في ما جازَ أن يكون كلٌّ من المتشاركينِ فيه فاعلًا، ومفعولًا، نحو (ضاربَه، فهو مضارِب، ومضارَب إذا ضربَ كلٌّ واحد منهما الآخرَ. والمطاوعة منه تضاربا). وكذلك (واجده، فهو مواجِد، ومواجَد إذا وجدَ كلٌّ منهما الآخَر). و(وجدَ) يتعدَّى إلى مفعول واحد. وهو بمعنى (لقِيَ)، فكما يجوز أن تقولَ: (الرجلان تلاقيا) فكذلك يجوز أن تقول: (تواجدا). فإذا قلتَ: (المتواجدون في هذا المكان عشَرةُ رجالٍ)، فهو بمعنى (المتلاقون، أو الملتقون في هذا المكان عشرةُ رجال). والتلاقي يستلزِم معنى الحضور، وزيادةً.
فإذا استُعمِل في مثلِ ذلك فلا أرى فيه بأسًا لجريانِه على القياس. ولا يوهِنُه اشتراكُه اللفظيُّ مع قولهم: (تواجد الرجلُ) إذا أظهر الوجدَ لأن (التواجد) هنا من (الوَجد) لا من (الوجود)، وبِنية (تفاعلَ) فيه دالَّة على (التظاهر بالصِّفة) لا (التشارك).
150. (الأنانيَّة) هل لها أصل في كلام العرب؟
الجواب/ (الأنانيَّة) لا تصِحّ بهذا الوجه لأنّها منسوبة إلى (أنان) لا (أنا). وقد نبَّه عليها ابن كمال باشا (ت940) في (التنبيه على غلط الجاهل والنبيه)، قال: (ومنها لفظ الأنانية. وهي اختراع محض لا أصل لها). وشايعَه على ذلك ابن بالي القسطنطيني (ت992) في كتابه (خيرِ الكلام في التقصّي عن أغلاط العوامّ).
وصوابُ النّسبة إلى (أنا) هو أن يقالَ:
1-(أنِّيَّة) بتضعيف النون على قولِ البصريين الذين يرون أنها ثُنائية، وأن الألفَ مزيدةٌ في الوقف.
2-(أنِيَّة) بتخفيف النون. وهو وجهٌ آخَر مقيسٌ في الثُّنائيِّ.
3-(أنَويَّة) على قول الكوفيين الذي يَرون الكلِمة ثلاثيَّة الوضع.
ولك أن تستعملَ مكانَها (الأَثَرة)، فإنها بمعناها.
151. السلام عليكم، هل يصح عطف ضمير النصب على ضمير الرفع في الجملة الاسمية في نحو قولنا : نحن وإياكم متفقون على كذا، وهل يصح نصبه على المعيّة في نحو قولنا: اتفقنا نحن وإياكم؟. كما يصح
الجواب/ وعليكم السلام.
أما قولك: (نحن وإياكم متفقون) فـ(نحن) ضمير رفع منفصل، و(إياكم) ضمير نصب. والوجه أن تعطف عليه بضمير رفع مثلِه، فتقول: (نحن وأنتم متفقون)، ولكن يجوز (وإياكم) على أن يكون مفعولًا معه، وإن كانَ مرجوحًا لعدم الداعي الصناعي، أو المعنوي إلى ذلك.
أما (اتفقنا نحن وإياكم)، فجائز بلا ضعفٍ لأنه معطوف على ضمير متصل. ويجوز (اتفقنا نحن وأنتم) بسبب الفصل بـ(نحن).
152. هل يحتج بالحديث النبوي في القواعد النحوية والاستشهادات
الجواب/ الصحيح أنه لا يُحتجّ بالحديث النبوي في الجُملة إلا الأحاديث التي نقلَها اللُّغويون كالنضر بن شميل، والأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي عُبيد، وغيرِهم، فإنَّا نحتجُّ بها في اللُّغة، والنَّحو كما نَحتجُّ بروايتِهم عن العربِ سواء أصحَّ سندُها، أم لم يصحَّ، دونَ ما نقلَه غيرُهم، إذْ كان هألاء معنيِّين بضبطِ اللفظ، وحفظِه، وكانَ هو نفسُه لهم غايةً، وغرضًا، فلم يكونو ليُجيزو تبديلَه بما يقارِبُه. كما أنَّ عندَهم من التحقُّق بالعربيَّة، والعلمِ باللُّغة ما يعرِّفهم معانيَ الألفاظ، ومراتبَها، وطرائقَ العربِ في كلامِهم. هذا فوقَ ما تدعوهم إليه صنعتُهم القائمةُ على تتبُّعِ الغريبِ، والتحسُّس من الشاذّ، من صَونِ لفظِ الحديثِ، ونقلِه كما هو.
أما غيرُهم، فكثيرٌ مِنهم لم يكونو يرونَ بأسًا في رِواية الحديث بمعنَاه، قال سفيان الثوري: (إن قلتُ لكم إني أحدّثكم كما سمعت فلا تصدقوني، إنما هو المعنى). ثمَّ كانَ كثيرٌ منهم حتّى من لا يرى الروايةَ بالمعنى يلحَن في كلامِه كأهلِ عصرِه، فإذا روَى الحديثَ بالمعنى فلا يُؤمَن أن ينازِعه لسانُه إلى ما اعتادَه، فيغيّر بعض ألفاظ الحديثِ إلى قريبٍ من كلامِهم، فربّما جرَى في ذلك على لغةٍ رديئةٍ من لغاتِ العرب، وربّما خرجَ لحنًا صَردًا لا وجهَ له، وبخاصّةٍ أنَّه ليس عنده من الفِطنة في العربيَّة، والارتياضِ بها، وطول الدُّربة ما يُشعِرُه اليقظةَ من الوقوعِ في مثلِ ذلك.
ويدُلُّك على هذا أنَّ في كثيرٍ من الأحاديث من اللُّغاتِ الرديئةِ، والوجوهِ التي يعدُّها أيمةُ النّحو من اللَّحن ما لا يجوز أن يُّحملَ على من دون النبي عليه السلام، فكيف به وهو أفصحُ العربِ لسانًا، وأسراهم كلامًا؟!
من أجلِ هذا لم نرَ علماء النَّحو يحتجّون بشيء من الحديث على مسائل النَّحو. ومن عجبٍ أن كثيرًا من المعاصرين يتخذ هذا سُلَّمًا لعيبهم، ونقدهم، والطَّعن عليهم، وكأنَّ الحديثَ كان في زمنِهم عِلمًا خفيًّا محجوبًا لا يعلمُ به إلا نفَرٌ من الناسِ، وكأنَّ طائفةً منهم لم يَروُو الحديثَ، ولم يجالسو أهلَه، ويخالطوهم، ويسمَعو منهم كسيبويه مثَلًا الذي كانَ أول أمره طالبًا للحديث، وكأنَّهم كانو يُضمرون النِّفاقَ بحيث يؤثِرون أحاديثَ الأعراب على حديث النبي!
فإذا علِمنا معرفتَهم به حقًّا، وانتفَى عنهم كلُّ هذا فلا شكَّ أن تركَهم للحديثِ مع حاجتهم إلى الشواهدِ التي يستدلّون بها على الأحكامِ، ومع إيمانهم بالنبيِّ، ومحبّتهم له، ومعرفتهم بفضلِ كلامِه على سائر الكلام، أنَّ ذلك لعلَّةٍ مستسرَّةٍ في نفوسِهم لم يُبينو عنها لأنَّه لم يكن في عصرِهم من يماريهم فيها، ولأنها لم تكن موضع جدَلٍ، وخِصامٍ إذْ كانو كالمواطئين لهم عليها المسلِّمين لهم بها لما يعاينونه من دلائلِها الظاهرة، فإنه كما قال الهذليّ:
يرَى الشاهدُ الحاضرُ المطمئنُّ ** من الأمرِ ما لا يرى الغائبُ
ولو أنَّ المعاصرين صرفُو أنظارَهم، واستفرغُو مَيعتهم في بحثِ هذه العِلَّة، ودرْسها لكانَ أجدى عليهم، وأدنَى أن يهتدو، من الخَبط، والتجرّؤ، والإسراع إلى التخطئة، والتقوّل بلا عِلمٍ، فإنَّ الأوائلَ كانو أخبرَ بحديث النبي، وأبصرَ برواتِه، وأدرى بالآفات التي تعرضُ للرواية من مّن بعدهم، فلعلّةٍ مّا فعلو ذلك. وهو ما بيّنته في صدر كلامي.
وغفرَ الله لابن مالكٍ مرّةً أخرى!
153. مثال التنازع "ضربني وضربت زيدا" أشكل علي: إن أعملت الأول = أشكل عدم إضمار المفعول في الثاني مثل: قام وضربتهما أخواك. ويشكل أنه محتاج إلى فاعل وهو زيد ولكنه هنا منصوب. وإن أعملت الثاني= أشكل أن الأول محتاج إلى منصوب محذوف ولكنه هنا قد ذكر. وبارك الله فيكم
الجواب/ إن أعملتَ الأول في (ضربني، وضربتُ زيدًا) وجبَ رفع (زيد)، فتقول: (ضربني، وضربتُ زيدٌ) لأنه يطلبُه على جهة الفاعلية. والأصل إضمار المفعول، فتقول: (ضربني، وضربتُه زيدٌ). وهو الأحسن. ويجوز الحذف لأنه فضلة، فتقول: (ضربني، وضربتُ زيدٌ).
وإن أعملتَ الثاني، فقلتَ: (ضربني، وضربتُ زيدًا)، فلا يُشكِل عليه ذكر المفعول، وهو ياء المتكلم في (ضربني) لأنه إنما يجبُ حذفه إذا كان يعودُ إلى المتنازَع كقول: (ضربتُه، وضربني زيدٌ) لما يلزم منه من الإضمار قبل الذّكر لغير ضرورة لأن المفعول فضلة. أما (ضربني، وضربتُ زيدًا)، فياء المتكلم في (ضربني) إنما تعودُ إلى المتكلّم لا إلى المتنازَع (زيد)، فيجب ذكرُها.
وأنصح لك بقراءة هذا الباب في (الإيضاح في شرح المفصل) لابن الحاجب، فقد أجاد في عَرضِه، وتِبيانه.
154. أنشدك عن خير شروح المعلقات
الجواب/ للمبتدئ شرح الزوزني.
وللمتقدم شرح الأنباري.
155. شيخنا, هل ترى أن الحفظ يجب أن يكون بتكرار كثير, فوق المائة مرة مثلا, أم يكفي من التكرار ما تحفظ به النص و إن كان قليلا كعشر مرات.
الجواب/ الناس في هذا متفاوتون بحسب قوّة الحفظ، وكثرة المِران. ومهما يكن فكلّما كثرت مرار التَّكرار، وإن كان تم الحفظ ببعضها، فهو أثبت للحفظ، وأدوَم له، وخاصّة إذا كان ذلك في أزمان متفرّقة، إذ تردادُ الحفظ خمسين مرّة في خمسة أوقات متباعدة أفضل من ترداده خمسين مرة في مجلس واحد.
156. حسن الله إليكم، عند حذف ألف مئة، كيف نكتب أربعمائة، موصولة أو مفصولة، وهل من دليل أو إحالة بارك الله فيكم
الجواب/ في (أربعمائة)، ونحوها على الرسم المشهور خروج عن القياس من وجهين:
الأول: زيادة الألف في (مائة).
والثاني: وصل (أربع) بـ(مائة).
أما الألف فالرأي حذفها. وبه قال أبو حيان (ت745). ويكاد ينتهي إليه رأي المعاصرين.
وأما الوصل فلا مسوّغ له. فتكتبها في رأيي (أربع مئة)
وهذان الوجهان منفكان، فحذف الألف لا علاقة له بالفصل، والوصل، فقد يحذفها، ويصل الكلمتين، وهو ما عليه عامّة من يحذفها.
157. السلام عليكم / لفظ الجلالة في الدعاء هل يكتب بهمزة قطع أن وصل مثل [ رجوتك يا الله ]
الجواب/ وعليكم السلام.
هذا مبني على النطق. وفي ذلك لغتان: قطع الهمزة، ووصلها. فمن يقطعها نُطقًا يكتبها بالقطع. ومن يصلها يكتبها بالوصل.
158. من الأقرب إلى الصواب في مجمل المسائل النحوية الكوفيون أم البصريون؟
لكلٍّ منهم قِسطٌ من الصواب، وقِسطٌ من الخطأ وإن كان البصريون في الجملة أقربَ إلى الصواب.
159. أستاذي فيصل : هل تُستخدم لفظةُ (أنّى) كما في قولك : أنّى لي هذا .. هل تُستخدم لشيء بعيد مناله ؟ لأني أشعر أن أكثر سياقات الكلام الذي تستخدم فيه هذه اللفظة يكون فيه بُعد أكثر من لفظة (كيف)، فهل هذا صحيح ؟
الجواب/ (أنَّى) بمعنى (كيفَ) على الصحيح. والأصلُ إذا وقعت استفهامًا أن يُطلب بها الجواب، غيرَ أنَّها قد تخرجُ عن ذلك لغرض بلاغي. وذلك كقولِك: (أنَّى لي هذا؟) وأنت تريد الإخبارَ بامتناعه، واستحالته. وهو مجازَ مرسلٌ عَلاقته الملزوميَّة لأنك ذكرتَ السؤالَ عن الحالِ وأنت تريدُ لازمَه، وهو الجواب المذكورُ آنفًا، فكأنك تقول: (هذا ممتنعٌ مستحيلٌ). وقد يجوز هذا في (كيفَ) أيضًا.
160. أحسن الله إليكم، ما الصحيح في كتابة جمع دنيا (دنى/دنا)؟
الجواب/ يجوز فيها وجهان:
١-(دُنا). وهو الأصح لأن أصلها واو.
٢-(دُنَى). وهو مذهب الكوفيين، يكتبون كل ما كان مكسور الأول، أو مضمومه على صورة الياء، وإن كان أصله الواو، نحو (العِدى)، و(الرُّبى).
161. ما القول السليم في الفوائت اللغوية القطيعة والظنية ؟
الجواب/ القول الصحيح أنه فات كثير من اللغة قبل تدوينها. وهذا الذي عناه أبو عَمر بن العلاء، وابن فارس في كلمتيهما. وقد مات هذا بموت أهله. فلما اجتهد العلماء في حفظ اللغة، وتدوينها، فاتهم شيء، ولا بدّ، من اللغة أمكننا استخراج بعضه من الشّعر العربي القديم. وقد يجوز أن تبقى بعض الألفاظ لم تدوّن في المعاجم، ولم ترد في ما انتهى إلينا من الشعر، ولكن طول المدّة بيننا، وبين عصور الاحتجاج، وهي نيّف، وألف سنة (!) قمَنٌ أن تُودي بها، وأن تفسد الصالح منها.
وإذن فلا وجود لما يُسمى بالفوائت الظنية إلا في الوهم. ولولا ضيق الوقت، لبيّنت بالبراهين القاطعة بطلان هذه الدعوى، وانتقاضها من كل وجه، وأنها أخدوعة جازت على من لا معرفة له.
162. ما رأيك في هذه المقولة (من أراد أن يستقيم لسانه فليقرأ كتاب الكامل للمبرد بصوت عال)؟
الجواب/ صحيح، ولكن ليس هذا خاصّا بالكامل، بل يعمّ كل كتاب أدب رفيع.
163. أستاذنا القدير/ السلام عليكم ورحمة الله أرجو أن يصلك سؤالي وأنت بخير. وظيفتي بعيدة عن منزلي وأمضي وقتا طويلا في السيارة ذهابا وعودة. وأريد أن أتعلم النحو وأتعرض له (سماعا). فهل من شروح أو تعليقات صوتية ترى أنها نفيسة للمبتدئ في النحو أدمن سماعها فأستفيد؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته،
في الشبكة شروح صوتية كثيرة. ولعل بعض من سمعها، واستفاد منها يدلّك على أجودها. على أن في شروح ابن عثيمين النحوية نفعًا لعنايته بالإعراب، والتطبيق.
164. مرحبًا أستاذنا أبا قُصي .. كذاك أُدِبْتُ حتى صار من خُلُقي* أني وجدت ملاك الشيمة الأدب . إعراب الشطر الثاني
الجواب/ قوله: (إني وجدت ملاكُ الشيمة الأدبُ)
يروى مرفوع القافية. ورواه أبو تمام بالنصب ثانيَ بيتين لبعض فَزارة.
أما النصب، فلا إشكال فيه. وأما الرفع، فضرورة. وله تخريجات منها:
الأول: أن تجعل (وجدت) ملغاة مع تقدمها. وهذا ضعيف.
الثاني: أن تجعل (وجدت) عاملة معلقة عن العمل بلام ابتداء مقدرة.
الثالث: أن تجعل (وجدت) عاملة أيضًا، وتجعل مفعولها الأول ضمير الشأن، والثاني جملة (ملاك الشيمة الأدب). والتقدير (وجدته ملاكُ الشيمة الأدبُ) أي وجدت الشأن.
165. شيخنا من تنصح به من محققي كتب التراث النحوية غير هارون ومحيي الدين عبد الحميد وعبد الخالق عضيمة ومحمود شاكر والنجار؟
الجواب/ محمود شاكر لم يحقق كتاب نحو في ما أعلم. ويضاف إلى هألاء محمد الدالي، ومحمود الطناحي، وحاتم الضامن، وحسن هنداوي، وغيرهم.
166. نفع الله بعلمكم، لماذا كلمة مبنيّ ونحوها -ككلمة مقضِي-ّ لا تجعل من الأسماء المنقوصة فتحذف الياء منها مع أن اسم الفاعل منها تحذف الياء منه؟ (قاضٍ...)
الجواب/ (مقضيّ)، ونحوها ليست من المنقوص لأن ما قبل يائها سكون لا كسرة. وهو الياء الأولى، فإذا وقفتَ عليها، لم تجمع عليها حذف الياءين لأن هذا إجحاف.
167. لماذا يكره أكثر الطلبة النحو، هل هو بهذه الصعوبة؟!
الجواب/ لا أُنكِر أنَّ في النَّحو مقدارًا من العُسرِ، والاعتياصِ، ولكنَّ هذه طبيعةُ كلِّ عِلمٍ محكَمِ الصَّنعةِ مُداخَلِ الخلقِ شديدِ الأسرِ. وذلك أنه قد ناءَ بوضعِ علم النحو خواصُّ العلماء الموسومون بالذّكاءِ، والفِطنةِ، القارحِو البصيرةِ كالخليلِ بن أحمدَ الذي لم يكن بعدَ الصّحابةِ أذكَى منه، وسيبويهِ الذي أمسى يُعدُّ كتابه في النَّحو من مفاخرِ العلومِ كلِّها.
ثمَّ إنَّهم حينَ وضعُوه لم يكن غرضُهم من ذلك إفهامَ غثراءِ الناس، وغوغائِهم من مّن يستثقلون كدَّ النظرِ، وتستحسِرُ أذهانُهم عن كُلفةِ التفهُّم، وإنّما وضعُوه لنظرائِهم من أهلِ العِلم، وذوي العقولِ القابلةِ للتعلّم. بل ربَّما تعمّدَ بعضُهم الإعناتَ، والتعسيرَ ليَظلَّ الناسُ محتاجينَ إليهِ مفتقرين إلى عِلْمِه كالذي رَواه الجاحظُ عن أبي الحسن الأخفشِ. وقد ذكرَ سعيد الفارقيُّ (ت391 هـ) أن المُبرِّد إنما جعلَ المسائل المُشكلة في صدر كتابه (المقتضَب) (ليصونَه بها عن ابتذالِ مَن لم تبلغ طبقتُه قراءة مثلِه، ويَحوطَه فيها من تلاعب من قصرت رتبتُه عن التشاغل بشَكلِه... فرأى أن يُقدِّم في كتابه مسائلَ تصدّ من قصد له عن التعرُّض له إلا بعد إحكام أصولِها مِن سواه، وإتقانِ أبوابِها في ما عداه).
وقد كانَ عملُهم هذا سديدًا صائبًا لأنّهم لو شذَّبوا النَّحو، وتخوَّنوه بالحذفِ، والتسهيلِ مجاراةً لأفهامِ العامَّةِ، لعادَ هذا على بنائِه بالتقوُّضِ، وعلى نَسجه بالهَلهلةِ، ولخَرج رِخوًا رذْلًا لا يصمُد على وجه الدهر . ويجبُ أن يبقَى ذلك كذلك، وأن لَّا يدعَ المختصُّون فيه بعضَ ما هو مِنه، وتضيقَ به صدورُهم إذعانًا لرغباتِ الناس، ونزولًا عند حُكمهم.
ولكن النّحاةَ لم ينشبوا أن حملَهم استصلاحُ أمرِ العامَّة، وغيرِ المختصَّين على أن وضعوا لهم نحوًا تعليميًّا يلائِمهم، وجعَلوه وفَقًا لحاجاتِهم لا يشِفُّ عليها، ولا يقصُرُ دونَها. وهذا منهَج حسنٌ، ولكن على أن يبقَى النَّحو كما هو بأبوابِه، وشواهِده، وخلافاتِه، وعللِه تامًّا موفَّرًا للمختصِّين. ويكون لغير المختصِّين نحوٌ مهذَّبٌ ميسَّرٌ صالحٌ لهم.
علَى أنَّ هذا النَّحوَ التعليميَّ لا يعرَى من آفاتٍ، وهَناتٍ في طريقةِ تدريسِه. ومن أهمِّها في رأيي اثنتان:
الأولى: إغراقُ الطُّلابِ بتفاصيل النّحو، وفضول مسائلِه التي قلّما يحتاجون إليها في كلامِهم، ومخاطباتِهم، فيلتبسُ عليهم المهمُّ بغيرِه، ويتداخلُ الأصلُ، والفرعُ، فلا يَلبثون بعد مُديدةٍ أن يَنسوا الأصلَ، والفرعَ، أو ينسوا بعضَ الأصلِ، وبعضَ الفرعِ. وربما ثبتَ في صدورِهم الفرعُ، وسقطَ الأصلُ. وهذا أطمُّ، قال ابن المقفّع: (فإن كثيرًا من الناس يطلبون الفصول مع إضاعة الأصول، فلا يكون دركهم دركًا). ومتَى أرَّبَ الأستاذ على الأصلِ، وأدمن تَكرارَه، وإعادتَه، بقيَ في ذهنِ الطالبِ، فلا يضُرُّه بعد ذلك أن يذهبَ عليه ضبطُ بعضِ الفروعِ، أو نسيانها.
الثانية: قِلَّة التطبيقِ. وهذا خلَلٌ مستفحِلٌ، فكثيرٌ من مدرِّسي النّحو يُلقون إلى الطلابِ بالمسائلِ مجرَّدةً من وسائلِ تطبيقِها، فلا يقعُ في يدِ الطالبِ من النحو إلا حفظُ هذه المسائلِ، ولا يعرفُ كيفَ يستفيدُ منها، ويقومُ بينَه، وبينها حجازٌ منصوبٌ من الوحشةِ، والهَيبةِ، فإذا تكلَّم، أو كتبَ، لحنَ ما شاءَ أن يلحنَ. ولعلَّك لو فاتشتَه لوجدتَّه حافظًا لبعضِ المسائلِ التي من شأنِها أن تعصِمه من ذلك! والنَّحو مَلَكةٌ. ولا تستوي للطالبِ حتَّى يُكثِر من المِرانِ، والدُّربةِ، ويقشَع عنه غيايَة الخوفِ من المحاولةِ، ووهْم العَجز عن الفَهم...
وحتَّى يعانيَ مزاولةَ النصوص المتفاوتةِ من الكلامِ العربيِّ، ويُدفَعَ إلى مضايقِها. وما الذي يَمنع الأستاذ إذا فرغَ من درسِ الأسماء الستّة مثَلًا من أن يكلِّف كلّ طالبٍ من طُلّابِه بإحضار ثلاثة أمثلةٍ للأسماء الستة من القرآن في الدرس القادم، ويناقشهم فيها؟ وما الذي يَمنعُه أيضًا من أن يتلوَ عليهم قِصَّة ممتعةً، أو يُنشِدَهم قصيدةً متخيَّرةً، ويطلبَ منهم أن يقيِّدوا ما يمرُّ بهم من الأفعال الخمسة، أو الضمائر، أو جمع المذكر السالمِ، أو نائب الفاعلِ، ويبيِّن لهم أخطاءَهم فيها؟
فمثلُ هذه الطريقةِ في التعليمِ خليقةٌ أن تقرِّب النحو إلى الطُلّاب، وتحبِّبه إليهم، وتباعدَ عنهم صعوبتَه، وعُسرَه.
168. جزاك الله كل خيرٍ، من يقولوا باتصال أن ب (لا) أحيانًا وانفصالهما في أحيانٍ أخرى كيف يفرّقون بين الموضعين؟
الجواب/ أصحاب هذا الرأي يقولون: إذا كانت ناصبة، فتدغم، وتوصل، نحو (أردت ألا أذهبَ). وإذا كانت مخففة من الثقيلة، فتكتب منفصلة، نحو (أشهد أن لا إله إلا الله).
169. شرح للمعلقات السبع مبسط وجميل بأي كتاب تنصح ؟
الجواب/ شرح الزوزني. مع التنبيه على أن المبسّط في اللغة هو الموسّع.
170. نقول يالِ جمالها أو يالِجمالها
الجواب/ الصواب (يا لَجمالها).
171. ما أفضل طبعات التسهيل لا بن مالك ؟
الجواب/ التي بتحقيق محمد كامل بركات.
172. ما صحة قاعدة "كل ما انتهى بتاء مربوطة، جاز جمعه جمع مؤنث سالم" ؟
الجواب/ هذه قاعدة صحيحة مطردة.
173. أستاذنا ما أفضل طبعة لشرح ابن عقيل لألفية ابن مالك؟
االجواب/ لنسخة التي بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، وتحشيته.
174. يا شيخ هل المجاز موجود في لغة العرب؟
الجواب/ نعم. ولا ينكر ذلك إلا جاهل، أو مغالط مكابر.
175. كيف أفرق بين بين همزة الوصل وهمزة القطع في بداية الكلمة؟
الجواب/ إن كان عندك أثارة من سليقة صحيحة، فاعتبر ذلك بإدخال واو قبل الهمزة، فإن لم تنطقها، فهي همزة وصل نحو (واكتُبْ). وإن نطقتها، فهي همزة قطع نحو (وأكرِمْ). ولهذا كان الوجه في هذا المبحث أن لا يدخل في الإملاء لأنه جار على الأصل، إذ ليس بين منطوقه، ومكتوبه تخالف لولا فساد كثير من سلائق الناس، وانتقاضها.
فإن لم يتهيّأ لك ذلك، فاعلم أن كل همزة في أول الكلمة همزة قطع إلا أمر الثلاثي (اكتب)، وماضي الخماسي، والسداسي، وأمرهما، ومصدرهما (انطلقَ، انطلقْ، انطلاق) (استغفرَ، استغفرْ، استغفار)، وإلا الأسماء العشرة (اسم، است، ابن، ابنة، ابنم، اثنان، اثنتان، امرؤ، امرأة، ايمن)، ومن الحروف (أل) التعريف فقط.
176. ألاحظُ الكثير ممن يريدون النسبة إلى الثورة يقولون: "ثوري" مع أنّ هذه نسبة إلى الثور، ولا يقولون: "ثوروي"؛ لأنّ الثورة على وزن فَعْلة! أليس كذلك شيخنا وإمامنا؟ وكذلك مثلا: النسبة إلى البصرة، فهل نقول بصري أم بصروي؟
الجواب/ يجب حذف تاء التأنيث عند النّسب، فتقول في النسب إلى (الثورة)، و(البصرة): (ثوريّ)، و(بصريّ). ولا يصح بوجه زيادة الواو في مثل ذلك. والنسبة إلى (الثور)، و(الثورة) سواء. والسياق زعيم ٌبنفي الالتباس، وتعيين المراد.
177. السلام عليكم يا شيخ فيصل. أراك تستعمل في كلامك (ثمة) كثيرا، وأنا أثق بعلمك، وأظنك قرأت قول أبي البقاء في الكليات: إنها من قبيح لحن العامة. فهل قوله صحيح؟
الجواب/ وعليكم السلام.
أبو البقاء يذكر أنك إذا وقفت على (ثَمّ) الظرفية جاز لك أن تلحقها هاء السكت، فتقول: (ثَمّهْ). وذكر أن من لحن العامة نطقها تاءًا.
وما ذكره وجه صحيح جار على القياس لأنه يجوز في كل اسم مبني متحرك أن تلحقه هاء السكت في الوقف، ولكن نطقها بالتاء وصلًا، وكتابتها مربوطة (ثَمّة) لغة صحيحة خفيت عليه، وليست من لحن العامة. وقد رواها ابن سيدةَ [كذا على الصواب] في "المحكم". وهي مستعملة كثيرًا في كلام سيبويه، ومن بعده. ويجوز الوقف عليها أيضًا بالتاء على لغة طيّئ.
وفي بعض نسخ "المحكم"، و"اللسان" كُتبت "ثَمّت" بالتاء المبسوطة، ولعله خطأ في الرسم.
ومهما يكن، فلا شكّ أن نطقها في الوصل تاءًا صواب قطعًا خلافًا لما ذكره أبو البقاء في "الكليات".
178. ممكن مرجع وكتب تتحدث عن الدعاء له والدعاء عليه في كلام العرب ؟
الجواب/ أفرد بعض العلماء هذا الباب بالتصنيف. ومن ذلك كتاب أبي العباس ثعلب (ت٢٩١) "الأيمان والدواهي". وقد نقل منه أبو علي القالي في "أماليه ٣/ ٥٥"، أو نقله برمّته. كما أنشأ ابن السكيت (ت٢٤٤) في كتابه "الألفاظ" فصلين أحدهما في الدعاء على الإنسان، والآخر في الدعاء عليه.
179. أستاذنا الفاضل، هل كلمة "رواية" لا تصغّر لأنّها من الأسماء العاملة (مصدر)؟ فما قولك؟ نفع الله بك!
الجواب/ (الرِّواية) في الأصل مصدر (روَى يَروي). وقد منع بعضهم تصغير المصادر إلا إذا انتقلت إلى العلمية، أو صارت اسمًا غيرَ مصدر. والصحيح جواز تصغيرها مطلقًا إن احتمل المعنى كما يجوز على الصحيح جمعها. ولا متعلَّق لهم في دلالتها على القليل، والكثير، لأن المتكلم قد يحتاج أحيانًا إلى النصّ على التقليل، أو التكثير. وكما لا يمتنع أن تقول: (ضرب قليل)، فكذلك لا يمتنع أن تقول: (ضُريب) لأن معناهما واحد.
فأما (الرِّواية) مرادًا بها القصة الطويلة، فهي اسمٌ غير مصدر أصله المصدر لأنها بمعنى اسم المفعول (المرويّة)، فيجوز تصغيرها بلا نُكر. وتُصغَّر على (رُوَيَّة). والأصل (رُوَيِّيَة)، فاجتمعت ثلاث ياءات إحداها ياء التصغير، فوجب حذف آخرها. وهذا قانون مطرد من قوانين التصغير.
180. السلام عليكم ورحمة الله. انصحني -فضلًا- بكتابٍ في النحو لا أحتاج معه إلى غيره، عندي "التذييل والتكميل" لأبي حيّان، وأريدُ أفضلَ وأكثر تفصيلًا منه. هذا أوّلًا، ثانيًا: ما رأيكم بشرح الأشموني على الألفيّة؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله.
من الكتب المستوعبة في النحو التي إن حزتَها لم تكد تخرج عنها مسألة في النحو "التذييل والتكميل"، ولم يتمّ، و"ارتشاف الضرب" كلاهما لأبي حيان، و"المغني في النحو" لابن فلاح، وطبع منه جزء يسير، و"النهاية في شرح الكفاية" لابن الخباز، ولم يطبع كاملًا، و"تمهيد القواعد" لناظر الجيش، و"همع الهوامع" للسيوطي.
أما "شرح الأشموني"، فقد عوّل في أكثر مسائله على "شرح المرادي"، و"شرح الكافية الشافية" لابن مالك حتى إنه ربما نقل منها عدة أسطر نقلًا حرفيًّا، وربما تصرّف بالحذف، والزيادة.
وميزته من ثلاثة أنحاء:
الأول: أنه من أوسع شروح الألفية. وهو أوسع من شرح المرادي، وخاصة إيراد الشواهد.
الثاني: أنه مزج الشرح بمتن الألفية، فهو من هذا النحو صالحٌ لحافظها.
الثالث: أنه خُدِم بحاشية الصبان عليه. ومع ما فيها من حشو، وكلام لا طائل منه، فلا تخلو من فوائد نافعة.
181. ماذا نعرب "كبلى" في قول الناظم (و الحرف يعرف بأن لا يقبلا .. لاسم و لا فعل دليلا كبلى)
الجواب/ تعرب (بلى) اسمًا مجرورًا بالكاف، وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية.
فائدة: (بلى) هنا اسم علم على الحرف لا حرف. ولذلك يجوز أن يقع مبتدءًا، فيقال: (بلى حرف). ومثاله قول أبي زبيد الطائي:
ليت شعري، وأين منيَ ليتٌ ** إن ليتًا، وإن لوًّا عناءُ
182. ما معنى لا يجرمنكم؟
الجواب/ فيها وجهان:
الأول: أن تكون بمعنى لا يَكسبنّكم، يقال: (جرمَ فلانٌ أهلَه طعامًا)، فيتعدى إلى مفعولين، بمعنى (كسبهم طعامًا)، أي أكسبهم، فقوله تعالى: ((لا يجرمنكم شنآن قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا)) بمعنى (لا يكسبنكم بغضُهم الاعتداءَ) المفعول الأول كاف الخطاب. والمفعول الثاني (أن تعتدوا).
الثاني: أن تكون بمعنى لا يَحملنكم، يقال: (جرمَه على كذا) أي حملَه، فيتعدى إلى مفعول واحد، فيكون معنى الآية (لا يحملنكم بغضهم على الاعتداء)، فحذف (على) قياسًا لأن مجرورها (أن) المصدرية. والمفعول كاف الخطاب.
والوجه الأول أقوى من جهة الاشتقاق لأن الجرم في كلامهم راجع إلى معنى الكسب، يقال: (فلان جريمة أهله) أي كاسبهم.
غير أن الثاني هو المختار في الآية لظهور حرف الجرّ في الموضع الآخر في قوله: ((ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا))، إذ حملها هنا على معنى الكسب غير مستقيم لتعديه إلى اثنين.
183. السلام عليكم قال ابن جبير وهو يحكي مجلسا من مجالس ابن الجوزي : فحضرت مجلس رجل ليس من عمرو ولا زيد، وفي جوف الفراكل الصيد فما معنى الجملة الثانية؟
الجواب/ وعليكم السلام.
(الفراكل) كلمتان التصقتا، وهما (الفرا كلُّ). و(كل الصيد في جوف الفرا) مثل سائر من أمثال العرب. والفرا: حمار الوحش. وهذا المثل يُضرب في ما يغني عن سواه، ويتبيّن شرفه على غيره كما أن حمار الوحش إذا صيد لم يُحتج إلى غيره، فكأن غيره من الصيد في جوفه.
ولهذا التحريف في كلام ابن جبير نظائر طريفة منها أن رجلًا جاء إلى ثعلب، فقال له: يا سيدي، ما البعجدة؟ قال: لا أعرفها في كلام العرب. فقال الرجل: إني وجدتها في شعر عبد الصمد بن المعذّل حيث يقول:
أعاذلتي، أقصري ** أبعجدتي بالمنن
حكاها ياقوت.
ويُروى مثلها في (وليل كموج البحر)، وغيره.
184. السلام عليك، يا شيخ فيصل. هل يجوز حذف منعوت النعت السببي؟ فإن جاز، فهل يقوم مقامه ويأخذ أحكامه؟ وما الوجه في قولك: (قامت النساء المدّعَى عليهن) إذا حذفت المنعوت؟ أتقول: (قامت المدّعَى عليهن) أم (قمن) أم (قام)؟ شكر الله لك.
الجواب/ وعليكم السلام.
نعم، يجوز حذفه إن عُلِم، وجاز أن يلي العامل، نحو (مررت بضاحكٍ أخوه). ويأخذ أحكامه.
وإذا قلتَ: (قامت المدّعى عليهنّ) تريد النساء، فيجوز لك ثلاثة أوجه:
الأول: أن تقول: (قامت المدّعى عليهنّ).
الثاني: أن تقول: (قام المدّعى عليهنّ) لأن (النساء) اسم جمع، فيجوز لحاق التاء لفعله، وإسقاطها.
ومنه قول عبد يغوث الحارثي:
وظلّ نساء الحيّ حوليَ ركّدًا ** يراودن مني ما تريد نسائيا
ونظيره قوله تعالى: ((وقال نسوة في المدينة))، ثم قول امرئ القيس:
فظلّ العذارى يرتمين بلحمها ** وشحم كهُدّاب الدّمقس المفتّلِ
الثالث: أن تقول: (قمْنَ المدّعى عليهنّ). وذلك على لغة أكلوني البراغيث. وهي لغة فصيحة. ومن شواهدها قول الفرزدق:
ولكن ديافيّ أبوه، وأمّه ** بحَوران يعصرْنَ السليطَ أقاربُه
185. (فالآن أحمدَ ماكنا لعهدكم ** سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا) ما إعراب (أحمدَ)؟
الجواب/ (أحمدَ) منصوبة. وهي تحتمل في هذا البيت وجهين:
الأول: أن تكون بدلًا من (الآن)، فتكون ظرف زمان، كأن المعنى (سلوتم عنا في هذا الوقت، في وقت أحمدِ ما كنا). وقد دلّ (الآن) قبله على هذا المعنى.
الثاني: أن تكون حالًا. أي سلوتم عنا في هذا الوقت في حال كوننا أحمدَ ما كنا، بدليل جواز تقديره جملة بعد واو الحال، فتقول: (سلوتم عنا ونحن أحمدُ ما كنا).
186. على أي نسخة تحيل طالب علمٍ محبًّا للغة من نُسَخ القصائد الجاهليات الطوال -سبعًا كانت أو عشرًا-، وهو ينوي حفظها؟
الجواب/ لا أعرف لها متنًا مطبوعًا صحيح الضبط مبرّءًا من الخطأ مفصولًا عن الشرح. وأجود الطبعات الممزوجة بالشرح طبعة عبد السلام هارون لشرح الأنباري على أخطاء قليلة فيها. ويُمكن استخراج الأبيات منها، وحفظها.
وقد توجد طبعات جيّدة لم أطلع عليها.
187. ما معني كلمة ساذج في اللغة العربية
الجواب/ (ساذج) كلمة فارسية. ولفظها فيها (سادَك). وقد عُرّبت قديمًا بلفظ (ساذَج). وبعضهم يكسر الذال، فيقول؛ (ساذِج) ليُدخلها في باب (فاعِل). وهو أرحبُ، وهم به آنَسُ.
ثم دخلت إلى العربية حديثًا من طريق التركية التي أخذتها من الفارسية. وذلك بلفظ (سادَه).
وتُطلق على الشيء الباقي على أصل طبيعته لم يُخالطه غيرُه.
وراجع المعرب للجواليقي بحواشي العلامة عبد الرحيم الهندي.
188. السلام عليكم، شيخنا ماهي أبرز المؤلفات لمن أراد أن يرسخ قدمه في علوم اللغة (النحو، والصرف، والإعراب) لغير المتخصص؟ وجزاكم الله خيرا
الجواب/ وعليكم السلام.
مضى بيانُ شيء من هذا في جوابات سابقة. بيدَ أن في الكتب التي حشَّى عليها الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله نفعًا عظيمًا لأنها جمعت مع البسط، وجودة الشرح، والإيضاح إعرابَ الشواهد. وذلك كشرح قطر الندى، وشرح شذور الذهب، وشرح ابن عقيل، وشرح ابن هشام للألفية، ومغني اللبيب. وهي حرًى أن ترسّخ قدمك في النحو، والإعراب.
189. وزن تويتر: فُوَيْعِل، فما وزن آسك؟
الجواب/ (تويتر) علم أعجمي على هذا الموقع المعروف، فيجوز استعماله في العربية بلا حرجٍ، ولكن يجب حمله على أبنية العرب، وعلى المُنقاد من قوانينهم، فيُردّ إلى (تُوَيْتِر) ليكون على زنة (دُرَيهِم). ووزنه (فُويعِل).
أما (آسْك)، فلا يصح اللفظ به على هذا الوجه لما فيه من اجتماع ساكنين. ويُغيّر إلى وجهين صحيحين:
١- (آسَك) بفتح السين، فيكون على زنة (فاعَل). وهو موافق لاسم موضع قديم ذكره الخارجي حين قال:
أألفا مسلم في ما زعمتم ** ويقتلهم بآسَكَ أربعونا؟
٢- (آسِك) بكسر السين، فيكون على زنة (فاعِل).
ونظير هذا كلمة (دانق)، فإنها فارسيّة النّجار. وهم ينطقونها بإسكان النون، وفتحها. فلما استعملها العرب، استعملوها بفتح النون، وزادوا فيها الكسر. وهو عندهم أفصح. وذلك لقلة ما جاء على (فاعَل)، وكثرة باب (فاعِل).
ومثلها أيضًا كلمة (طابق)، فإنها كلمة فارسية. وهي في الفارسية مفتوحة الباء. فلما عرّبوها، أبقوا الباء على سكِنتها، وألحقوا بها وجهًا آخر، وهو الكسر.
و(آسك) في الوجهين ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة.
190. ما افضل طبعة لمغني اللبيب
الجواب/ له طبعات عدّة، أجودها طبعة عبد اللطيف الخطيب، ثم طبعة مازن المبارك، ثم طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد.
191. السلام عليكم شيخنا فيصل أحبك في الله واستفدت من علمكم الكثير الكثير بارك الله فيكم بعض الإخوة إذا قلت لصديقي يا ابن الأجاويد ضحك مني وقال ابن الخيل يعني ؟! هل الأجاويد لا تطلق على كرام الناس. ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
أحبك الله إذ أحببتني فيه.
(الأجاويد) جمع (أجواد). و(أجواد) جمع (جَواد)، فهو إذن جمع الجمع. والجواد يطلق على الفرس الجيّد، وعلى الرجل الكريم. وسُمع أيضًا (أجاوِد). وهو قياس عند الكوفيين لأنهم يجيزون حذف الياء من مماثل (مفاعيل) محتجين بقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) إذ (مفاتح) عندهم جمع (مِفتاح)، وأصله (مفاتيح).
على أنه لو لم يُسمع (أجاويد) في جمع (أجواد) بمعنى الرجل الكريم، فالكوفيون يجيزون إشباع مماثل (مفاعِل) قياسًا. وقولهم صحيح، وشواهده متوافرة، فتقول إذن (أجاوِد)، و(أجاويد) بالمعنيين المذكورين.
192. ما تحقير اضطراب؟
الجواب/ (اضطراب) على ستة أحرف قبل آخرها حرف لين، فيجب ردّها إلى خمسة أحرف لتصغر على بناء (فُعيعيل)، فتحذف همزة الوصل لأنها حرف زائد. وإنما كانت أولى بالحذف لأنك تحرك الحرف الثاني بعد التصغير، فتسقط الحاجة إليها. ثم تردّ الطاء المبدلة من التاء إلى أصلها لزوال علة إبدالها طاءًا. وذلك أن من شروط إبدالها إسكانَها، وقد تحرّكت بالتصغير، فاحتمل التنافر بين إطباق الضاد، وانفتاح التاء لحَجز الحركة بينهما، فتقول: (ضُتَيريب).
وثعلبٌ يرى إبقاء همزة الوصل، وحذف الطاء لأنها أقرب إلى الطرف، فيصغرها على (أُضَيريب).
والأول أصحّ.
193. السلام عليكم شيخنا الكريم أتعبني هذا السؤال منذ زمن : كيف تنطق (دويبَّة) إذ ماذا نفعل بالتقاء الساكنين الياء والباء الأولى ؟ وجزاك الله خيرًا
الجواب/ وعليكم السلام.
تنطق (دُوَيْبَّة) باجتماع ساكنين الأول الياء، والثاني أول الباءين. وهذا من المواضع التي يُغتفر فيها اجتماع ساكنين، وهو إذا كان أولهما حرف لين، والثاني حرفًا مدغمًا في مثله، وكانا في كلمة واحدة.
ونظيره (الضالّين)، و(أتحاجونّي)، و(تُمُوْدّ الثوب)، و(خويْصّة).
وإذن تنطقها كما تنطق (الضالّين)، ونحوها، ولكن لا يجب المدّ فوق مقدار حركتين.
194. ما صحة نسبة كتاب مقدمة في النحو لخلف الأحمر؟
الجواب/ يظهر لي أنها مكذوبة منحولة، فمن الصعب أن نصدّق أن خلفًا الأحمر الراوية الشاعر الأديب وضع مختصرًا في النحو سبق به النحاة، ثم لا يفشو له ذكرٌ، ولا يُعرف له رسمٌ، ولا ينقل عنه أحدٌ طَوال القرون الخالية، حتى يظهر فجأة في عصرنا هذا.
والكتاب مُشبّه بأسلوب المتقدمين، ولكن فيه عوراتٍ توجب التشكّك فيه كنسبته منظومة إلى الخليل لا تصح له، ونحو ذلك.
195. هل يصح أن أكتب سؤلت أم أنها سئلت، كما في قولنا سئلت سؤالا
الجواب/ فيها وجهان:
أحدها: (سُئلت). وهو مذهب سيبويه، ولكنه يكتب (مستهزؤون) هكذا رعاية لحالهما عند التسهيل.
والثاني: (سُؤِلت). وهو مذهب الكوفيين، والأخفش. ويكتبون (مستهزئون) هكذا.
والناس اليومَ يلفقون بين المذهبين، فيكتبون (سُئلت)، و(مستهزئون) طردًا لقاعدة الأقوى التي اكتشفها بشير سلمو عام ١٩٥٣م، لأن الكسرة أقوى من الضمة.
196. في مقدمة الخصائص: فأما كتاب أصول أبي بكر٥ فلم يلمم فيه بما نحن عليه، إلا حرفًا أو حرفين في أولهن وقد تعلق عليه به. وسنقول في معناه. ماذا يعني بحرف أو حرفين؟
الجواب/ المراد بالحرف هنا الكلمةُ عمومًا. وهو اصطلاح شائع جدّا في القرون الأولى عند اللغويين، والنحاة. وهو الوجه الراجح الذي ينبغي أن يُحمل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (.. ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف).
197. شيخ فيصل مسألة سريعة، أرجو أن تعجل بجوابها زادك الله علما، هل يجوز أن يقال: "أليس الرسول بشرٌ مثلَنا؟" وأن تعرب بشر بدلا، فقد احتُجَّ عليَّ بمثل هذا بعد ما خطأت الرفع فيها.
الجواب/ الجملة صحيحة، ولكن ليس على إعراب (بشر) بدلًا، لأن من علامة صحة البدل أن يحلّ محلّ المبدل منه، ولا يجوز أن تقول: (أليس بشرٌ مثلنا)، وإنما هو خبرٌ ل(الرسول). ولذلك يجوز توكيده بالباء.
وإنما تصح الجملة برفع (بشر) على جعل اسم ليس ضمير الشأن محذوفًا، ويكون (الرسول بشر) مبتدءًا، وخبرًا في محل نصب. والتقدير (أليس الشأنُ الرسولُ بشرٌ مثلُنا). وشاهده قول الشاعر:
هي الشفاء لدائي لو ظفرتُ بها ** وليس منها شفاءُ الداء مبذولُ
198. شيخ فيصل كلمة (الدلالة) ما الأوجه فيها، وما الأفصح منها ؟
الجواب/ إن أردت الحرفة، والمهنة كقولك: (فلان له حذق بالدلالة) أي هداية الطريق، أو أردت الجمع بين البيّعين كقولك: (فلان دلّال حسن الدّلالة)، فالأفصح الكسر لأنه القياس في الحِرَف، والصناعات. والفتح جائز. وإن أردت غير ذلك، فالأفصح الفتح.
وتفرد الفيروزبادي (٨١٧) في "القاموس"، و"الدرر المبثثة"، فأثبت ضمّ الدال أيضًا. وهذا غريب، إذ لم أقف عليه في معاجم المتقدمين، ولا في ما بين يدي من كتب المثلثات.
199. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل تأتي كلمة يسوغ بمعنى يجوز؟ مع ذكر شاهد إن وجد
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته،
السَّوغ في حقيقة اللغة يطلق على سهولة دخول الطعام، والشراب في الحلق، ومرّهما به مرًّا رفيقًا لا يعتاقهما شيء من غصَص، أو شرَق، أو جأز. ومنه قوله تعالى: (سائغًا للشاربين)، وقوله: (يتجرّعه ولا يكاد يسيغه)، ثم قول الشاعر:
فساغ ليَ الشرابُ، وكنتُ قبلًا ** أكاد أغَصّ بالماء الحميمِ
وقوله:
إن الذين يسوغُ في أحلاقهم ** زادٌ يُمَنّ عليهمُ للئامُ
وإطلاقه على الجواز المعنوي كقولهم: (هذا لا يسوغ لك) من باب الاستعارة. وقد أثبته الزمخشري (ت٥٣٨) في "أساس البلاغة". وذلك على تشبيه الشيء المقبول الصحيح الذي يُسرعُ الدخول إلى العقل، ويسهل التصديق به، لا يعترضه دون ذلك شيء من نقض، أو نقد، أو ريبة، بالشراب السائغ في الحلق.
ومثلُ ذلك (الجواز)، فإنهم يقولون: (جاز فلان الوادي) إذا قطعه. ومنه قول امرئ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحيّ، وانتحى ** بنا بطن خبتٍ ذي قفافٍ عقنقلِ
وهذا معناه الحقيقي.
ثم جعلوه بالمعنى المجازي المعروف بنحو ما ذكرنا من التأويل في السَّوغ.
200. ما صحة كتابة "الله واكبر" ؟
الجواب/ أما (الله وأكبر)، فلا تصح، ولكن يجوز إبدال الهمزة واوًا على لغة من يُخفّف، فتُكتب حين إذ (الله وكبر) بواو من غير ألف.
201. شيخ فيصل : ألا تقترح على أخيك كتابين يقيمان اللسان ويزيدان البيان ليدخلا في خطته العلمية السنة القادمة؟
الجواب/ إن أردت كتبًا صِغارًا، فكليلة ودمنة، والأدب الكبير، والصغير لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ.
وإن أردتهن كبارًا، فالحيوان للجاحظ، وتجريد الأغاني لابن واصل.
202. دلني علي كتاب جمع أفضل الأبيات في الشعر العربي من فضلك يا شيخ.
الجواب/ أتمنّى ذلك، ولكني لا أعرف كتابًا مرضيًّا على هذه الصفة.
203. شيخ فيصل حاولت دراسة قطر الندى بعد الأجرومية وقرأت شروحها لكن كثيرا من المسائل لم أفهمها فما الطريقة الأنفع
استمع إلى الدروس الصوتية لابن عثيمين، وغيره. وأكثر من الإعراب، والتطبيق. ولا تيأس.
204. أين تكتب علامة التنوين في حالة النصب على الألف أم الحرف الأخير ؟
الجواب/ في ذلك مذاهب أصحّها أن تُكتب على ما قبل الألف، نحو (كتابًا). وهو مذهب الخليل، وأصحابه.
205. أفضل كتاب في إعراب القرآن ؟ حبذا لو كان يهتم بالقواعد النحوية في إعرابه
الجواب/ من أفضلها كتابا درويش، وصافي.
206. ما رأيك بقراءة كتب اللغة بحسب التاريخ، يبدأ بالمتقدم فالذي يليه.
الجواب/ هذا أمر يطول جدًّا إلا لمتفرغ لعلم اللغة. وهو لا يصلح له أيضًا إلا بعد تحصيله قدرًا جيّدًا يؤهله للتبحّر.
207. السلام عليكم شيخ فيصل هناك من ينصح بعد الآجرومية بالمقدمة الأزهرية فهل هذا الكلام سديد، بحيث بعد الآجرومية الأزهرية ثم قطر الندى !
الجواب/ وعليكم السلام.
شرح القطر يغني عن المقدمة الأزهرية.
208. السلام عليكم هل يجوز الاستدلال بقول سيبويه في مسألة ما بصفته دليلا نقليا ؟
الجواب/ وعليكم السلام.
آراء سيبويه ليست حجة بنفسها. ولا يصح أن تكون دليلًا نقليًّا، وإنما الحجة في ما يرويه عن العرب.
209. شيخنا هل وقفت على كتاب المستقصى في علم التصريف للدكتور/ عبد اللطيف الخطيب؟ وما رأيك فيه؟
الجواب/ جيّد من حيث الجمع، وسوق نصوص العلماء، ولا جديد فيه.
210. شيخ منصور وفقك الله، طالب العلم الشرعي هل يكفيه في علم النحو ضبط شرح ابن عثيمين على الألفية ؟
الجواب/ نعم إذا فقهَه، وأجاد تطبيقه.
211. أيهما أصح في جمع كلمة (رأس)(رؤوس) أم (رءوس)
الجواب/ كلاهما صحيح. وأصحهما في رأيي (رءوس).
212. ما إعراب مطلقًا في قول المناطقة أعم مطلقًا وأخص مطلقًا
الجواب/ يجوز أن يكون (مطلقًا) اسم مفعول من (أطلق)، فتعرب حالًا موكدة لمضمون الجملة قبله. ويجوز أن يكون مصدرًا ميميًّا، فيكون بمعنى (إطلاقًا)، ويعرب مفعولًا مطلقًا موكدًا لمضمون الجملة قبله أيضًا. وذلك أنه لما قال: (هو أعمّ) دلّ ذلك على أنه مطلق غير مقيّد، ولم تفد كلمة (مطلقًا) معنًى جديدًا إذ كان هذا هو الأصل، ولكنه ذكره توكيدًا لرفع الشكّ، ونفي الاحتمال.
213. مولانا ماهي أفضل طبعة للسان العرب ؟ وهل طبعة دار صادر مفيدة ؟
الجواب/ أفضلها طبعة دار المعارف، ودار صادر.
214. استاذي كيف افرق بين الـ ظ و ض ؟
الجواب/
راجع هذا الحديث:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=435
215. لماذا كلمة هدى (عكس الضلال) منونة دائما؟
الجواب/ ولِمَ لا تكون منونة وهي اسم منصرف ككلمة (رجل)، و(قلم)؟ وذلك أن الألف في آخرها مبدلة من الياء، وليست ألف تأنيث. ولكن لعلك تريد: لمَ تُحرّك دائمًا بالفتحة، فيقال: (هذا هدَن)، و(رأيت هدَن)، و(علمت بهدَن) خلافًا لكلمة (رجل) مثلًا، فإنك تُحرك آخره بحسب محلّه من الإعراب، فتقول: (هذا رجلُن)، و(رأيت رجلَن)، و(مررت برجلِن)؟
فالجواب أن الفتحة اللازمة في (هدى) هي فتحة الدال، وليست حركة الإعراب. أما حركة الإعراب، فحُذفت مع الياء المحذوفة. والأصل (هُدَيُنْ)، فلما تحركت الياء، وانفتح ما قبلها، قلبت ألفًا، فصارت (هُدَانْ)، فالتقى ساكنان الألف المبدلة من الياء، والتنوينُ، فحُذفت الألف، فصارت (هُدَنْ = هُدًى)، فيقال في إعرابها في نحو (هذا هدًى): خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة.
216. رأيت في كتابك ذكرا لوجود آراء لك في الرسم والضبط والإملاء والترقيم، فأين أجدها
الجواب/ هي مفرّقة، بعضها في "ملتقى أهل اللغة"، وبعض منها ذكرته في "تويتر". وسأجمعها في كتاب إن مدّ الله في الأجل، وبارك في العمل.
وانظر مثلًا:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=2839
http://www.ahlalloghah.com/forumdisplay.php?f=18
217. ما رأيك في كتاب جواهر الشعر جمع الشربيني شريدة, للمبتدئين .؟
الجواب/ الشربيني شريدة إليه انتهت الرئاسة في عصرنا في العبث بكتب التراث، يعمِد إلى الكتاب الجليل النابه، فيمسخه بالتصحيفات، والتحريفات، وفساد التعليقات حتى يخرج خلقًا آخر مشوّهًا! فليُحذر من تحقيقاته، وتآليفه.
218. ما الشي الذي ندمت عليه في طلبك العلم إلى الآن ؟
الجواب/ على يومٍ طُويت صحيفته لم أحفظ فيه شيئًا قطّ ولو حديثًا، أو بيتًا واحدًا من الشّعر.
219. أستاذنا ما الكتب التي تقرأ بعد دراسة الألفية وشروحها؟
الجواب/ أقترح قراءة "شرح المفصل" لابن يعيش، و"شرح الكافية" لرضي الدين الإستراباذي، أو أحدهما.
220. كيف نفرق بين أن لا، وألّا؟
الجواب/ إذا جاء بعد (أن) (لا)، ففي رسمها ثلاثة مذاهب أصحّها أن تكتب مفصولة مطلقًا (أن لا) خلافًا لما تتايع عليه المعاصرون. وذلك أنهما كلمتان منفصلتان، فحقهما أن تُكتبا منفصلتين. ولا مسوغ صحيحًا لمفارقة هذا الأصل المطّرد المستتبّ.
221. ما الفرق بين الوكيل والموكَل؟ وهل ما كان من هذا الباب يثبت بالقياس أو بالسماع؟ وما الضابط في هذا؟
الجواب/ لا فرق بينهما على الصحيح. والحقّ أن (الوكيل) بمعنى (الموكول) من (وكله بالأمر). ومجيء (فعيل) بمعنى (مفعول) كثير مستفيض في كلام العرب. واختُلف في قياسيته. وأميل إلى أنه مقيس. وينبني على هذا مسائل منها مثلًا إجازة (النوايا) على أن تكون جمع (نويّة)، وتكون (فعيلةً) بمعنى (مفعولة) أي (منويّة).
222. سلام عليك ورحمة الله وبركاته .. استاذ فيصل ؛ ما الحكمة من قولك في السطر الثامن قبل الأخير (الأيمة) بدلا من (الأئمة) ؟ وأيضا ما رأيك بكتاب (الكفاف) للصيداوي ؟ وشكرا لكم .
الجواب/ القياس إبدال الهمزة في (أئمة) ياءًا في هذه الكلمة، ونظائرها لأن اجتماع همزتين على هذا الحدّ مستثقل. وقد قرأ بعض القراء (أئمة) بالهمز. وهي عند النحاة غير مستحسنة. ومنهم من ردّها.
أما "الكفاف"، فقد مضى الجواب عنه.
223. أستاذنا: مما يؤسف له أو مما يؤسف عليه ما الصواب؟ الفقرة أيصح فتح الفاء أم الصواب كسرها ؟ في بعض المعجمات الولوع بضم الواو أتصح؟ شيخنا في المختار:(رونق) السيف ماؤه وحسنه، ما معنى ماؤه ؟ وكذا وجدت في المختار ينص على طلع الجبل بكسر اللام وفي المصباح بفتحها كيف السبيل للترجيح ؟ هل يصغر شيخ على شويخ ؟
الجواب/
-الوجه (من ما يؤسف عليه) كما قال تعالى: ((قال يا أسفى على يوسف))، ولكن القياس يجيز (أسف له) كما يقال: (حزنت عليه، وله)، و(بكيت عليه، وله). وبينهما فرق دقيق ليس هذا موضع بسطه. واللام هنا تفيد معنى السببية. وهو راجع إلى معنى الاختصاص. والتعدية إلى أكثر من حرف جر مقيسة على الصحيح، وليست قصرًا على السماع.
-(الفَقرة)، و(الفِقرة) بفتح الفاء، وكسرها، وجهان صحيحان. وهي مستعارة من فَقار الظهر.
-(الوَلوع) بفتح الواو. ولا يجوز ضمها. وقد نص على ذلك عدد من العلماء. وله نظائر قليلة من المصادر جاءت على بنية (فَعول) لا تكاد تتجاوز السبعة.
-ماء السيف هو بريقه، ولمعانه. وذلك أمارة على جودة صقله، وصفاء صفحته. وسمّي ماءًا على التشبيه بالماء بجامع الترقرق، والتموّج، وانعكاس الأجسام فيهما.
-(طلَع الجبلَ، وطلِع) كلاهما صحيح. ويُراجع في هذا معاجم العربية الموسّعة ك"اللسان"، و"تاج العروس".
-القياس تصغير (شيخ) على (شُييخ) لأن عينه ياء. وأجازه الكوفيون. والصواب منعه لأنه لم يُسمع، ولم يبلغنا من نظائره إلا ألفاظ قليلة جدًّا قيل: إنها مسموعة. وفي ثبوتها شكّ.
224. أبا قصي أراك كثيرا تشدد تاء الفاعل في مثل (وجدتّ) و (أردتّ) فما سبب ذلك ؟
الجواب/ لأن الأفصح في مثل ذلك الادّغام. يدلّك على ذلك إجماع القراء على ادّغام (أردتّ)، و(وجدتّ)، ونحوها، قال ابن مجاهد: (وهذا من ما أخبرتك أن إظهاره خروج من كلام العرب. وهو رديء جدًّا لقرب الدال من التاء، وأنهما بمنزلة واحدة، فثقل الإظهار).
وإذا كان مدغمًا في اللفظ، فينبغي ادّغامه في الرسم. وكذلك هو في المصحف.
225. أستاذي، ما رأيك بكتاب إعراب القرآن الكريم لمحمود سليمان ياقوت ؟
الجواب/ لم أطلع عليه.
226. ما القراءة الصحيحة للرقم١٠١٠٠٠ الفصيحة والافصح ان وجدت
الجواب/ له قراءتان:
ألف، ومئة ألف.
ومئة ألف، وألف.
والأولى أفصحهما.
227. هل هناك فروق لغوية بين النقصان والحذف؟
الجواب/ الحذف إزالة الشيء كلّه. والنقص إزالة بعضه.
228. ما خير شروح ألفية ابن مالك من حيث الشمول والسهولة
الجواب/ لعل شرح المرادي أحقها بهذا الوصف، فإنه مع سهولته جامع لكثير من مسائل النحو مع عرض الخلاف فيها. ولا يَعيبه إلا إقلاله من ذكر شواهد الشعر. وقد طُبع طبعة متقنة بتحقيق فخر الدين قباوة في مجلدين كبيرين.
229. شيخ فيصل ما رأيك بكتاب الكفاف للصيداوي ؟
الجواب/ فيه كثير من الهذيان، والاستخفاف بالعلم، وخلطه بالهزْل مع قلة اطلاعه على كتب الفنّ، ومعرفته بأصوله.
230. هل ألف كتابٌ يجمع ما كَنت به العرب تخفيفا، مثل ما كنت عما يستقبح ذكره، أو مثل ما قالو زعمو كنية الكذب، وأمثال هذا؟
الجواب/ للثعالبي (ت٤٢٩) كتاب اسمه "ثمار القلوب" جمع فيه نيّفًا على ألفٍ من الكنايات، والمركبات المشتهرة. وزاد عليه المحبي (ت١١١١) سبعة آلاف في كتابه "ما يعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه". وللثعالبي أيضًا كتاب آخر اسمه "الكناية والتعريض". وأظنهن يفِين بغرضك.
231. هل الأصح ثمة أم ثمت ؟ ولم تهمز (ألبتة) ؟
الجواب/ أما (ثَمّة) بالتاء المربوطة، فظرف مكان منصوب بمعنى (هناك). وهي بمعنى (ثَمّ) كما في قوله تعالى: (وإذا رأيت ثَمّ رأيتَ نعيمًا وملكًا كبيرًا). وأما (ثُمّتَ)، فهي حرف العطف (ثُمّ) زيدت عليه التاء. ومنه قول عبدة بن الطبيب:
ثُمّتَ قمنا إلى جُردٍ مسوّمةٍ ** أعرافهنّ لأيدينا مناديلُ
ولا يجوز الخلط بينهما نطقًا، أو رسمًا.
وأما (البتة)، فقد لجّ المتأخرون في قطع همزتها، وشغبوا بذلك من غير سماع صحيح، ولا قياس قائم، بل القياس المطّرد المستمرّ وصل نظائر هذه الكلمة جميعِها. والنظر الصحيح يدفع ذلك أيضًا، لأن أقدم من رأيناه ادّعى فيها القطع تاج الدين الإسفراييني (ت٦٨٤) في "اللباب ص٢٨٠"، وجميع من قال بذلك بعده فمنه أخذوا، وعليه عوّلوا. والإسفراييني متأخر. ولم نرَ أحدًا من علماء النحو البصريين، ولا الكوفيين ذكر هذا خلال خمسة قرون، ولا رأينا أحدًا من أصحاب المعاجم، وغيرِهم أثبته مع أن الهِمم تشرئب عادة إلى تقييد مثله، وحكايتِه لما فيه من الغرابة، والخروج عن القياس. وهم يحكون أقلّ من هذا، وأخفى. هذا مع أنهم تعرضوا للكلام على مواضع قطع الهمزة، ووصلها، فذكروا أن أل التعريف لا تقطع إلا في لفظ الجلالة في بعض أحواله، ولم يذكروا (البتة)، على أنهم لو كانوا يعرفون فيه القطع لاحتجّوا به لمذهب الخليل، وابن كيسان، وغيرهم من من يرى أن همزة أل التعريف همزة قطع. وقد احتج ابن مالك (وقد توفي قبل الإسفراييني باثنتي عشرة سنة) في "شرح التسهيل" لصحة هذا المذهب بقطع همزة لفظ الجلالة مع أنها لا تقطع إلا في بعض أحوالها، فلو كان بلغَه ثبوت قطع (البتة) لكان له فيه حجة أقوى من ذلك.
والإسفراييني وإن سلمنا أنه ثقة، فلا يقبل تفرّده بهذه المسألة المهمّة التي تتوفر الدواعي إلى ذكرها مِن مّن سبقَه من الأيمة الثقات الأثبات. هذا مع تأخره، ومع إرساله هذه الدعوى من غير أن يُسندها إلى رواية، أو ينقلها عن عالم متقدم، أو يورد لها شاهدًا من كلام العرب، ومع وجود شبهة الوهم أيضًا. وذلك أنه في ما يظهر وجد قولهم: (البتة: القطع). وهذا معناها في اللغة، فتوهّم لاستعجال منه أن المراد أن همزتها همزة قطع. والعجلة من آفات الرواية.
وإذن فلا يصِح في (البتة) إلا الوصل. ومن قطعها فهو مخطئ سبيل السماع، والقياس.
232. شيخ فيصل، المُبَرَّأُ .. لو كانت مجرورة، مثل / على شرعِ اللهِ المبرئ " هل تكتب على الألف أم على الياء ؟
الجواب/ تكتب على الألف (المبرَّأ) لأن المتطرفة لا يُنظر إلى حركتها، وإنما يُنظر إلى حركة ما قبلها فقط.
وبعضهم يكتبها (المبرّإ) في الجرّ. وهو خطأ. ويلزمه أن يكتبها (المبرَّؤُ) في الرفع، ولا يفعل. وربما التِزم هذا في القرآن كما في (قل هو نبؤا عظيم).
233. أ.فيصل ما هو أفضل منهج - تراه مناسبا - للتمكن من علم البلاغة؟
الجواب/
في المرحلة الأولى: يدرس البلاغة الواضحة لعلي الجارم، ومصطفى أمين، ويستعين بكتاب البلاغة العربية في ثوبها الجديد لبكري شيخ أمين، والبلاغة فنونها وأفنانها لفضل عباس.
وفي المرحلة الثانية: يدرس بغية الإيضاح لعبد المتعال الصعيدي، ويستعين بالإيجاز ليحيا العلوي.
وفي المرحلة الثالثة: يقرأ كتابي عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، ويطالع كتب محمد أبي موسى، وينظر في تاريخ البلاغة. ومن ما ألّف في هذا الموجزُ في تاريخ البلاغة لمازن المبارك، والبلاغة تطور وتاريخ لشوقي ضيف.
وهذا منهج تقريبي.
234. هل يتحج بكلام علماء الاصول في النحو
الجواب/ نعم، يُحتج به إذا صاحبه البرهان كما يُحتجّ بكلام علماء النحو.
235. السلام عليكم استاذنا .. عندما ندعوا هل نقول : يا فعال لما تريد بالضم فقط علی لام فعال .. او يا فعالا تنوين فتح ولماذا ؟ جزيت خيرا
الجواب/ وعليكم السلام
الصواب (يا فعّالًا لما يريد) بالنصب لأنه منادًى شبه مضاف. وذلك أن (فعّالًا) عامل في الجار والمجرور (لما) على غير سبيل الإضافة. ويخطئ كثير من الناس، فيرفعونه، فيقولون: (يا فعّالٌ لما يريد).
236. السلام عليكم, بارك الله فيك ونفع بك, قررت حفظ متن مطوّل في النحو, فبما تنصح؟
الجواب/ وعليكم السلام
إن كنتَ لِزاز حفظٍ، وتعرف من نفسك الصبرَ عليه، والاستمرار فيه، فدونك "التسهيلَ" لابن مالك، فإنه جامع شامل، وقد ذكر أبو حيان أن من عرفه حقّ المعرفة لا يكون تحت السماء أحدٌ أعلم منه بالنحو. فإن عجَزت عن حفظه، فأدمن قراءته، ومطالعته، والنظر في شروحه. ولا تُغفل مع ذلك جانب التطبيق.
237. شيخنا درست الآجرومية وضبطت مسائلها ومعانيها وأريد أن اطبق ما درسته فبماذا اطبق وعلى ماذا وثانيا ما تنصحني ادرس بعدها من علوم العربية
الجواب/ من الجيّد أن تتحول إلى دراسة شروح الألفية كشرح ابن عقيل، أو ابن هشام، ثم تدرّب نفسك على الإعراب حتى تتقنه. وقد مضى بيان ذلك.
ومن أَولى علوم العربية بالدرس بعد النحوِ الصرفُ، ومتن اللغة، والأدب. وقد مرّ بيانها. وراجع مقال "السبيل إلى البيان".
وفقك الله، وفتح عليك.
238. شيخنا اريد كتاب ميسر سهل في علم الصرف للطالب المبتدئ
الجواب/ (التطبيق الصرفي) لعبده الراجحي.
239. السلام عليكم أستاذي الغالي. أستاذي أنا أحب اللغة العربية كثيرًا ولكن لا أحب الإعراب وأستثقله، فأريد أن أحب الإعراب وأفهمه. فبما تنصحني من توجيهات ومؤلفات تفيدني بهذا الشأن. وشكرًا لك.
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله
ليس يستنكَر نفورك من الإعراب إذا كنتَ غير حاذق به، فهذا أمر فطري طبيعي، فكلّ من لم يضبط علمًا، ولم يتحقّق به فإنه يستثقله، ويستجفيه لما يجد في مكابدته من العناء، والنصب، ولما يلزمه من جهلِه به مع اعترافه بجسيم قدره، وشرف موضعه من ضرورة لحاق النقص له. وطبيعة النفس تأبى مثل هذا. بل ربما عادى هذا العلم، ونصَب له، وحرَص على أن يجعله جهلًا كما يقول ابن المقفع.
فإذا أردت أن تحبّ الإعراب، فأحكم أولًا معرفة النحو، وتمرّس بكتب الإعراب ذوات الوجوه ك"التبيان" للعكبري، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، ثم حاول أن تعرب صفحاتٍ، أو آيات من القرآن بنفسك، واعرضها على هذه الكتب، وعلى كتب الإعراب المفصّلة الحديثة ككتاب درويش، وكتاب محمود صافي لتعرف الصحيح منه، فتثبته، والخطأ، فتصلحه. وعليك أيضًا ب"المورد النحوي" لفخر الدين قباوة. وستجد في ذلك متعة فهم النحو، وإحراز آلته، ومعرفة جميع الوجوه المحتملة للكلمة قويِّها، وضعيفِها، ومقبولِها، ومردودِها . وهو أمر حُرمه أكثر الناس عجزًا، أو كسلًا.
240. ما رأيك بكتاب النحو الوظيفي، هل هو جيد لمن رام تعلم النحو ويلم به ؟ وهل ينفعني بدون معلم ؟
الجواب/ هذا الكتاب من الكتب التعليمية الجيّدة.
وأما هل ينفعك من غير معلّم، فراجعٌ إلى مستواك في النحو، وإلى محلّك من الفهم، وصحّة النظر، فجرّبْ.
241. يذكر الفقهاء لفظة "المحتال" في باب الحوالة، ويعنون بها المحال، فلماذا قالوا المحتال؟ وما الفرق بين المحتال وبين المحال؟ وما الفرق بين المحتال من الخداع وبين المحتال من الحوالة؟ وللتوضيح: المُحيل والمحال عليه والمحتال= المُحال
الجواب/ (المحتال) اسم فاعل. وهو بمعنى (المُحال)، ويظهر أنهم اختاروه عليه لأن فيه دلالة على المطاوعة، فكأنه لما أحيل قبل الحوالة. وذلك أن بِنية (افتعل) قد تدلّ على المطاوعة، نحو (مزجته فامتزج). وأمر آخر، وهو تخليص المُحال ببناء مخالف إيغالًا منهم في التّبيان، ودفع اللبس.
وليس له صلة ب(المحتال) من الحيلة غير الاشتراك اللفظي.
242. شيخنا فيصل، أحسن الله إليك، سـ/ دائماً ما يتحدث عن الفصيح العامي ما ضابطه؟ سـ/ ما الكتب التي تنصح بها طالب العلم، ليزيد حصيلته اللغوية، أو غير الكتب من الطرائق التي ترى أنها نافعة في هذا المجال، وإن فصلت مراحلها، فالشكر لك أعظم وأكبر.. ولك التحية ..
الجواب/ الفصيح العامي يراد به الألفاظ التي يستعملها الناس بعد عصر الاحتجاج وهي موافقة لكلام العرب الذين يُحتجّ بهم سماعًا، أو قياسًا.
وأما الشق الثاني من السؤال، فقد مضى الجواب عن مثله.
243. أحسن الله إليكم، إنسان لا يعرف إلا قليلا من مفردات العرب و أمثالهم و كلامه ركيك. له همة عالية و يريد أن يكون فصيحا بليغا، كيف له ذلك؟ ماذا يحفظ و ماذا يقرأ؟ هب أنه أعجمي حتى يبدأ من صفر. بغض النظر عن دراسة النحو و الصرف فالمنهج فيهما معروف. جزاك الله خيرا
الجواب/ يتخيّر له خمسين كتابًا، أو أكثرَ من جِياد كتب الأدب التي ذكرتها في مقال "السبيل إلى البيان"، ويقرؤها متذوقًا لألفاظها، متأملًا لمعانيها، متفكرًا في أساليبها يجهر بصوته في بعضها، ويحاول محاكاتها على الوجه الذي بيّنتُه في المقال. والرأي أن يقرأ في اليوم ما لا يقِلّ عن مئة صفحة بحيث ينهيها في مدّة وجيزة، لأن قراءتها مفرّقة في المدة الطويلة لا يستثير الملكة، ولا يوري زَندها خلافًا للقراءة المكثّفة المتتابعة. ولا جرم أنه سينتفع من ذلك على حسَب جودة قريحته، وقوة ملكته.
وأما الحفظ، فيبدأ بحفظ المعلقات، أو بعضها، ويحفظ من حماسة أبي تمام، أو الحماسة البصرية، وإذا مرّ به البيت، أو الأبيات الرائقة في كتب الأدب التي يقرؤها، فلا ينسَ حظّه من حفظها كما يقول الجاحظ. وبهذا يحصّل قدرًا جيّدًا من المحفوظ يُنشده، ويستشهد به، ويطرّز به كلامه، ويأخذ ما شاء من ألفاظه، ومعانيه.
244. السلام عليكم .. اخي الكريم انا لا احب القراءة وعمري عشرون سنة وشرعت الآن في القراءة وأود ان تكون لدي ملكة في الفصحى واللغة العربية فما نصيحتك لي
الجواب/ وعليكم السلام
عليك بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، فإن لم تكن تحبها، فحبّبها إلى نفسك بالبدء بما تشتهيه نفسك من قصص، ونحوها.
245. هل توصي بحفظ موطأة الفصيح لابن المرحل المالقي (1300) بيت، ودراسة شروح الفصيح لثعلب؟
الجواب/ لا أرى حفظ "موطأة الفصيح" لأمرين:
الأول: أني لا أستحسن حفظ المنظومات. وقد سبق أن تحدثتُ عن هذا.
الثاني: أن "الفصيح" على ما فيه من النفع أقلّ، وأيسر من أن يحفظ فيه ألف، وثلاث مئة بيت! فهو لا يتجاوز منثورًا ستين ورقة.
وإنما تكفي قراءته مرتين، أو ثلاثًا. واعلم أن ما شغلت من وقتك، وعقلك، وجهدك في غير المهمّ أزرى بك في المهمّ كما يقول ابن المقفع، فإعطاء الكتب الرديئة، أو القليلة الفائدة فوق قدرها يَشغل ولا بدّ عن الكتب النافعة العظيمة الفائدة لأن جهد الإنسان محدود، وساعاته معدودة.
وأهمّ من "الفصيح" شروحُه، فإن فيها من الاستدراكات، والنّكت، والذخائر شيئًا كثيرًا. وأجلها من جهة الدراية شرح ابن درستويه "تصحيح الفصيح". وأوفاها من جهة الرواية "تحفة المجد الصريح" للّبلي، ولكنه ناقص، ولو تمّ لكان عجبًا. ولضياع بقيّته خبر. ومن أيسرها "لباب تحفة المجد الصريح" للبلي أيضًا، و"إسفار الفصيح" لأبي سهل الهروي. وأوسع منهما شرح ابن هشام اللخمي.
وهنا مسألة مهمة، وهي أن "الفصيح" ليس مناسبًا للمبتدئ كما يُظن لأن المبتدئ إلى أن يعرف جواهر الألفاظ أحوج منه إلى أن يعرف الأعراض التي تعرض لها من اللحن، والخطأ، ومخالفة الأفصح. وهو بعد ليس خالصًا في الألفاظ التي يلحن فيها الناس، ففيه كثير من الألفاظ جاءت على خلاف الأفصح. وقد نبّه على ذلك ثعلب في مقدمته. ولذلك لا يستطيع قارئه أن يعلم هل اللفظ الذي اختاره ثعلب صحيح لا يجوز غيره، أو هو الأفصح الذي يجوز غيره إلا بمراجعة شروحه. وهذا يقلّل من فائدته.
على أنه ألّفه لأهل عصره. وقد جدّت بعد ذلك مئات اللحون، والأخطاء لم يحوِها هذا الكتاب، فينبغي إذن أن يوضع في مكانته اللائقة به من غير إفراط، ولا تفريط.
246. أي كتب اللغة تنصح بالاعتكاف عليها وجعلها عمدة أثناء الطلب
الجواب/ أما غير المتخصص، فيقرأ "تهذيب الصحاح" للزنجاني، أو "مختار الصحاح" للرازي، أو "إصلاح المنطق" لابن السكيت. وفي كلٍّ حسنات، ومساوئ، فلينظر أخفّها عليه، وأليطها بنفسه. ولو قرأ الكتاب منها أكثر من مرّة، أو تكلّف استظهار المهمّ منه، لأصاب خيرًا كثيرًا.
وإن قرن إلى هذا القراءةَ في معجم من معاجم المعاني ك"فقه اللغة" للثعالبي، فهو أتمّ نفعًا.
وأما المتخصص، فيحتاج إلى قراءة كتب أخرى فوق ذلك ك"الصحاح"، أو "المجمل"، و"مقاييس اللغة"، و"مفردات الراغب الأصفهاني"، و"الفصيح"، وبعض شروحه، وكتاب من كتب غريب الحديث، أو يقرأ بدل ذلك "لسان العرب". وتكرارُ قراءة بعض هذه، واستظهار شيء منها أوجب في حقّه.
247. هل (حان) تأتي بمعنى ظهر ؟
الجواب/ (حانَ) تأتي بمعنى دنا وقت الشيء، وتأتي بمعنى هلكَ. وليس من معانيها (ظهر).
248. انصحني بكتاب واحد في النحو يغنيني عن غيره بحيث أديم فيه النظر ولا مشكلة إن كان مطولًا
الجواب/ كل الصيد في جوف "التذييل والتكميل" لأبي حيان، غير أنه طبع منه اثنا عشر مجلدًا، ولم يكتمل إلى الآن، ولكن يمكن إكماله بشرح المرادي، أو ابن عقيل.
وهذا الكتاب نافع جدًّا، ولكن بشرط أن تكون عارفًا متوسّطًا في النحو، أو متقدّمًا.
وإن أردت كتابًا عصريًّا، فعليك ب"النحو الوافي" لعباس حسن. وهو أقل مسائلَ خلافٍ، ولكنه أبسط شرحًا، وبيانًا، وفيه مسائل حادثة، وأمثلة معاصرة.
249. جزاكم ﷲ خيراً انا طالب علم في كليه الشريعة واحب اللغة العربية لكني لا افهمها وانا الآن ادرس متن الألفية لكن اجد صعوبة في الفهم فبدأت في الآجرومية وانتهيت منها .. فما توجيهك لي بارك ﷲ فيك
الجواب/ أرى لك أن تشتغل بالاستماع إلى دروس النحو الصوتية مرارًا في غدوك، ورواحك، وبخاصة دروس ابن عثيمين رحمه الله، وأن تقرأ في لِطاف كتب الأدب ككتب ابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وبعض رسائله، وسرح العيون لابن نباتة، وكتب المنفلوطي، والطنطاوي.
وبشدّة الإلحاح، ومرور الزمان ستدرك طلِبتك. واعلم أن كل علم، وكل خير في الدنيا، والآخرة لا ينال إلا بالصبر، والدُّءوب، وصدق المسألة.
250. أقصد أفضل طبعة لسر صناعة الإعراب، ويا أستاذي كما قيل لا ينال العلم إلا بلسان سئول وقلب عقول، وسأجعل غالب أسئلتي عن التحقيقات والطبعات ؛ لأني قد خسرت كثير في طبعات سيئة، فأرجو أن يتسع صدرك لي :) ولك مني الدعاء .
الجواب/ أفضل طبعة لـ "سر صناعة الإعراب" لابن جني هي التي حققها حسن هنداوي. وقد صدرت عن دار القلم.
251. السلام عليكم : ما النسبة لسائل ومائع هل يقال سائلي ومائعي؟ فمثلا مكبس هيدروليكي نقول: مكبس مائعي أو رافعة سائلية؟
الجواب/ وعليكم السلام.
نعم، هذا قياس نسبتها.
252. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : ما هو جمع مفاجأة ! وكيف يكتب؟
الجواب/ وعليكم السلام، ورحمة الله، وبركاته.
تجمع (مفاجأة) على (مفاجآت).
وتكتب في الرسم القديم (مفاجئات)، ولكن من غير سنّ. وأصلها (مفاجأات)، فالتقى حرفان متماثلان أحدهما صورة للهمزة، وكرسي لها، وهذا مستثقل، فحُذف، فصارت (مفاجءات)، فوُصل ما قبلها بما بعدها. ويجوز كتابتها بسنّ (مفاجَئات) ليكون حيّزًا لها.
والمتأخرون يكتبونها (مفاجآت) لأن من قياسهم إذا وقعت همزة وبعدها ألف أن ينقلوا الهمزة، ويجعلوها مدّة فوق الألف اختصارًا. ومثله (قُرآن).
ولكن يشكل على هذا أنهم خصوا ذلك بالألف دون الواو، والياء، إذ يلزمهم أن يكتبوا (شئون) بنقل همزتها، وجعلها مدّة فوق الواو. وكذلك (زئير)، ونحوها، إلا أن يدعوا الفرق، ولا فرق ظاهرًا.
253. م خ أستاذ هل تحفظ كتابا لابن ولاد غير المقصور والممدود والانتصار ؟
الجواب/ لا أعرف أنه طُبع له غير هذين الكتابين.
254. ما هي أفضل طبعة للخصائص، وسر العربية ؟
الجواب/ أفضل طبعات "الخصائص" لابن جني التي حققها محمد النجار. وهو عالم مُحسن. وثمة طبعة لا بأس بها بتحقيق عبد الحميد هنداوي.
وأفضل طبعات "أسرار العربية" لأبي البركات الأنباري التي بتحقيق محمد بهجة البيطار. وهو عالم أيضًا. وثمة طبعة أخرى مقاربة لبركات هبود.
ـــــــــ،،،ـــــــــ
انتهى بحمد الله الجمع والتقييد حتى أخر جواب للشيخ/ فيصل المنصور
بتاريخ: 20/ 12/ 1436هـ
والحمد لله رب العالمين
.
سلمت يداك أخي وبارك الله فيك
ردحذفجزاك الله خير الجزاء ونفع بك
ردحذف