هل سمعت بـ"الـوِرد العلمي"..؟
يوسف بن عمر
بما أن الدعاء من أعظم وسائل طلب العلم، فلم أزل أدعو بالفتح في بعض الكتب
إنما في عام ١٤٣٧هـ هديت للدعاء بالإعانة على "الوِرد العلمي"!
لقد تأكد لي أن الحصيلة العلمية تتقوّم بـ"علوم حاضرة في الذهن"
وأن الدرس والقراءة فقط لايكفيان لذلك..
هنا سلسلة تغريدات:
١- ما فكرة الوِرد العلمي؟
أن تختار كتابا علميا معتمداً تكرر قراءته مجزأً على الأيام والليالي، فيكون لك فيه (ختمات) بحسب أهمية الكتاب في بيئتك وقربه من تخصصك وإتقانك لمحتواه
وهذا الورد شبيه بختم المصحف كل شهر، فتجعل لك في علم ما كتابا تكرره (يومي/أسبوعي/شهري/ سنوي) بحسب قدرتك.
٢- لماذا يشترط التكرار؟
الوِرد لغة: النصيب من الماء، كانوا يذهبون إلى الماء فيسقون وينهلون ثم يصدرون، وهذا النصيب ضروري لحياة الأبدان، فلا يتصور فيه إلا "تكرار النهل والورود"
ثم من الكتب ما لا تكفيه قراءة واحدة، بل بعضها لابد من تكراره يومياً، كالصحيحين للمحدث مثلا وغيره.
٣- ما أنواع الأوراد؟
هناك الورد القرآني وهذا معلوم.
وهناك "وِرد السُّنة" يختلف بحسب التخصص والهمة:
فالمتفقه لايستغني عن عمدة الأحكام أو بلوغ المرام، ولكن قد يقوى على تكرار الصحيحين مثلا.
وهناك "الورد التخصصي" وهو كتاب تختاره لأثره في تخصصك أو شموليته كشرح المحلي في أصول الفقه.
وهناك "الورد التأصيلي" وهو كتكرار متن ليس من تخصصك لكن تمس حاجتك إليه، كتكرار ألفية ابن مالك لغير نحوي، أو الزاد للأصولي، أو نخبة الفكر للمتفقه.. وهكذا.
وهناك "الورد اللغوي" وهذا كتكرار كفاية المتحفظ أو مقامات الحريري مثلا لمن رام تقويم أسلوبه أو زيادة ثروته اللغوية.
٤- ما أهداف الورد؟
أولا: تقريب العلم، العلم إما حاضر بالفعل أو مدرك بالقوة القريبة، والورد هنا يقرّب المعلوم منك حتى يكون طوع بنانك، وينقل "النظري" الذي تحتاج فيه للروية إلى "بدهي" لديك.
ثانيا: الإتقان لما ترغب بإتقانه؛ لأن المعايشة والتكرار ترسّخ العلم.
ثالثا: تقويم أسلوبك، سواء في العربية، أو في لغة علمك وتخصصك؛ لأن اعتيادك التعبير بلغة تخصصك يعينك على تصور مسائله وفهم كلام العلماء فيه ودقة تعبيرك وإنتاجك.
٥- ما فوائده؟
أولا: أنك لاتفرغ في كل الأيام للبحث والدرس والمطالعة، فالوِرد هو قوامك وصلبك، وهذا جربته أيام رسالة الماجستير، حيث توجب علي الانقطاع عن كثير من القراءة والدرس، ولم يفد إلا الورد على قلته.
ثانيا: أنه ليس كل الكتب يُحفظ غيباً، فتكراره وِرداً يعين على ضبطه وإتقانه.
ثالثاً: أن الاعتياد عليه يليّن ما سواه من كتب العلم، ويصنع بينك وبينها أرضاً مشتركة، ويقيم أُلفةً تيسر تصوّر المعلومات، عدا أنه يفتق الذهن.
رابعا: أنه يعزز ثقتك بنفسك، لأنه ينفي التردد والارتباك، ويرتقي بك إلى الرسوخ والضبط.
كان بعض الحفاظ شكّه أحلى عند المحدثين من ضبطه لتمام قوته :)
تنبيهات:
- لا يوجد ورد بلا تكرار.
- الكتاب المختار للورد ينبغي الاستشارة فيه والاستخارة؛ لأنه سيصبح هو ومؤلفه جزء من شخصيتك العلمية.
- لا يشترط مكاثرة الأوراد اليومية في كل علم فتنقطع، اختر ما يعينك حتى تتقن، وزد بحذر.
- ليست كل الأهداف لازمة لك دفعة واحدة ولكن انتخب الأهم.
- لا يشترط في الورد أن يكون يومياً، قدّر ذلك بحسب طاقتك ومنزلة الكتاب.
- يوم بلا قراءة ولا درس، خير من يوم بلا ورد.
- الضعيف لا مكان له على المدى الطويل حتى بين أحبابه، فخذ الكتاب بقوة.
- تصالح مع التكرار.
- تصالح مع الفشل.
- لا يشترط دوام الورد، فقد يكون مؤقتا لتحقيق هدف.
__________________
للاستزادة:
يا طالب العلم: (الوِرْدُ العِلْمِيُّ اليومي) على مدار العام = هو معينك على الضبط || للشيخ د. ذياب الغامدي
https://abuzare.blogspot.com/2016/08/i.html
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ردحذفجزاك الله خيراً
ردحذفجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ردحذف