29‏/11‏/2018

تغريدات نافعة قيمة حول الكلمة العظيمة: (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله) أهميتها، فضلها، حاجتنا الماسة إليها - للشيخة/ د. وفاء بنت علي الحمدان.





تغريدات نافعة قيمة حول الكلمة العظيمة:
(لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
أهميتها، فضلها، حاجتنا الماسة إليها.
للشيخة/ د. وفاء بنت علي الحمدان


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:

فهذه مجموعة تغريدات نافعة قيمة كتبتها الشيخة الفاضلة/ د. وفاء بنت علي الحمدان -حفظها الله- في الكلمة العظيمة التي أكرمنا الله بها: (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله) تلفت النظر إلى أهميتها، وفضلها، ومدى حاجتنا الماسة إليها..

فقمت بجمعها في صفحة واحدة راجيًا من الله أن ينفع بها، علما أنها لم تتوقف عن الكتابة حولها، فستكون هذه الصفحة متجددة بإذن الله بجديدها حول هذه الكلمة المباركة بين فترة وأخرى، سائلا الله أن يجزيها خيرا، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.



ـــــــــــ ،،، ـــــــــــ


كتبت حفظها الله:

- المُتابعون والمُتابعات الكرام:
تستحقُ هذه الكلمة الكنز (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله) تغريداً طويلاً، يَصدحُ صوته بفضل الله علينا بها فضلاً عظيماً.
فاصبروا عليَّ صبراً جميلاً إِن طالَ تغريدي بها وعنها كثيراً.
نفعنا الله بهذه الكلمة نفعاً مديداً. آمين.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)

كلمة: الهداية والكفاية والوقاية، قال ﷺ: (إذا خرج الرجل من بيته، فقال: بسم الله، توكلتُ علىٰ الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال: يُقال حينئذ: هُديت وكُفيت ووُقيت، فتتنحىٰ عنه الشياطين، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل هُدي وكُفي ووُقي). فالحمد لله.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
كلمةٌ ناطقةٌ بالتوحيد لله ربِّ العالمين.
فلا نملك مع الله شيئاً.
ولا نملك من دونه شيئاً.
لا نملك إلا ما ملَّكَنا إِياه، ولا يكون إلا ما شاء الله.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
مغانمها عِظام بلا مؤونة ولا عناء، تُصيب المُعتقد بها توحيداً ويقيناً، والقائل بها تفويضاً وتسليماً، والراجي لِفضلها بُكرةً وأَصيلاً.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
تدبرْ ماذا قال عنها الرحمة المهداة ﷺ:
يا أبا هريرة أَلا أُعلمك -أو ألا أَدلك- على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة؟ تقول: (لا حول ولا قوة إلاّ بالله) فيقول الله: (أسلمَ عبدي واستسلمَ). [حديت صحيح].
أَيُفرطُ أحدٌ بعد هذا في فقهها ودوام قولها؟

- (لا حول ولا قُوة إلاّ بالله)
ما ظنُّكم بثواب كلمة أُنزلت من الكنز الذي تحت العرش؟
الله أَكْبَر علىٰ فضل ربِّنا الكريم.
فلا تعلم نفسٌ ما ادْخرَ الله لها من الخير المُعجل في الدنيا، ولا تعلم قدر الثواب المؤجل المُخفىٰ لها في الآخرة بقول تلك الكلمة الكنز.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
يُستطابُ بها عيش الليالي والأَيام براحة في القُلوب والأَبدان، بعيداً عن الأَكدار، ووساوس النفس والشيطان.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
نقولها تضرعاً وخِيفةً إذا أَثقلتنا السيئات، وأَلَحَّت علينا أَنفسنا بالشهوات، وضاقَ منَّا الصدر من كثرة الخطيئات، نَجْأَرُ إلىٰ الله بها؛ لِيُخلصنا من أَسْرِّ الهوىٰ، والدُروب المُهلكات.

- (لا حول ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
ذِكْرٌ جامعٌ، وقولٌ فصلٌ مانعٌ من توهمِ أن للعبد قدرة يُطيق بها تحقيق مآربه، كلا وربي، ولا قدرَ معشارِ ذرةٍ.
لا يُدبر الأمر، ولا يُغير الحال، ولا يدفع الشَّرَّ، ويصرف السوء، ولا يجلب الخير، ويُعين علىٰ أبواب البرِّ إلا اللهُ وحده.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
عقيدةٌ ثابتة الأركان، أَساسها في قُلوب أهل التوحيد والإيمان:
أَنَّ كلَّ ركنٍ سُوىٰ ركن الله فهو وَهمٌ مُنهدمٌ.
وأَنَّ كلَّ بابٍ سُوىٰ باب الله فهو سرابٌ منعدمٌ.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
جنَّةٌ مُعجلةٌ من نعيم اليقين والتسليم، يجدُ لذتها مَن:
أَحْسَنَ الطاعة والانقياد.
وقَطَعَ النظر عن العباد.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلا بالله)
حقيقتها في قوله تعالىٰ:
(ليْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ).
(قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ للهِ).
[آل عمران: ١٢٨-١٥٤].

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
كلمةُ توحيدٍ تنفي أَن يكون لمخلوقٍ قدرة أو قوة تُمكنه من أَن يُقدِم بها أمراً أو يُؤخره، أو يَضرّ بها أحداً أو ينفعه، أو يَجلب خيراً أو يصرفه، أو يُوسع رزقاً أو يُضيقه، الأمر كلُّه لله وحده، ليس بشرٌ يملكه.

- (لا حولَ ولا قُوة إلاَّ بالله)
تُصلحُ القلبَ، وتجمعهُ علىٰ خالقه، وتُداويه مما يُزعجهُ ويُقلقهُ، وتحميه من داء التخليط وممّا لا ينفعهُ، وتُرزقه التسليم، وجميل التفويض وتُطمئنهُ.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
تَعمرُ القلب يقيناً أَن ليس للعبد إلا رحمة ربِّه، وقَصْدُ وجهه، والوثوق بوعده، والرضا عنه في الأَمر كلّه، والتعويل علىٰ سِعة فضله وعونه، والتسبيح بحمده.

- (لا حول ولا قوة إلاَّ بالله)
غَرْسٌ من غِراس الجنَّة، بها أوصىٰ إِمام الحنفاء إبراهيم ﷺ خير الأنام نبينا ﷺ ليلة أُسْرِي به أن يأمر أُمته بأن يُكثروا من قولها، ما بعد هذا الفضل إلا الاستكثار من هذا الغرس، ولا ننسىٰ أن الجنة تربتها طيبةٌ، وأرضها واسعةٌ، فكم سوف نغرس فيها؟

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
الفقيهُ بمعناها، والعاملُ بمُقتضاها سعيدٌ في كلِّ أَحواله، إِن أَصابته سَرَّآءَ تنعمَ بقولها شُكراً، وإِن مَسَّتْهُ ضَرَّآءَ تقوىٰ بِذِكْرها صبراً، ولا يُقلقه تقلب الحال، فالحوقلةُ تُربيه علىٰ التسليم، والرضا بتدبير العزيز الحكيم.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
تنقلُ قلب قائلها نقلة سماوية، وتقطع تعلقه بالأَسباب الأَرضية، وتصلهُ بمالك الملك صلةً قوية، وتُعلقه يقيناً وتصديقاً بقول ربِّ البرية (وفِي السَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات: ٢٢].

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
هي الحبل الممدود بين الخالق والمخلوق، والمالك والمملوك، من أَحْسَنَ مَدَّهُ، والتعلق به كفاهُ الله كلَّ همٍ، ودفعَ عنه كلَّ شرٍّ، وأَعانهُ علىٰ كلِّ خير، ومن تشاغلَ عن مَدِّه، والوُثوق بفضله انقطعَ خيرهُ، وانفرطَ عقدهُ، وضلَّ سعيهُ.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
لا يُوفقُ لقولها كلُّ أَحد.
ولا يذوقُ لذتها، وحلاوة عُقباها أيُّ أَحد.
ولا يُحسنُ خَلْعَ الحول والقوة والطُول عن نفسه إلا من عرف ربَّهُ الواحد الأحد.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
يُوفقُ للذة قولها وأَثرها:
المُنطرحُ دوماً بين يديَّ مولاه.
الصادقُ في تبرئه من نفسه وقُواه.
القاطعُ الرجاء والنظر في الخلق ودُنياه.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
لا تَظُننَّ أَنك قادرٌ علىٰ قولها بمجرد تحريك لسانك بها.
ما كان لك هذا، ولن يكون لولا سبق فضل الله الكريم عليك بقولها، والضراعة إِليه بِدوام ذِكْرها.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
لا طاقة لنا بقولها إِلا بحول الله وقوته، وفتحه وتوفيقه لِمَن اصطفىٰ من عباده، فَانظُرُوا-يرحمكم الله- كم يَحُفنا ربُّنا بفضله وكرمه، وكم هو فقرنا لِمَدَدِه وعونه؟

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
راحةُ المُتعب، وأَمل المغموم، وسلوىٰ المحزون، وقوة البدن، وعافية القلب؛ هذا بعضُ صنيع التوحيد والتفويض في العبد الضعيف، المُوقنُ بأن ما قدرهُ الله صائرٌ لا محالة، والخيرُ كلَّهُ فيما نالهُ وأصابه.

- (لا حول ولا قوة إِلاَّ بالله)
من قالها إِيمَانًا واحتساباً:
ما ضَاقَ له صدرٌ، ولا اضْطربَ له قلبٌ، ولا أَظْلَمَ عليه دربٌ، ولا أَقلقهُ خطبٌ، ولا أَصابهُ عجزٌ.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
من قالها وهو عارفٌ بربِّه، الذي يلوذ بِحِماه وقُواه:
لا غَمَّ يطرقه ويسكنه، إلا كطائفٍ من الأَلم مَسَّه ثمّ يصرفه.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
من قالها إِخلاصاً وصِدقاً:
كان الله معه تأييداً ونصراً، وأَنزلَ عليه سكينةً وصبراً، ولم يَكلهُ إلىٰ أَحدٍ في شَيْءٍ من الأمر عُسراً كان أو يُسراً.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
من قالها مُنطرحاً بين يديّ مولاه، ما تركهُ ولا قلاه، بل رعاهُ وتولاه، وتحمل عنه ما أَهمهُ وأَضناه، وأَعانهُ علىٰ أُمور دينه ودنياه.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
من قالها وهو مُستيقنٌ بأَن ربَّهُ أَرحمُ به من الخلق أَجمعين، اطْمأنَ قلبهُ إِلىٰ تدبيره.
ومن قالها وهو علىٰ عِلْمٍ مكينٍ بأن ربَّهُ حكيمٌ، رضي بتقديره.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
ما أَعقلَ وأَكيسَ من استعانَ بكثرة قولها علىٰ التأهب للقدوم علىٰ الله، وقَطْعِ عقبة العمر بالمبادرة لإصلاح الحال آملاً بحُسن المآل.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تُقوِّي الظنَّ في سِعة فضل الله، وتمحو اليأسَ من رَوُح الله، وتَهزم باليقين بها وسوسة الشيطان عدو الله، وتُوجبُ شُكر الله علىٰ أَن جمع القلب واللسان علىٰ الاعتصام بـ (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله).

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
تُثبتُ القلبَ إذا طرقتهُ الرزايا.
وتَحفظهُ من تسلل صُنوف الخطايا.
وتَكْسرهُ بين يديّ مالكه مهابة وجلالاً.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
بها يُستجلبُ العون علىٰ حمد الله وشُكره.
وطلبِ عفوهِ وصفحهِ.
والتوفيق لطاعته، والأُنس بقُربه.
وكشفِ الضُرِّ وأَلمه.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تُربي القلبَ علىٰ إِخلاص العمل لله وحده، وترك الالتفات إِلىٰ حُظوظ النفس، ورؤية الخَلق، فالله أَجلُّ، وهو المانُّ والمُعينُ والمُوفقُ، وليس لك يا عَبْدُ من الأمر شيء، والعُمرُ أَقصرُ وأَنْفسُ من أَن يَضيع في ابتغاء حظ النفس والخَلق.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تَمُدُّ من أَكْثَر من قولها بالرجاء بِقُرْب رَفْعِ البلاء، وتقطعُ علىٰ القلب استبعاد زمان الرخاء، أَو الضجر من كثرة الدعاء، بل تُؤملهُ بالله القادر علىٰ تحول الأَحوال، القويُّ الذي لا يُعجزه شيءٌ في الأَرض ولا في السماء.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
لا يَرْكن قائلها إِلىٰ الأَسباب، ولا يُسْكنها قلبهُ، ولا يثق بها من دون الله، وإِنما يُباشرها ويفعلها بجوارحه عُبودية لله، وقلبهُ معلقٌ بمسبب الأَسباب ومُجْرِيها، ذُو القوة المتين، شَدِيدُ المِحَال، مُدَبِرُّ الأُمور ومُتوليها.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
نقولها كُلَّمَا نادىٰ المُؤذِّنُ:
(حيَّ علىٰ الصَّلاة، حيَّ علىٰ الفلاح) إقراراً مِنَّا بأن لا قدرة لنا، ولا استطاعة عندنا للقيام بحقها كما ينبغي لها، ويُحبُّ ربُّنا إِلاَّ بسبق فضله، والاعتصام بِطَوله.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
حريٌّ بالمُحافظ علىٰ ذِكْرها إخلاصاً ويقيناً، وذُلاً وتوحيداً أَن يظفر بعون الله وتأييده، ويَمُدهُ بتوفيقه وتسديده.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
الأصلُ في هذه الكلمة الكنز، أَنّها كلمة استِعانة -بالحيِّ القيوم- في جميع الأَحوال، لا كلمة استرجاع تُقال عند نزول المصائب، وما يُكدر البال، فالمصيبةُ تُتلقىٰ بقولنا:(إِنَّا للهِ وإِنَّا إِليه راجعون) صبراً وتسليماً.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تُحرّرُ قلبَ قائلها -صِدقاً ويقيناً- من رِّق المخلوقين، ومن التعلق بهم، ومن التشوف إِلىٰ ما بين أَيديهم، وتقصرُ قلبهُ وطرفهُ علىٰ مالك المُلك، قيوم السموات وَالأَرْض، محبةً له، وغِنىًٰ به، وتوكلاً عليه.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
تُداوي داءَ العينِ الممدودةِ إِلىٰ من اتسعَ له رزق الدنيا، وبَسْطة العيش فيها، وتَقْصُرُ طرفها علىٰ القناعة والرضا بقسمة مالك المُلك لها، وهذا خيرٌ لها من الدنيا وما فيها.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
كلمةٌ جامعةٌ بمجامع القلب علىٰ ربِّه؛ لِيعكف علىٰ ذِكْره، وطاعته وامتثال أمره.
ومانعةٌ له من أَن يشتغل بغير ما خُلق له من سفاسف الأُمور، وما لا يُسْمن ولا يُغني من جوع في الدنيا، ويوم البعث والنُشور.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
بِعُمق اليقين بهذا الكنز، تُقْطَعُ خُطوط الإِمداد بالشبكات الأَرضية من نفس ودُنيا وخَلق، العارية من القُدرة علىٰ منعِ أو رفعِ أيّ بلية، أَو جلبِ نفعٍ ولو بقدر ذرةٍ تُرابية، وتتجذرُ الصلة بعظيمِ قدرة ورحمة خالق ومالك العوالم العُلوية والسُفلية.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
عَجَبٌ أمر هذه الكلمة الكنز، التي لا تنقضي عجائبها ومنافعها، تجعلُ قائلها: إيماناً واحتساباً، وتوكلاً وافتقاراً:
يرىٰ ما أُغلقَ من بابٍ مفتوحاً.
وما ضاقَ من صدر مشروحاً.
وما انكسرَ من شيءٍ مجبوراً.
وما تعسرَ من حال ميسوراً..

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
لو يَعلمُ العِباد مسيس حاجتهم لهذه الكلمة الكنز في حال محياهم ومماتهم، ويوم مبعثهم من مرقدهم وحشرهم ما فترت قُلوبهم وأَلسنتهم من استحضارها، والاستكثار من قولها بعدد أَنفاسهم.

- (لا حول ولا قوة إلاّ بالله)
أَيظُنُّ قائلها أن يرجع صِفْر القلب واليدين بعد قولها؟ لا وربي ما هذا ظنّنا بربنا، أما هي الكنز الذي لا تنتهي فرائده وفوائده؟ أما هي بابٌ من أبواب الجنّة لا يُرّد عنه طالبه وطارقه؟ أما قبل هذا كله اعتصمنا بالكريم الذي يستحي أن يمنع فضله لمن هو ذاكره؟

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
هل نعلم أَن حاجتنا إِليها -عِلماً وعملاً بها، ودوام ذِكْراً لها- أَعْظَم من حاجة الظمأن إِلىٰ الماء، والجائع إِلىٰ الطعام، والمُتعب إِلىٰ المنام، والمريض إلىٰ الشفاء؟

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
أَكْثَرُ العِباد قولاً لها، واعتصاماً بها من لا ينسىٰ أَبداً حقيقة بداياته، وماهية أَوصافه: موتاً قبل الحياة، وضعفاً قبل القُوة، وجهلاً قبل العلم، وضلالاً قبل الهداية، وفقراً قبل الغنىٰ، وموتاً بعد الحياة، وقبراً إِلىٰ يوم التناد.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إلاَّ بالله)
ما أَشدُّ حاجة قلوب أَهل زماننا لكثرة قولها؛ لِتطمئن نفوسهم بها، وتعتصم بربها، وترحل عنها أحزانها، ويطيب عيشها، ويَحْسُن ظنُّها بوليِّ أَمرها، ومُصرف شأنها.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
إِنَّها أَشدُّ ثباتاً وتمكيناً ويقيناً -في قلب العبد العالم العامل بها- من الجبال الراسيات؛ لِعلمه أَنّه بربِّه لا بنفسه، وأَن لا أَحد كافيه سواه، ولا أَحد يرحمهُ ويُحْسن ولايته، وتدبير أَمره إِلاَّ إِيّاه جَلَّ في عُلاه.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تَهبُ القلبَ طمأنينةً أَن لا تبديل لكلمات الله، ولا رادَّ لِحُكمه وما قضاه، كان هذا فيما سَرّهُ أَو فيما أَلمهُ، فالكلُّ بقدر سابق، وبتدبير من لطيفٍ رحيمٍ بجميع الخلائق.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
قولها: أُنسٌ في الخَلوة والجَلوة، واليُسر والعُسر، وعند نزول الكُربة، وفرجٌ مُعجلٌ مهما تعاظم ما في الصدر من شِدّة.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
ما تعاقبت الليالي والأَيام، وما أَقبلَ ليلٌ، وأَدبرَ نهارٌ، وما صفا من بالٍ، وتكدر من حالٍ، وما تزاحمت من همومٌ وأَعمالٌ، ليس لها إِلا عون القويّ المتعال.

- (لا حولَ ولا قُوةَ إِلاَّ بالله)
تُغلقُ باب الهمِّ والحزن، والعجز والكسل، وشتات القلب، والأَسىٰ علىٰ ما فات وانقضىٰ، وتفتحُ باب الصبِّر الجميل، والتوكل الجازم، والرضا الدائم، وحُسْن الظنِّ بكلِّ ما هو آت وقادم.

- (لا حول ولاقوة إلا بالله)
سلاح الفقراء الموقنين بفقرهم، المتبرئين من حولهم وطولهم، العالمين حق اليقين أن القوة لله جميعاً، وأن الأمر كله لله.

- (لا حول ولاقوة إلا بالله)
إن على من رام طيب العيش في الدارين أن يعلق قلبه وجوارحه بربه تعلق من أيقن أن لا حول ولا قوة إلا بالله وأن فقره إلى ربه لاينفك عنه طرفة عين.

- (لا حول ولا قوة إلا بالله)
عتاد وزاد من عرف نفسه بفقره وضعفه وقلة حيلته، بهذه الكلمة يتقوىٰ العبد على طاعة ربّه وترك معصيته والصبر على قدره.

- (لا حول ولا قوة إِلاَّ بالله)
كلمةٌ جليلة القدر نفيسة الأَثر، تعبَّد اللهُ الكريم عبادَهُ بِذِكْره بها، وتفضلَ وأَنْعَمَ.
بابٌ من أبواب الجنَّة، وكنزٌ من كنوزها، وغَرْسٌ من غِراسها، ومن الكلمات الباقيات الصالحات، التي يبقىٰ ثوابها، ويدوم جزاؤُها.

- (لا حول ولا قوة إلاَّ بالله)
عقيدةٌ مستقرةٌ في قُلوب أَهل التوحيد والإيمان، قائمة علىٰ الإسلام والاستسلام، والتبرؤ التام من القدرة والإمكان، والوثوق المُطلق في الله الواحد القهار، مع عظيم الطمع في مدرار فضله، وجميل حُكمه.

- (لا حول ولا قوة إلاَّ بالله)
يَسْتكثرُ من قولها من فَقِه معناها، وتحقق بمقتضاها، وعَلَقَ قلبه بمالك الملك والأمر، المُتفرد بالخلق والتدبير، والضُرّ والنفع، والعطاء والمنع، الذي ما شاءَ كان، وما لم يشأ لم يكن.

- (لا حول ولا قوة إلاَّ بالله)
يُحسن قولها، ويحرص علىٰ الإكثار منها، من عَرَفَ نفسه بضعفها، وفقرها، وجهلها، وعجزها، وشديد فاقتها إلىٰ حول وطَول وقوة، وعون خالقها وبارئها، ومالك أَمرها بقدر طرفة العين، بل أَدْنَىٰ من ذلك.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
بقولها صِدقاً ويقيناً تُطوىٰ ساعات العُمر وأَيامه، توكلاً علىٰ الله واستعانة به في فعل المأمورات، وترك المحظورات، والصّبر علىٰ المقدورات حتىٰ الممات.

- (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله)
كلمةٌ طيبةٌ أَصلها ثابتٌ في قلب العبد العارف بربِّه الكبير المُتعال، وفرعها رَطْبٌ بها لسانه صباح مساء، وفي كلِّ حال، وثمارها تُجبىٰ خيراتها وبركاتها في كلِّ آن، بإذن مالك الخلق وَالأَمْر، الكريم المنّان.

- الصادق في فقره لربه شِعاره ودثاره دوماً (لا حول ولا قوة إلا بالله) .. كنز من كنوز الجنة عظيم يستعين به العبد الفقيرعلى قضاء حوائج الدنيا والدين.

- الصادق في فقره لربه متوكلٌ عليه في الأمر كله؛ ليقينه بأن لا حيلة له في دفع شرٍ ولا قوة له في جلب خيرٍ إلا بمشيئة الله الوكيل وقدرته.

- يأْنس ثابت القلب بنور توحيد الأسماء والصفات حين قُرب أجله بمبشرات حُسن الخاتمة (فسلوا الله من فضله، فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله).

- اللهم صَلِّ وسلم على من هدانا لقول ذلك الكنز العظيم من كنوز الجِنان العِظام (لا حول ولا قوة إلا بالله).
(صلوا عليه وسلموا تسليماً كثيراً).

- اللهم صَلِّ وسلم على من دّلنا على كنز من كنوز الجنة به تطيب الحياة، فمن قول لا حول ولا قوة إلا بالله استزيدوا، ومن الصلاة والسلام عليه أكثروا.

- اللهمَّ صَلِّ وسَلِم علىٰ من دَّلنا علىٰ بابٍ من أَبواب الجنّة يسيرٌ وُلُوجهُ، عظيمٌ أُجورهُ، وافرٌ خيرهُ، كثيرٌ غُنمهُ (لا حولَ ولا قُوةَ إلاّ بالله).
فاللهمَّ اجْزه عنَّا خير الجزاء، وادْخلنا معه أبواب الجِنّان، ووفقنا للصلاة والسلام عليه أَنآء الليل وأطراف النَّهار. آمين

- يُحمد الله القيوم الذي لا حول لعبده على فعل طاعة إلا بطول ربه ولا قوة له على ترك معصية إلا بإذنه، ولا حيلة له في دفع شر أو جلب خير إلا بفضله.

- يُحمد الله القيوم على أن رَضىٰ عبده بقضائه من غير حولٍ منه ولا قوةٍ، وعلى أن عرّفه بأن نِعمه عليه فيما يكرهه أكثر من نِعمه عليه فيما يُحبه.

- يُحمد الله القيوم على تهيئته لعبده أسباب حمده من غير حولٍ منه ولا قوةٍ، ومهما استفرغ العبد وسعه في حمد ربه فلا يُكافئ نِعم ربه ذرة من حقها.

- يُحمد الله الواحد القهار علىٰ قهره لعباده بحشرهم إليه من غير إرادة منهم ولا قوة في محلٍ لا يخفىٰ على الله منهم شئ؛ ليفصل بينهم بحكمه وعدله.

- إنَّ الابتلاء بالكُربة سبيل عبودية الفقر والذلة، وأكرم بها من كُربة تُوقف العبد علىٰ ضعفه، وأنه لا حول له ولا قوة إلا بربِّه العليّ مالك العظمة.

- بقدر ما تعرف نفسك بضعفها وفقرها وجهلها، ستُحسن ذِكْر ربِّكَ القوي، الغني، العليم، الخبير، وستُوقن حينئذ أن لا حياة ولا قوة ولا راحة ولا غنىً إلا بدوام ذِكْره.

- وارتحلَ شهرُ الله المُحرم الحرام، كما ارتحلَ قبلهُ شُهُورٌ وأَزمان، فَلنُكْثر من قول: (لا حول ولا قُوة إلاَّ بالله) لإصلاح ما بقي من الأَعمار، وإِحسان عبودية الواحد القهار.

- اللهمَّ جُدْ علينا بالتوفيق والمعونة والثبات علىٰ طاعتك، وَاجْعَلْ خُضوعنا إِلَيْك، واقْبالنا عليك، وثقتنا بك، ورغبتنا فيك، وأَكْرمْ نُزُلنا يوم القدوم عليك، والوقوف بين يديك، فإنه لا حول ولا قُوة لنا إلا بك. آمين



والحمد لله رب العالمين
أخر تحديث في 21/ 3/ 1440هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق